الإدارة المتكاملة للمراعي... محور دورة تدريبية بالمحافظة السامية لتطوير السهوب بالجلفة
شكّل موضوع الإدارة المتكاملة للمراعي محور أشغال دورة تدريبية انطلقت فعالياتها مؤخرا بالمحافظة السامية لتطوير السهوب بولاية الجلفة وتستهدف 13 متربصا من عدة دول عربية إلى جانب الجزائر على غرار ليبيا تونس مصر المغرب السودان. ق.م في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية مع بعض المشاركين أكد مدير الموارد العلفية والمراعي بوزارة الفلاحة التونسية كمال خليفة أن أهمية هذه الدورة تكمن في أن معظم الدول العربية لا توفر حاجياتها من الأعلاف بالشكل الكافي مما يجعل من تنمية المناطق الرعوية تكتسي جانبا مهما في إطار تثمينها في الوقت الذي تلبي هذه الفضاءات من 25 إلى 30 بالمائة من الحاجيات العلفية للقطعان . من جانبها اعتبرت السيدة هند سعيد ممثلة إدارة المراعي والعلف بجمهورية السودان أن هذه الدورة التدريبية سمحت لنا من خلال عرض شريط وثائقي بالتعرف على تجربة الجزائر الرائدة في مجال إدارة المراعي ومكافحة التصحر وهي تجربة ثرية على -حد قولها- يمكن الإقتداء بها وتعميمها في المنطقة العربية وتبادل الخبرات . بدوره أكد مسؤول المحافظة السامية لتطوير السهوب أمجكوح مصطفى بأن هذه الدورة التدريبية التي تنظمها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالتعاون مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري ممثلة في المحافظة الكائن مقرها بالجلفة تدخل في إطار تنفيذ برامج المنظمة المتعلقة بتنمية القدرات الفنية للإطارات العربية في شتى المجالات وكذا الاستفادة من النتائج التي حققتها التجربة الرائدة للجزائر في مجال مكافحة التصحر . وأضاف ذات المسؤول أن تجربة الجزائر الرائدة في مجال مكافحة التصحر تجسدت بفضل جملة من المشاريع التي سمحت بتنمية وإعادة الاعتبار للمراعي الطبيعية وتحسين الغطاء النباتي كمًّا ونوعا إلى جانب الحد من تدهور التربة والأراضي وكذا الحفاظ على التنوع البيئي في هذه الفضاءات التي أصبحت مهددة بخطر زحف الرمال الناتج عن التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة خلال السنوات الأخيرة يضاف لها بعض الممارسات الغير عقلانية لبعض الساكنة في هذه المناطق . وأشار المحافظ إلى أن هذه الدورة التدريبية التي تنظم فعالياتها على مدار 5 أيام كاملة ترتكز محاورها وأهدافها على تطوير القدرات الفنية للإطارات العربية وكذا تبادل الخبرات بين هذه البلدان في مجال تحسين المراعي الطبيعية والحفاظ على النظم البيئية مع عرض تجربة الجزائر في مجال تهيئة وإدارة المراعي الطبيعية من خلال المشاريع المنجزة من طرف المحافظة السامية لتطوير السهوب. وستسمح الفعاليات بالتعرف أولا على التجارب الناجحة في مجال إدارة المراعي بالمناطق الجافة والشبه جافة وكذا الشبة صحراوية الأخرى المتمركزة عبر الوطن العربي ليتم بعدها تثمين النتائج المحصل عليها في سبيل الحفاظ على الموارد الطبيعية في العالم العربي والتي تشهد استنزافا خلال السنوات الأخيرة. وتتضمن الأشغال إلقاء محاضرات من طرف إطارات المحافظة السامية لتطوير السهوب حول الإدارة المستدامة للموارد الرعوية وكذا السياسات والتشريعات المرتبطة بحماية المراعي كما يتم التطرق فيها إلى الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لفضاءات الرعي في الوطن العربي. ويتم التركيز أيضا في الأشغال على إدارة التنوع في بيئات المراعي الطبيعية في الوطن العربي مع إبراز النهج التكاملي في إدارتها وكذا تفعيل سبل الإرشاد الرعوي ودوره في الحماية الطبيعية. كما سيتم التطرق ميدانيا على أسس ومعايير تقييم حالة المراعي وتحديد حمولتها العلفية وحساب الموازنة (حالة دولية) مع الإشارة للنماذج العالمية في إدارة المراعي من خلال معاينة تجار ومشاريع التهيئة الرعوية المنجزة من طرف المحافظة السامية لتطوير السهوب والتعرف عن كثب على التجربة الجزائرية في ما يخص التهيئة والصيانة التي تستهدف المراعي الطبيعية للوصول إلى إدارة متكاملة.