بقلم: خيري منصور ما كتبه شعراء وروائيون من مختلف بلدان العالم وثقافاته عن فلسطين خلال العقود الماضية كان خطوة باتجاه انسنة هذه القضية ولم تكن الانسنة بديلا للقومنة لكن بعد ما انتهى إليه المشهد العربي بدت القضية كما لو انها إنسانية أكثر مما هي عربية وهذا ما توقعه الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس حين كتب عشية خروج الفلسطينيين من بيروت عام الاجتياح بأنه حين يرى سيدة الزيتون جريحة على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط وبيدها عكاز فلن يتردد بأن يناديها يا أمي وما خشي منه ريتسوس هو هذا العقوق من الأبناء ! وحين اعتذر الممثل مارلون براندو بطل فيلم العراب الشهير عن قبول جائزة الاوسكار كان سبب رفضه هو كما قال دفاعا عن الشرف القليل الباقي وكان براندو قد افتضح هيمنة اللوبي الصهيوني على هوليوود لهذا رسم اللوبي صليبا معقوفا على انف براندو واتهمه باللاسامية. وكان كازانتزاكي صاحب رواية زوربا الشهيرة قد زار فلسطين عام 1947 وحذّر مما حدث بعد ذلك لكن احدا لم يسمعه وكذلك المؤرخ البريطاني ارنولد تويني الذي ما ان غادر تل ابيب في زيارته لها حتى هبط في مطار القاهرة والتقى الزعيم عبد الناصر ليقول له إن اسرائيل خطأ تاريخي ولو شئت سرد قائمة بأسماء الكتّاب اليهود الذين اعلنوا العصيان على الصهيونية وتعاليمها لما انتهيت لكني اذكر منهم للمثال فقط شلومو رايخ واسرائيل شاحاك وفلتسيا لانغر وميشيل مزراحي وبني موريس وشلومو ساند صاحب كتاب اختراع الشعب اليهودي! العالم الآن هو الذي يتبنى هذه القضية كنموذج للعدالة ولا نصاف الضحايا لهذا لم تترجم كلمة انتفاضة إلى أية لغة وبقيت بكامل حروفها الأبجدية وحين قلت لصديق أوروبي قبل فترة وأثناء الحوار بالستاين كي يفهمني ابتسم وقال لا .. فلسطين.. وشدد على حرف الفاء حتى أزبد ! فهل تهاجر قضية القضايا من نطاقها القومي إلى نطاق إنساني شامل ؟؟