لقد أوشكت أيام الرحمة والمغفرة على الاقتراب.. وبدأ العد التنازلي .. أيام قليلة وتبدأ أيام شهر رمضان المباركة بنفحاتها ونسائمها العطرة. أيام وتلتف الأسرة على مائدة الإفطار بعد صيام نهار رمضان.. ويجتمع المصلون في صلاة التراويح.. وتعلو أصوات السائلين بالدعاء.. أيام وتبدأ البركة والرحمة والمغفرة.. فهل أنت مستعد ؟! ينشغل البعض قبل بدء هذه الأيام العطرة المباركة بشراء مستلزمات منزلهم وينفقون من أموالهم الكثير والكثير على ملىء خزائن بيوتهم بأشهى وأطيب الأطعمة متناسين أنه شهر الصبر وشهر الإحساس بالفقير والمحتاج شهر العبادة وشحذ الطاقة وشحن الروح وتطهير القلوب الذي يحتاج إلى العمل الكثير وليس الطعام الوفير ! فالطعام هو وسيلة تساعد الفرد وتعينه وتقويه على أداء طاعته وعبادته.. فالغرض منها المساعدة ؟! لكن.. انتبه ! لقد نبهنا وحثنا رسول الله صلوات الله عليه على العمل في كل الشهور وليس شهر رمضان فحسب وكان لنا خير قدوة وأفضل نموذج على ذلك. ولكون المصطفى صلوات الله عليه يحب أمته ويحثها دائما على فعل الخير والعمل الصالح فقد نبهنا _ عليه الصلاة والسلام _ من الغفلة في هذا الشهر الذي يسبق شهر رمضان الكريم ! لقد بدأ شهر ترفع فيه الأعمال.. ألا وهو (شهر شعبان).. هذا الشهر الذي قال عنه نبي الله عليه الصلاة والسلام أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان. فعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله ! لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم صحيح النسائي. فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعلم أن هذا الشهر يغفل عنه الكثيرون على الرغم من كونه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل فكان يحرص على الصيام فيه تقربا من الله جل وعلا لأنه كان يحب أن يرفع عمله وهو صائم. فكان أفضل خلق الله الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر حريصا على الصيام وأن ترفع أعماله إلى الله وهو صائم. فماذا أنت فاعل ؟!