أعلن صندوق التبرعات الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة عن صرف مبلغ مالي قدره 2.2 مليون دولار للتعامل مع الاحتياجات الإنسانية العاجلة التي نجمت عن الارتفاع الهائل في أعداد الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال المنسق الإنساني جيمي ماكغولدريك إنه على مدى أربعة أسابيع من المظاهرات التي تنظم أيام الجمعة في قطاع غزة أُصيب عدد كبير من الفلسطينيين بجروح يفوق من أصيبوا خلال الثلاثة أعوام السابقة مجتمعة. وأكد أن هذا الارتفاع الهائل يخلف أثرا كارثيا على القطاع الصحي الذي يعاني في الأصل في غزة لافتا إلى أن ما يزيد الوضعَ سوءا هو العنف الذي يستهدف العاملين في مجال الصحة الذين يقدمون خدمات الإسعاف الأولي في الميدان والصعوبات التي تواجه بعض المرضى في الوصول الى الرعاية الطبية الطارئة خارج قطاع غزة. وأشار ماكغولدريك في تصريح صحافي إلى ارتفاع عدد الضحايا منذ 30 مارس لأكثر من 40 وعدد الإصابات لأكثر من خمسة آلاف شخص. وحسب صندوق التبرعات سيتم تقديم الدعم للجهات الفاعلة في مجالي الصحة والحماية في غزة عبر تقديم التمويل اللازم للأدوية والمستهلكات الطبية والمواد المخبرية التي تستدعيها الحاجة الماسة لتقديم الرعاية الطبية على الخطوط الأمامية وفي المستشفيات بالإضافة إلى السماح بنشر الفرق الطبية المتخصصة في حالات الطوارئ والضرورية لإجراء العمليات الجراحية المعقدة من جملة احتياجات أخرى ضرورية. وأوضح الصندوق الأممي أن هذا التمويل سيمكن الذين تكبدوا أضرارا مباشرة من الأزمة من تلقي خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الملائمة وإسناد عمليات رصد الانتهاكات المحتملة التي تمس الحماية والتحقق منها وتوثيقها وكذلك تقديم الدعم اللازم للجرحى الذين يحتاجون للعلاج الطارئ خارج قطاع غزة والذين تم رفض خروجهم من قبل سلطات الإحتلال لتأمين التصاريح اللازمة. وأشار المنسق الإنساني ماكغولدريك إلى أن كل فلسطيني قتل أو أُصيب بجروح خلال الأسابيع القليلة الماضية يعني ان أسرة طالها الضرر أيضًا لافتا إلى ان الآثار البدنية والنفسية التي تخلفها الأحداث الأخيرة ستستمر لسنوات . وأوضح كذلك أن التمويل الذي رصده صندوق التبرعات الإنسانية للأراضي الفلسطينية المحتلة يعد خطوة مهمة للتأكد من أن ضحايا العنف الفلسطينيين يتلقون العلاج الذي يحتاجون إليه على المدى القريب مطالبا الجهات المانحة بزيادة مساهماتهم. وأشار إلى أن المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني تحتاج إلى ثلاثة ملايين دولار أخرى على الفور ل الاستجابة للاحتياجات التي طرأت منذ يوم 30 مارس بالإضافة إلى 406 مليون دولار جرى طلبها خلال عام 2018 لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة التي نشأت بصورة رئيسية عن الحصار المتواصل والانقسام السياسي الداخلي الفلسطيني. يشار إلى أن المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف دعا خلال كلمة له أمام مجلس الأمن إلى تخفيف الأزمة الإنسانية عن قطاع غزة وذلك من خلال تخفيف قوات الاحتلال من القيود المفروضة على القطاع.