بين البحث عن المورد الاقتصادي وتقديم الخدمة العمومية ** تحتفل الأسرة الإعلامية اليوم الخميس باليوم العالمي لحرية التعبير حيث تتجلى في هذه المناسبة المكاسب المحققة والأشواط الكبيرة التي قطعها الإعلام في الجزائر وأهمية السلطة الرابعة في مرافقة جهود التنمية وتحسين صورة الجزائر. وفي هذا الجانب اعتبر عبد الوهاب جكون المدير العام ليومية لا نوفال ريبوبليك حسب ما نقله موقع الإذاعة الوطنية أن الصحافة الجزائرية تعد تجربة رائدة في العالم العربي خاصة بعد اتخاذ السلطة قرار فتح المجال للإعلام لتكريس حرية الإعلام في القوانين الأساسية لبلادنا وهناك إرادة سياسية لتكريس حرية التعبير والصحافة في الجزائر. من جهته أبرز جمال لوكيل صحفي بجريدة الشعب الرهانات السياسية والاقتصادية التي تنتظر مجال الإعلام في الجزائر والتي من أهمها العمل على تنظيم القطاع فعلى الرغم من وجود عدد كبير من الصحف نجد هناك معاناة للصحفيين العاملين بها من جانب آخر تم التركيز خلال ندوة علمية انتظمت أمس الأربعاء بجامعة بن خلدون لتيارت حول وسائل الإعلام بين الملكية الاقتصادية والخدمة العمومية على ضرورة اجتهاد وسائل الإعلام لخلق التوازن بين توفير المورد الاقتصادي وتقديم الخدمة العمومية. وأوضح رابح عمار من جامعة وهران 1 في مداخلة خلال هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة احياء اليوم العالمي لحرية الصحافة أنه في ظل انتقال وسائل الإعلام من بيع المعلومة إلى مجانيتها مع انتشار الإعلام الجديد والتدفق المستمر للمعلومات الذي يفرض أن يكون الصحفي متعدد المهارات تغيرت الجوانب الاقتصادية وفرضت نماذج جديدة في مجال اقتصاديات الإعلام . وأبرز أن ملمح النماذج الاقتصادية للميديا الجديدة لم يرتسم بعد نتيجة تداخل وسائل الإعلام ووفرة المعلومات ومجانية المضامين الإعلامية وتوسعها لتشمل الصناعات الثقافية يحتم لجوء وسائل الإعلام إلى تعدد المنصات المتمثلة في النص والفيديو وخلق روابط عبر صفحات الكترونية وتحسين مضامينها وترتيبها عبر محركات البحث لجذب انتباه الجمهور مما قد يمكنها من توفير موارد اقتصادية عن طريق الاشهار المشخص. من جهته أشار الحبيب عثماني من جامعة تيارت في مداخلة حول أخلاقيات العمل الإعلامي إلى أن الحرص على الخدمة العمومية من باب المسؤولية المهنية للصحفي كفيل بتجنب غياب الموضوعية ومخاطر غياب الأخلقة كما يساهم وعي المتلقي في فرض أخلقة المضامين الاعلامية وسط السيل الإعلامي الوارد عبر الدعائم الالكترونية وتحول المواطن إلى صحفي. ضرورة إعادة ابتكار الصحافة المكتوبة في ظل محيط الأنترنت أكد المختص في الإعلام معزوز رزيقي خلال ندوة حول موضوع واقع الصحافة التقليدية في ظل تحديات الثورة الرقمية أمس الأربعاء بوهران على ضرورة إعادة ابتكار الصحافة المكتوبة في ظل محيط الانترنت . وأبرز ذات المختص الذي أدار هذا اللقاء في اطار منتدى يومية الجمهورية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أن الثورة الرقمية هي مرحلة تاريخية عظيمة لكن في نفس الوقت أخلطت الأوراق بالنسبة لوسائل الإعلام التقليدية لاسيما الصحافة المكتوبة مطالبا ب إعادة ابتكار الصحافة المكتوبة في ظل محيط الانترنت . واعتبر ذات الأستاذ الذي يعد إطار سابق بوزارة الاتصال أن شبكة التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون ورقة رابحة لمهنة الصحافة لكن المعلومات التي تبثها ليست معالجة من طرف مهنيين لذلك يكون الباب مفتوحا على مصراعيه للكذب والتضليل والمعلومة المغلوطة مما يجعل الدخول في مرحلة ما بعد الحقيقة حيث أصبح الكذب مسموحا . وأردف قائلا إن المعلومات التي تنشرها شبكات التواصل الاجتماعي ليست مؤطرة من طرف مهنيين والانترنت ليس لديه ضوابط أخلاقيات المهنة ولا الوقت لتحليل وتأكيد المعلومة التي تؤثر على الرأي العام وتخاطب المشاعر وليس العقل .