بقلم: حسين الرواشدة ما هو السبيل الى الهداية وكيف نكون مع المهتدين؟ هذا السؤال نردده في كل وقت وأحوج ما نكون الى تذكرة ونحن نستقبل شهر رمضان الفضيل فهذا الشهر الذي اقترن بالتوبة يفترض ان يكون مدخلا لكل مسلم بل وكل انسان نحو الهداية والاستقامة. ورد مصطلح الهداية في القرآن الكريم عشرات المرات على اكثر من خمسة وعشرين وجهاً جاء احيانا بمعنى الدلالة او دين الاسلام او المعرفة وتارة بمعنى الارشاد او التوفيق او الالهام ويردد المسلم في كل يوم وليلة في صلاته اكثر من سبع عشرة مرة قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم وفي مطلع سورة البقرة يخبرنا الله تعالى بأن هذا القرآن هدى للمتقين ثم يخبرنا في السورة نفسها انه هدى للناس أجمعين. الهداية بالطبع مرتبطة بالله تعالى الذي اعطى كل شيء خلفه ثم هدى ولا يمكن لأحد - حتى الانبياء - ان يهدي الناس الا بمشيئة الله تعالى انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ولكن ثمة انواعاً من الهداية: هداية الفطرة التي وضعها الله في الكائنان كلها وخص الانسان المكلف بها وهديناه النجدين وهداية الدلالة والبيان والارشاد يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام والمقصود هو القرآن ثم وانك لتهدي الى صراط مستقيم والمقصود رسوله ثم هداية التوفيق والالهام والسداد اهدنا الصراط المستقيم وثمة هداية الى الجنة والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم وهداية الى النار فاهدوهم الى صراط الجحيم .. الخ. قلنا ان الهداية الهية بامتياز لكن الانسان مطالب بالبحث عنها والسعي اليها وايجاد ما يلزم من الوسائل والطرق لتحصيلها فاذا ما استهدى زاده الله هدى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للايمان ومصادر الهداية متعددة منها الوحي والعقل والحواس ويبقى الوحي أهمها لأن الخطأ وارد في المصادر الاخرى اما التنزيل فثابت وصحيح وحسب الانسان ان يجاهد في دنياه بما اعطاه الله من امكانيات وبما سخره له في الكون من موجودات لينال الهداية ويفوز بنعمتها يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني أهدًيكُمّ .. وعليه فالاستهداء بالايمان وبالعمل الصالح وبالتقرب الى الله بالصدقات والنوافل وبالنظر والتأمل في الكون هو واجب الانسان وهو يبحث عن الهداية.. او يتمنى ان يكون مع المهتدين. ربما يختلف اتباع الاديان في تحديد مفهوم النجاة والهلاك وغالبا ما تسود النظرة الاقصائية التي ترى الآخر ملعونا وترى مصيره الى الجحيم لكن الاسلام يحدد هذا المفهوم فالانسان -اولا - هو عبد لله تعالى وقد كرمه الله لمجرد انه انسان وهدايته مرتبطة بالله تعالى الذي ترك له حرية الاختيار _إنا هديناه النجدين إما شاكرا وإما كفوراس. وحسابه ايضا متعلق بالخالق فقط _ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمينس.