أحيى أمس الثلاثاء الآلاف من الأشخاص من الرسميين والمواطنين بخراطة (65 كلم شرق بجاية) احتفالية تخليد ذكرى مجازر الثامن ماي 1945 وذلك في أجواء من الذكريات والعاطفة حيث لا يزال العديد من الناجين وعائلاتهم يحتفظون بهذه الذكرى الأليمة التي عانوا منها في ذلك الوقت. وكان أول تجمع كبير في هذه الاحتفالات قد نظم في المكان الأكثر رمزية لهذه الأحداث المؤلمة شعبة لاخرة التي كانت مسرحا لمذابح لم يسبق لها مثيل ارتكبها جنود المستعمر الذين كانت لهم أوامر بقتل أكبر عدد من المتظاهرين حيث تم إلقاء آنذاك رجال ونساء أحياء في الجزء السفلي من الوادي الذي أضحى في المساء أرجوانيا أحمرا بفعل عدد الجثث الممزقة التي نزفت الدماء. ولا تزال روح العربي حنوز الذي ينسب اسمه إلى هذا المكان حاضرة بالمكان الذي شهد مشاهد وحشية ومرعبة ارتكبت أنذاك حيث كان أول شهداء هذه المجازر الجماعية ليليه طفليه بعدها وذلك بعد أن رفض أن يقول تحيا فرنسا كما كان يطالبه جنودها وفقاً لشهادة أفراد عائلته التي أشارت إلى أن الشهداء الثلاثة كانوا مربوطين بأسلاك شائكة قبل رميهم. وكان حنوز العربي مناضلا ورئيس جمعية مدرسة في المنطقة ومسؤولاً عن عيادة طبية بخراطة. وقد كانت المناسبة للحاضرين فرصة لتخليد ذكراه وذكرى جميع الضحايا الذين سقطوا حيث وضعت أكاليل الزهور في ساحة الشهداء التي أقيمت حديثا والترحم على أرواحهم الطاهرة. *** متحف الجيش يستحضر ذكرى مجازر 8 ماي نظم المتحف المركزي للجيش أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة عدة نشاطات تخليدا للذكرى ال 73 لمجازر 8 ماي 1945 التي ذهب ضحيتها 45 الف شهيد جزائري بكل من سطيف وقالمة وخراطة. وبالمناسبة تم عرض شريط وثائقي للمؤسسة العسكرية للسمعي البصري حول هذه الجرائم الوحشية التي تبرز الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الجزائري بأجياله المتعاقبة من اجل حريته وكرامته. وتضمن المعرض المنظم ببهو المتحف ايضا صورا حية عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها قوات المستعمر ضد شعب أعزل مسالم خرج للتعبير عن رغبته في الحرية والاستقلال غير أنه قوبل بالرصاص. كما ضمّ المعرض صورا لمجازر ومحتشدات 8 ماي 1945 وصور تعذيب وتنكيل بالجزائريين على مستوى التراب الوطني.