قال وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس أمس الأحد أن مجازر 8 ماي 1945 التي اقترفها الاحتلال الفرنسي في حق الجزائريين في كل من قالمة وسطيف وخراطة ومناطق أخرى من الجزائر ستبقى "وصمة عار" في تاريخ فرنسا "مهما طالت الأيام وتعاقبت السنين"، مؤكدا أن هذه الجرائم لا يمكن أن تسقط بالتقادم· وذكر عباس الوزير لدى افتتاحه أشغال الملتقى الدولي التاسع حول مجازر 8 ماي 1945 الذي احتضنته قاعة المحاضرات للجامعة المركزية بقالمة ضمن الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال66 لتلك المجازر أن " جرائم بهذا القدر من الفظاعة والوحشية لا يمكنها أن تتقادم أو تطوى صفحتها"· وقال السيد محمد الشريف عباس " لا يسوغ للأجيال الحاضرة ولا للتي سوف تأتي نسيان تلك المجازر" مذكرا في هذا الشأن أنه " في الوقت الذي كان فيه العالم كله يحتفل في ذلك التاريخ بالانتصارعلى النازية (···)كان الجزائريون يقتادون إلى المحارق وساحات القتل الجماعي"، مضيفا أن المستعمرين خرجوا في تلك المجازر "في شبه رحلات صيد للإنسان" لا يفرقون بين صغير ولا كبير وكانت مهمتهم الوحيدة هي "قتل كل من تقع عليه أعينهم"· من جهته صرّح الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد السعيد عبادو أنه لا يمكن في الوقت الحالي "للعلاقات بين الجزائروفرنسا أن تبنى على أسس جيدة وبشكل دائم إلا عندما تعترف فرنسا بجرائمها في الجزائر"· وفي سياق ذي صلة، شارك آلاف المواطنين أمس الأحد بسطيف في "مسيرة العهد والوفاء" التي دئب على تنظيمها تخليدا لذكرى ضحايا مجازر 8 ماي1945· وحمل المشاركون الذين ساروا على نفس المسار الذي اتخذته المسيرة السلمية قبل 66 عاما الرايات الوطنية ولافتات كتبت عليها عبارات تمجد أرواح عشرات الآلاف من الجزائريين الذين استشهدوا في 8 ماي 1945 بالإضافة إلى صور لبعض الشهداء من بينها صورة بوزيد سعال أول من سقط غدرا برصاص الاحتلال الفرنسي آنذاك · وانطلقت المسيرة من أمام مسجد محطة القطار ( أبي ذر الغفاري حاليا) إلى غاية شارع "8 ماي1945" الذي كان مسرحا لأول طلقات نارية من طرف شرطة الاحتلال مرورا بشارع أول نوفمبر· وبعين الفوارة أدت مجموعة صوتية تضم حوالي 1.000 تلميذ يرتدون ملابس بلون العلم الوطني ومشكلين عديد الصفوف بساحة الاستقلال وفي ظل منارة مسجد "العتيق" أناشيد وطنية من بينها" أوفياء" للراحل عبد الوهاب سلامي و"حيو شمال إفريقيا" وذلك وسط صمت الجماهير الغفيرة التي احتشدت بعين المكان إلى جانب السلطات الولائية · وتوجه الوفد الرسمي الذي تنقل قبل كل ذلك إلى مقبرة الشهداء بسيدي السعيد للترحم على أرواحهم الطاهرة إلى فضاء الإنترنت (وسط المدينة) حيث تم تدشين معرض للطوابع البريدية نظمه عدد من الهواة ·