شكّلت القرارات الأخيرة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة محور نقاش نخبة من المثقّفين بولاية المسيلة، وسمحت الآراء المختلفة بفهم حقيقي وأكاديمي لجملة ما قرّر· وفي هذا الصدد، استطلعت "أخبار اليوم" رأي النّخب المثقّفة بالولاية في هذه القرارات، والتي جاءت في مضمون تعليقاتها مرتاحة لما قدّم من ولِما أنجز من مكاسب· ** جباري عبد الوهاب أستاذ بكلّية الاقتصاد: "إصلاحات الرئيس لم تتوقّف" "نثمّن ما جاء في خطاب السيّد الرئيس، خصوصا وأنه جاء ليكرّس حزمة الإصلاحات التي بدأها منذ تولّيه منصب رئاسة الجمهورية، حيث أنه أعلن مباشرة جملة من الإصلاحات الهامّة على كافّة الأصعدة وعلى رأسها تعديل الدستور وقانون الأحزاب والجمعيات، ونجد في هذا الصدد أنه رمى الكرة في مرمى الطبقة السياسية بالجزائر بفتحه باب الاستشارة، كما نادى بتكريس حرّية الإعلام وفتحه أمام جميع أطياف المجتمع وبمختلف انتماءاتهم الحزبية وهذا كلّه حقّ في الإعلام لكلّ مواطن· إضافة إلى ذلك، فالخطوة الإيجابية التي من شأنها أن تطوّر وترتقي بالأداء المهني للصحفي هو رفع التجريم عن الجنح· من جهة أخرى، أكّد السيّد الرئيس على مبادئ الدولة الجزائرية ومواقفها اتجاه بعض القضايا الدولية والعربية خاصّة، مؤكّدا على مبدأ احترام سيادة الشعوب ورفض التدخّل الأجنبي· كما أشار السيّد الرئيس إلى أفق تحديد معالم الجانب السياسي للدولة الجزائري والمبني على فصل السلطات التشريعية التنفيذية والقضائية"· ** أحمد المهدي زواوي إعلامي وأستاذ جامعي: "خطاب الرئيس يؤكّد فهمه للمجتمع" "خطاب رئيس الجمهورية جاء في لحظة تاريخية حسّاسة يميّزها الترقّب الذي يسود شرائح المجتمع الجزائري حول آليات وتصوّرات الدولة الجزائرية في تفاعلها مع ما يحدث من مستجدّات على الساحة العربية والدولية عموما، ومسّت القرارات الأخيرة كافّة جوانب ومناحي الحيرة التي تسود جماهير الشعب الجزائري نخبا وأحزابا ومجتمعا مدنيا· وتبقى الأيّام القادمة هي الكفيلة بالإجابة على كثير من التساؤلات في الحيثيات الإجرائية لمباشرة مختلف القرارات المعلن عنها، كما أن تفاعل الدولة ينمّ عن فهم حقيقي للمجتمع واحتياجاته سواء السياسية أو الاجتماعية أو في مجالات أخرى من مناحي الحياة· أمّا كإعلامي فأجد أن القرار الشجاع المتّخذ بإلغاء عقوبة حبس الصحفي سيشجّع تطوّر وأداء الإعلاميين بالجزائر واهتمامهم أكثر بمناحي وما يطلبه المواطن"· ** بن السعدي· م أستاذ في القانون: "خطاب الرئيس كسر الجمود السياسي" "الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كسر الجمود السياسي الموجود بالبلاد، إضافة إلى ذلك فقد جاء في وقت كانت فيه الجزائر في أشدّ الحاجة إلى التغيير وهو الذي تأتّى بحزمة الإصلاحات المختلفة، خصوصا تعديل الدستور الذي أصبح حتميا ولزاما تعديله· كما أن فتح باب الاستشارة أمام الجميع يكرّس النيّة في الانفتاح والتعيير المنشود والمطلوب، ضف إلى ذلك فالتطوّر الفكري للمواطن الجزائري هو الذي دفع بالدولة الجزائرية إلى مسايرة هذا الوضع وإرساء قواعد الديمقراطية الحقيقية بالجزائر"· ** ذبيح مولود أستاذ في القانون: "نيّة الرئيس صادقة" "هناك نيّة صادقة وحقيقية لرئيس الجمهورية ليست وليدة اليوم فقط من أجل إصلاح عميق يلبّي تطلّعات جميع النّخب السياسية في البلاد من خلال فتح الباب أمام الاستشارات السياسية لمختلف الشرائح، وهذا قصد الخروج بمسودة اتّفاق تبنى على أساسه صفحة جديدة في الانفتاح السياسي بالبلاد· كما أن تعديل قانون الأحزاب سيكون من شأنه وضع حدّ للمزايدات التي تطلقها بعض الأحزاب دون وازع أخلاقي، إضافة إلى وضعها أمام رقابة الشعب لا الدولة، كما أن الانفتاح السياسي المرجو صاحبه إلغاء لعقوبة السجن لدى الصحفيين وهي التي من شأنها أن تفتح الباب قدما لعديد الكفاءات للخوض في مصالح المواطنين"· ** عمارة عمر أستاذ في القانون: "قرارات شجاعة تحتاج إلى تطبيق" "قرارات وإجراءات شجاعة لكنها تحتاج إلى التطبيق على أرض الميدان،وكذا تظافر جهود الجميع من أجل تكريسها وبسطها على أرض الميدان· أمّا عن فحوى القرارت فهي بوجه عام تبدو جيّدة لكن وجب تقنينها، إضافة إلى ذلك فالعامل الزمني الذي حدّده الرئيس مهمّ في لجم الترهات التي تقال هنا وهناك وهذا من أجل تكريس الديمقراطية الجزائرية الفعلية، والتي بدأت تظهر تدريجيا منذ تولّي الرئيس مقاليد الحكم في البلاد"·