مخلفات الحرب وموجات النزوح ** رسمت الحرب وموجات النزوح خريطة سكانية جديدة في سوريا خلال سبع سنوات مع مواطنين هجروا تحت ضغط المعارك واتفاقات الإجلاء وأقليات فرت خشية التهديدات الطائفية ومجموعات إتنية حلّت محل أخرى ومدن فرغت بكاملها من السكان ولا يلوح في الأفق بحسب سكان ومحللين أي أمل بعودة جميع النازحين واللاجئين البالغ عددهم نحو 11 مليونا داخل البلاد وخارجها إلى المناطق التي خرجوا منها. ق.د/وكالات شهدت سوريا عمليات إجلاء عدة أبرزها من الغوطة الشرقية قرب دمشق الشهر الماضي وفي 2016 من الأحياء الشرقية في مدينة حلب (شمال). ومع الوقت باتت إدلب تستضيف عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين المعارضين معظمهم من السنة. وقبل الحرب في 2011 كان السنة العرب يشكلون 65 من السكان مقابل 20 أقليات و15 من الأكراد. وباتت المناطق الجغرافية إجمالا من لون طائفي واحد. وعلى الخارطة الجديدة تجمعت الاقليات في مناطق أخرى ويقول الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش إنها عملية تغيير ديموغرافية سياسية وإتنية ويعيش حالياً في مناطق سيطرة النظام بحسب بالانش 70 في المائة من السكان ثلثهم من الأقليات. ويرى بالانش أن كل الإطراف متورطة في نسج هذه الخارطة السكانية الجديدة مشيراً الى أن الفصائل المعارضة طردت علويين ومسيحيين من مناطق عدة على اعتبار أنهم موالون. وهذا ما حصل في قرى وبلدات عدة في محافظة ادلب خلال سيطرة الفصائل عليها في العام 2015 مثل اشتبرق (علويون) والغسانية (مسيحيون) وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ومنذ العام 2015 وبموجب اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة تمّ على مراحل إجلاء الآلاف من سكان قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين والمحاصرتين من الفصائل الإسلامية في إدلب مقابل خروج الآلاف من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق اللتين كانتا محاصرتين من النظام. ويقول عباس عباس (36 عاماً) النازح من كفريا إلى منطقة السيدة زينب قرب دمشق إنه لا يحلم بالعودة إلى منزله. ويضيف إنه كان دائماً يخشى الخطف في منطقته بسبب انتمائه إلى الطائفة الشيعية مضيفاً معظم سكان كفريا لا يريدون العودة . ويتابع تزوجنا وصاهرنا الكثيرين من القرى المجاورة لنا لكن الحال تغير اليوم (...) ونعلم جيداً أنه عاجلاً أم آجلاً سيدخل الغرباء قرانا في إشارة إلى أشخاص آخرين سيسكنون منازلهم. ولا يزال آلاف الأشخاص محاصرين في الفوعة وكفريا وينتظرون التوصل إلى تسوية تتيح لهم الخروج إلى مناطق سيطرة الحكومة.