علمت »أخبار اليوم« من مصادر مطلعة أن أصحاب مستثمرة تامنفوست بولاية بومرداس، أرسلوا شكوى لدى وزارة الدفاع الوطني ضد المدير الفرعي للأملاك العسكرية بالمديرية المركزية للمنشآت العسكرية، متهمين إياه بإبرام صفقة مخالفة للقانون لاقتناء جزء من مساحة المستثمرة مقابل 200 مليار سنتيم لإنشاء منشأة عسكرية مع المالك المزيف، الذي أدانه مجلس قضاء بومرداس مؤخرا بعام حبسا موقوف النفاذ على خلفية قيامه بتزوير عقد عرفي للاستيلاء على 04 هكتارات من المستثمرة، وتحرير 15 عقد بيع لأشخاص ذوي سلطة ونفوذ من بينهم مستشار بوزارة العدل. وجاء في شكوى أصحاب المستثمرة الفلاحية علي مقران ببلدية المرسى بولاية بومرداس، أنه رغم الحكم القضائي الذي صدر لصالحهم والذي يؤكد ملكيتهم للمساحة الأرضية المتنازع عليها غير أن المدير الفرعي للأملاك العسكرية واصل مفاوضته مع المالك المزيف حول بيع جزء المستثمرة التي قدرتها المؤسسة العسكرية في ممثلها مدير الأملاك العسكرية بما يزيد عن 200 مليار سنتيم، الذي تلاعب بالوعاء العقاري، وثبت تزويره للعقد؛ مما يجعله غير مؤهل تماما للتفاوض، حيث تم مسح القطعة الأرضية باسم وزارة الدفاع، إذ أوضحوا في شكواهم أن الصفقة غير قانونية، وأن المدير الفرعي للأملاك العسكرية رفض الاعتراف بأحقيتهم، وتمسّك بالمضي في صفقة غير قانونية مبنية على أوراق مزورة لتحويل المساحة المتلاعب بها مع تهديدهم، فضلا عن أن عملية التفاوض مع المالك المزيف والمؤسسة العسكرية كانت بحضور السمسار الذي كان أحد المستفيدين من صفقات البيع، وتحصّل على مساحة 700 متر، مما يثير استفهاما حول طبيعة هذه الصفقة. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق أن تطرقنا إلى النزاع الذي كان قائما بين أصحاب المستثمرة والمالك المزيف الذي فصل فيه مجلس قضاء بومرداس، والذي يتلخص في أنه تم تحويل مساحة 4 هكتارات من الوعاء العقاري للمستثمرة المحاذي للطريق الرابط بين المرسى وتامنفوست لفائدة المدعو (م. ب) بناء على العقد الذي ادعى ملكيته منذ 15/11/ 1959، وذلك على أساس أن والده اشتراه من مالكه المعمر الفرنسي أجاد جون جاك؛ حيث تمكن من الاستيلاء على العقار بعد تسجيل العقد العرفي بأثر رجعي وإشهاره وإعادة مسحه رغم أن تقرير الخبرة العلمية المنجز من طرف مخبر الشرطة بشاطوناف، أثبت التزوير. كما أن القطعة الأرضية التي تم نهبها من المستثمرة قد جرى مسحها 3 مرات، حسب ما تؤكده الوثائق؛ إذ تبين أن العقار شهد عدة عمليات مسح على مستوى مديرية مسح الأراضي، فالأولى كانت باسم المستثمرة الفلاحية المشتركة علي مقران، ثم مسحت مرة ثانية باسم وزارة الدفاع الوطني لتمسح مرة ثالثة بتاريخ 15 ديسمبر 2004 بسام المدعو (ب. م). والجدير بالذكر أنه بعد إشهار العقد العرفي تمت عمليات بيع المساحة العقارية وفق 15 عملية بيع تمت كلها في يوم واحد بتاريخ 12 مارس 2005. وكان من ضمن المستفيدين مستشار شخصي لوزير العدل سابقا، الذي حصل على مساحة 700 متر اشتراها بمبلغ 70 مليون سنتيم، وكذا ابن سمسار يتاجر في العقار عمره لا يتعدى 20 سنة، الذي اشترى مساحة 400 متر، وهو ما يؤكده الدفتر العقاري. وبهذا يبقى الصراع على المستثمرة قائما في انتظار الإجراءات التي ستتخذها وزارة الدفاع الوطني بشأن الشكوى.