نكهة مميزة وإقبال كبير المملحات تصنع ديكورا جذابا على موائد الإفطار بوهران
تصنع المملحات ديكورا جميلا وجذابا بأشكالهامما جعلها تأخذ مكانة في موائد الإفطار عند الكثير من الأسر الوهرانية التي كانت في زمن غير بعيد لا تتناولها إلا في بعض المناسبات كحفلات عيد الميلاد أو في محلات البيتزا أو عند باعة الحلويات. وتعد هذه المملحات التي هي عبارة عن فطائر صغيرة مختلفة الأشكال متنوعة الحشوات من الأطعمة التي يكثر استهلاكها والإقبال عليها خلال شهر رمضان سواء في وجبتي الإفطار أو السحور وحتى في القعدات بحيث تقدمها الوهرانيات لضيوفهن إلى جانب الحلويات التقليدية كالشامية وأصبع القاضي وغيرها . نكهة وأشكال جذابة وتقول السيدة هوارية في سن السبعين متقاعدة كانت طباخة بأحد المطاعم الشعبية بوهران أن هذه المملحات ليست من الأطباق العصرية وإنما كانت حاضرة في الطبخ الوهراني منذ القدم حيث كان يطلق عليها اسم الفطيرة والتي كانت في أغلب الأحيان تكون محشوة باللحم المفروم والبصل والثوم وقليل من الشحم. وقد عاد هذا النوع من الأطعمة في ثوب جديد وأصبحت عادة جديدة في النظام الغذائي يقبل عليها الوهرانيون صغارا وكبارا بشراهة كبيرة كونها سهلة الهضم ومغذية وغير مكلفة وأشكالها جذابة -تضيف- ذات المتحدثة. ونظرا للإقبال الكبير على المملحات فإنها أصبحت المنافس الوحيد ل المعقودة ( عبارة عن بطاطا مرحية و ثوم ومعدنوس وبيض) التي لها امتداد تاريخي طويل مرتبط بالمائدة الرمضانية للعائلات الوهرانية في فن الطبخ وسحبت منها البساط الأحمر والعرش الذي كانت تتربع عليه منذ القدم. وبالموازاة مع نصائح المختصين في التغذية لتقليل من المأكولات الحلوة خلال شهر رمضان وتعويضها بالمملحة فان المرأة الوهرانية تعمل غير مدخرة من وقتها وجهدها ومالها لتزيين مائدة الإفطار بألذ و ما طاب من الملمحات التي هي عبارة عن فلوفون و سوفلي و كيش محشوة في أغلب الأحيان بالسبانخ (السلق) مع جبن مفروم وفي أشكال صغيرة. وحتى تتفنن المرأة الوهراينة في تحضير المملحات فإنها تستمد وصفاتها في تحضيرها من مختلف المواقع الالكترونية أو حصص الطبخ التي تبثها بعض القنوات الجزائرية بمكونات متوفرة في السوق المحلية وبسيطة.
مهارة وتجارة مربحة وقد حفز الإقبال الكبير على تناول المملحات بعضا من النساء اللائي يبعن المطلوع و المسمن و التريدة و البغرير على تغيير نشاطهن في شهر رمضان المبارك و التوجه نحو صناعة هذا النوع من الأطباق الخفيفة بأسعار تتراوح بين 10 و30 دج للحبة الواحدة وذلك حسب الحشوة. وفي هذا الصدد تقول جملية تحصلت على شهادة في اختصاص الطبخ من مركز التكوين المهني استقبل يوميا عدة طلبيات من العاملات وحتى الماكثات في البيت لأحضر لهن مملحات رائعة واقتصادية وتضيف قائلة أنها سريعة الإعداد وبعجينة واحدة أستطيع تحضير عدة أشكال من المملحات وبحشوات مختلفة وذلك حسب طلب الزبائن . كما تنتعش محلات بيع المملحات حيث يعرض من جهتهم باعة الحلويات وأصحاب محلات البيتزا أشكالا رائعة و لذيذة من الملمحات المقرمشة محشوة باللحم المفروم أو السمك ( التونة وسمون) بأسعار تتراوح بين 20 و 50 دج للوحدة وتلبي جميع الأذواق. وبالنظر لانتشار حرفيين في تحضير المملحات فان غرفة الصناعة التقليدية والحرف لوهران اقترحت إدراج تحضير هذا النوع من المأكولات في مشروع المدونة الوطنية للصناعة التقليدية التي تعكف لجنة بوزارة السياحة والصناعة التقليدية على تحيينها تماشيا مع تطور القطاع على حد تعبير مدير الغرفة. وجاء هذا الاقتراح بعد أن تلقت الغرفة المذكورة طلبات من أصحاب محلات بيع الحلويات لإضافة في بطاقة الحرفي المملحات مما يجعلهم يمارسون حرفتهم في إطار قانوني كما أضاف نور الدين مهتار ثاني.