قصة كأس العالم... أفراح وأحزان إعداد: كريم مادي الحلقة السابعة والخمسون الدورة التاسعة عشر (جنوب إفريقيا 2010) إسبانيا لأول مرة... أخيراً.. وبعد أكثر من شهرين كاملين ها نحن نقترب من طي قصة كأس العالم جبنا من خلالها دهاليز تاريخ المونديال تعرفنا عن تاريخ كرة القدم وكيف تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم وكذلك تاريخ جميع نهائيات المونديال من اول دورة جرت عام 1930 بالاورغواي والتي فاز بها منظم البطولة على الأرجنتين كما تعرفينا سويا على الكثير من الحقائق والأرقام التي ميزت كل دورة من دورات كأس العالم. في حلقة اليوم وهي ما قبل الأخيرة سنحط بكم الرحال بدولة جنوب إفريقيا وغدا سنطير بكم إن شاء الله إلى البرازيل. المونديال لأول مرة في القارة السمراء نظمت النهائيات للمرة الأولى في القارة الإفريقية وتحديداً في جنوب إفريقيا قبل ثماني سنوات من الآن عام 2010 فما كان بالأمس القريب أشبه بالخيال تحول إلى حقيقة بعد ان فازت جنوب إفريقيا على حساب البرازيل والمغرب والولايات المتحدةالامريكية بحق تنظيم المونديال التاسع عشر. بعد 24 سنة من الغياب الجزائر تعود إلى المونديال وتخرج في الدور الأول بعد انتظار دام 24 سنة كاملة عاد من جديد منتخبنا إلى الوطني الجزائري إلى النهائيات بعد مشاركته في مونديال المكسيك 1986 وفيه خرج زملاء بلومي في الدور الاول. فبعد التأهل التاريخي أمام الفراعنة بأم درمان السودانية بالفوز على مصر 1/0 في اللقاء الفاصل وقعه المدافع عنتر يحي علق الجمهور الجزائري آمالا عريضة لتشريف الكرة العربية في أول مونديال يقام بالقارة السمراء غير أن أشبال الشيخ سعدان خيبوا آمال اكثر من 40 مليون جزائري منذ الخسارة الأولى المؤلمة أمام منتخب مع سلوفينيا 1/0 والتي دفع ثمنها غاليا الحارس شاوشي ثم التعادل السلبي أمام انجلترا وأخيرا الهزيمة أمام أمريكا 1/0 والتي عجلت بعودة بعثة الخضر إلى أرض الوطن. قائمة اللاعبين الجزائريين المشاركين في مونديال 2010: شاوشي _قواوي - مبولحي- العيفاوي_ بلعيد _بلحاج _ بوقرة_ حليش -مجاني _ مصباح _ عنتر يحيى - يبدة _لحسن - منصوري_قديورة - بودبوز_ عبدون _قدير - زياني- مطمور- جبور_ غزال _صايفي. المدرب : رابح سعدان صنعت الفرجة فوق المدرجات عرس الفوفوزيلا كرنفالات جنون تشجيع حماس عقلية جمهور دول العالم الثالث.. أطلق عليها ما شئت لكنها باتت علامة مميزة تطارد كأس العالم منذ سنوات بعيدة الأوراق والأشرطة الملونة والبالونات الملقاة داخل الملاعب ظهرت هناك في مونديال الأرجنتين 1978. وكان المشهد النهائي لهذا الصخب عن طريق صوت الفوفوزيلا الرهيب في جنوب إفريقيا 2010 فرغم الفوضى التي أحدثتها جماهير الأرجنتين قبل 36 عامًا داخل ملاعبها أثناء إقامة المونديال الذي حصد راقصو التانجو لقبه فى النهاية إلا أنها لم تؤذ أحدًا باستثناء بعض المضايقات التي واجهها اللاعبون فوق أرضية الميدان. الدور الأول مفاجآت بالجملة شهدت البطولة العديد من المفاجآت والنتائج التي تحققت للمرة الأولى أبرزها على الخصوص خروج إيطاليا حاملة اللقب وفرنسا بطلة 1998 من الدور الأول كما أن جنوب إفريقيا أصبح أول منتخب بلد مضيف يفشل في تخطي حاجز الدور الأول كما أنها شهدت تتويج منتخب أوروبي خارج القارة العجوز للمرة الأولى في التاريخ كما أن المباراة النهائية جمعت للمرة الأولى بين إسبانيا وهولندا إضافة إلى أنها المرة الأولى التي ينجح فيها منتخب بإحراز اللقب بعد خسارته المباراة الافتتاحية. الدور ربع النهائي منتخبات أمريكا الجنوبية بقوة قبل الوصول إلى الدور ربع النهائي كانت صفوة منتخبات أمريكا الجنوبية قد بعثت برسالة تهديد قوية لباقي المنتخبات فلأول مرة تأهلت فرق القارة اللاتينية الخمسة كلها إلى الدور الثاني واحتلت أربعة منها المركز الأول في مجموعتها. ونجحت الشيلي بأسلوب لعبها المفتوح وأدائها الجميل الجذاب في أن تنهي 48 عاماً من انتظار تحقيق الفوز بإحدى مباريات النهائيات لتظفر في نهاية دور المجموعات بالمركز الثاني وتتأهل لدور الستة عشر مع إسبانيا المتصدرة. ثم واصلت الأرجنتين والبرازيل وباراجواي وأوروغواي طريقها إلى الدور ربع النهائي الذي وصلت إليه الباراغواي لأول مرة في تاريخها. أحلام ديغو مارادونا في الحصول على لقب العالم مرة أخرى تحطمت على يد الألمان. وانهارت آمال البرازيل في شوط ثان أشبه بالكابوس أمام هولندا التي جعلت الفريق الذي يستعد لاستضافة بطولة 2014 يخرج من دور الثمانية للمرة الثانية على التوالي. هولندا تقصي البرازيل غانا تكتب التاريخ لا يختلف اثنان على أن اليوم الذي حول فيه المنتخب البرتقالي خسارته إلى فوز على فريق دونغا كان هو أكثر أيام البطولة إثارة فكل من يتذكر مباراة أوروغواي وغانا التي جرت في ملعب سوكر سيتي يعرف ماذا نقصد بهذا. فقد كاد منتخب النجوم السوداء أن يصبح أول فريق إفريقي يصل إلى المربع الذهبي ولكن كرة أسامواه جيان التي سددها من نقطة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي ارتطمت بالعارضة الأفقية وطارت بعيداً وراء المرمى. وقد نجح جيان بعد ذلك في التسجيل عندما احتكم الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية ولكن الغلبة في النهاية كانت لأوروغواي. كانت مسيرة غانا التي هزمت فيها صربيا والولايات المتحدةالأمريكية _ هي أعظم إنجازات الأفارقة في هذه البطولة. فقد ساد الحزن عندما ودع فريق كارلوس ألبرتو باريرا صاحب الأرض المنافسات رغم فوزه على فرنسا وكان ذلك بسبب فارق الأهداف الذي رجح كفة المكسيك. ولكن مع ذلك خرج لاعبو البافانا بافانا مرفوعي الرؤوس وسجلوا أول أهداف البطولة بكرة سيفيوي تشابالالا التي استقرت في شباك المكسيك. وأقصيت كوت ديفوار أيضاً بعد أن جمعت أربع نقاط ولكن باقي المنتخبات الإفريقية _ الجزائر والكاميرون ونيجيريا _ لم تتمكن من تحقيق الكثير وجاء كل منها في مؤخرة ترتيب مجموعته. النهائي: إسبانيا تهزم هولندا فرضت إسبانيا أفضليتها منذ المباراة الثانية في البطولة بعد خسارتها الأولى أمام سويسرا صفر- 1 وحققت بعدها 6 انتصارات متتالية آخرها على هولندا في المباراة النهائية بهدف وحيد لأندريس انييستا في الدقيقة 116 لتظفر باللقب الأول في تاريخها وتضيفه إلى اللقب القاري الذي نالته عام 2008 في سويسرا والنمسا مثل إسبانيا في النهائي ايكر كأسياس - سيرجيو راموس وكارليس بويول وجيرار بيكيه وخوان كابديفيلا - تشابي الونسو (فرانسيسك فابريغاس 87) وسيرجيو بوسكيتس - بدرو رودريغيز (نافاس 60) وتشافي هرنانديز واندريس انييستا - دافيد فيا (فرناندو توريس 106). وبهذا الفوز اصبح منتخب إسبانيا أول منتخب أوروبي يحرز البطولة خارج القارة العجوز وتكسر التعادل في عدد الألقاب مع أمريكا الجنوبية لتصبح النتيجة 10/9. يواكيم لوف مدرب ألمانيا قصة نجاح لم تكتمل قدم يواكيم لوف مدرب ألمانيا قصة نجاح أخرى أمتع خلالها الجمهور بأسلوب ملتهب في تنفيذ الهجمات المرتدة وهو يتقدم على إنجلترا والأرجنتين بأربعة أهداف في مرمى كل منهما قبل أن يصطدم مرة أخرى بإسبانيا التي هزمته بنفس النتيجة التي فازت عليه بها في نهائي كأس الأمم الأوروبية 2008 توماس مولر احسن هداف رغم شراكة فورلان وشنايدر أنهى أصحاب الميداليات البرونزية في 2006 بطولة هذا العام بأكبر رصيد من الأهداف _ 16 هدفاً _ وعاد مهاجمهم توماس مولر للديار وهو يحمل جائزة أفضل لاعب شاب وجائزة حذاء الذهبي ونال هذه الأخيرة نظير تسجيله خمسة أهداف وصناعته ثلاثة أهداف أخرى. وقد أحرز كل من فيا وشنايدر وفورلان خمسة أهداف أيضاً ولكن مولر _ الذي سدد في البطولة خمس تسديدات أسفرت عن خمسة أهداف _ تفوق عليهم بفضل مساعدته لزملائه في تسجيل الأهداف أكثر منهم. محطات من مونديال جنوب إفريقيا دورة حافلة بالإثارة كانت دورة جنوب إفريقيا حافلة بالإثارة حقاً وساهم في ذلك منتخب الولايات المتحدةالأمريكية الذي حول خسارته بهدفين أمام سلوفينيا إلى تعادل ثم حجز مكانه في الدور ثمن النهائي بعد أن اعتلى قمة مجموعته بهدف لاندون دونوفان الذي فازوا به على الجزائر في آخر أنفاس المباراة. وكان فوز سلوفاكيا 3 _ 2 على إيطاليا مفاجأة أخرى في ختام مرحلة المجموعات حيث ساعد هدفا روبرت فيتيك على إخراج حاملي اللقب من البطولة وإيصال فريق فلاديمير فايس إلى الدور ثمن النهائي في أول ظهور له بعد استقلال البلاد. منتخبات استحقت الإشادة من الواجب أن نشيد بفرق أخرى أيضاً. حيث كشفت المكسيك عن بعض المواهب الرائعة لدى لاعبيها الشباب الذين نجحوا في الوصول بها إلى دور الستة عشر للمرة الخامسة على التوالي. وتأهلت اليابان وكوريا الجنوبية إلى الدور الثاني للمرة الأولى خارج أرضيهما. وكان منتخب نيوزيلندا المغمور في أول مشاركة له منذ عام 1982 هو المنتخب الوحيد الذي غادر جنوب إفريقيا دون أن يخسر أي مباراة. وسجلت كل من اليونان وسلوفينيا أول فوز لها في كأس العالم الأخطبوط بول دخل تاريخ المونديال كما أذهل الأخطبوط بول الجميع بتنبؤاته الصحيحة. أما أكثر من خاب أملهم في البداية فقد كانوا من الأوروبيين. حيث خرجت إيطالياوفرنسا طرفا نهائي 2006 بخفي حنين من دور المجموعات دون أن تحرز أي منهما فوزاً واحداً. وتعرضت إنجلترا لأثقل هزيمة لها في كأس العالم عندما خسرت أمام ألمانيا 4 _ 1 وخرجت من البطولة. نيلسون مانديلا أسعد إنسان في البطولة أسعد الناس بهذه البطولة هو نيلسون مانديلا الذي أسعد جماهير ملعب سوكر سيتي بظهوره قبل المباراة النهائية. وكما قال رئيس جوزيف سيب بلاتر عن الرجل الذي لعب دوراً جوهرياً في إنشاء جنوب إفريقيا الحديثة: لقد استفادت بطولة كأس العالم هذه من قوة دفع خاصة ترتبط بتاريخ من الحرية وتاريخ رجل واحد . دموع مارادونا رحل الأرجنتينيون بعد هزيمة كاسحة برباعية نظيفة أمام ألمانيا في دور الثمانية وسط تألم للمدرب الأسطورة: في أعوامي عمري الخمسين كان هذا هو أقسى ما كان علي أن أكابده. أن أقود كل هؤلاء اللاعبين الرائعين والأشخاص الرائعين والمهنيين الرائعين دون تحقيق اللقب. منتخب الأوروغواي انقذ شرف المنتخبات اللاتينية أنقذ منتخب الاورغواي شرف المنتخبات اللاتينية بانتزاعه المركز الرابع كما أحرز نجمها ديغو فورلان الكرة الذهبية كأفضل لاعبي المونديال فضلا عن تصدره لقائمة الهدافين بخمسة أهداف بالتساوي مع الإسباني ديفيد فيا والهولندي فيسلي شنايدر والألماني توماس مولر الذي نال لقب الهداف لأنه كان الأقل مشاركة بين الرباعي في المباريات. الباراغواي لاول مرة تجتاز دور المجموعات على مستوى التألق اللاتيني كان هناك أيضا منتخب باراغواي تحت قيادة المدرب الأرجنتيني خيرارادو تاتا مارتينو حيث تجاوز للمرة الأولى في تاريخه الدور ثمن النهائي وودع البطولة كأحد أفضل ثمانية فرق للدورة. فورلان احسن لاعب بامتياز كانت الجائزة الفردية الكبرى الأخرى من نصيب فورلان الذي فاز بحذاء الذهبي مكافأة له على عروضه الأكثر من رائعة ضمن صفوف منتخب أوروغواي الذي كان المفاجأة الكبرى في البطولة. فقد عاد فريق أوسكار تاباريز إلى المربع الذهبي لأول مرة بعد 40 عاماً بفضل عناد لاعبي أوروجواي المعهود وخبرة فورلان الذي يمكن القول بأنه أفضل من نجح في ترويض الجابولاني وتألق مع زميله المهاجم لويس سواريز بمهارتهما في هز الشباك. ترقبوا غدا الحلقة الاخيرة من القصة الكاملة لتاريخ كأس العالم