اختارت الفيفا بلاد مانديلا لاحتضان أول مونديال في إفريقيا الذي سجل نجاحا تنظيميا غير مسبوق وتنافس محموم. ففي المجموعة الأولى تصدرت الأوروغواي وتأهلت رفقة الوصيف المكسيك للدور الثاني، بينما ودع منتخب الدولة المضيفة جنوب إفريقيا البطولة من الدور الأول، وتذيل منتخب فرنسا وصيف كأس العالم 2006 البطولة برصيد نقطة وحيدة، بعد وجود فضيحة شجار داخلي وتمرد من لاعبي المنتخب على مدربهم ريمون دومينيك، وفي المجموعة الثانية تأهل عنها منتخبات الأرجنتينوكوريا الجنوبية لثمن النهائي، وودعت منتخبات اليونان ونيجيريا البطولة مبكراً، في المجموعة الثالثة تأهلت منتخبات الولاياتالمتحدة الأمريكية وإنجلترا للدور الثاني، وودعت سلوفينيا والجزائر البطولة من الدور الأول، وفي المجموعة الرابعة تأهلت منتخبات ألمانيا وغانا للدور الثاني وودعت أستراليا وصربيا، فيما المجموعة الخامسة تأهلت منتخبات هولنداواليابان لثمن النهائي وودعت الدنمارك والكاميرون البطولة من الدور الأول، المجموعة السادسة شهدت تأهل منتخبات بارغواي وسلوفاكيا وودع منتخب نيوزلندا البطولة، وكانت المفاجأة هي تذيل حامل اللقب منتخب الأزوري لمجموعته وخروجه من الدور الأول، المجموعة السابعة شهدت تأهل منتخبات البرازيل والبرتغال سوياً وخروج منتخبات كوت ديفوار وكوريا الشمالية، وفي المجموعة الثامنة والأخيرة تأهلت منتخبات إسبانيا وتشيلي على حساب سويسرا والهندوراس، وفي الدور ثمن النهائي فازت الأوروغواي على كوريا الجنوبية بنتيجة 2-1 ليحجز بطاقة التأهل لربع النهائي، وفاز منتخب غانا على الولاياتالمتحدة الأمريكية بنفس النتيجة بعد مباراة امتدت لوقت إضافي... منتخب هولندا بدوره أطاح بمنتخب سلوفاكيا بنفس النتيجة، أما منتخب البرازيل فحجز بطاقة التأهل لربع النهائي بسهولة بعد الفوز على تشيلي بثلاثية نظيفة، فيما منتخب الأرجنتين فاز على المكسيك 3-1، ومنتخب ألمانيا أكد العقدة الأبدية للإنجليز وفاز عليهم بنتيجة 4-1 في مباراة شهدت هدفا ملغى لفرانك لامبارد، بسببه قرر بلاتر إدخال التكنولوجيا لملاعب كرة القدم، الباراغواي فازت على اليابان بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، وفازت إسبانيا على البرتغال بنتيجة 1-0 وفي الطريق للمربع الذهبي أوقفت الأورغواي مغامرة نجوم غانا وحرمتهم من أن يصبحوا أول منتخب إفريقي يتأهل لنصف النهائي، وذلك بعد الفوز بركلات الترجيح في مباراة انتهت بالتعادل بنتيجة 1-1 والتي شهدت أحداثا درامية بطرد لويس سواريز وإهدار أسامواه جيان لضربة جزاء كانت كفيلة بالإطاحة بالأورغواي وتحقيق حلم قارة بأكملها، منتخب هولندا حول تأخره أمام البرازيل إلى فوز بنتيجة 2-1، أما منتخب الماكينات الألمانية فأظهر عورة الدفاع لدى كتيبة الدفاع للمدرب مارادونا، وفاز عليه برباعية نظيفة، منتخب إسبانيا بدوره أكمل عقد المتأهلين لنصف النهائي بالفوز على البارغواي بنتيجة 1-0... وفي الدور نصف النهائي منتخب هولندا تخطى بنجاح الأورغواي بنتيجة 3-2، منتخب إسبانيا تأهل للنهائي على حساب منتخب ألمانيا بفضل المدافع كارلوس بويول الذي أحرز هدف المباراة الوحيد برأسية، وقد أقيمت المباراة النهائية بين إسبانيا وهولندا وسط حضور 84 ألف متفرج، انتهى وقت المباراة الأصلي بالتعادل السلبي ليضطر الفريقيا لخوض وقت إضافي، وفي الدقيقة 116 بالتحديد مرر سيسك فابريغاس كرة سحرية لأندريس إنييستا الذي أحرز أغلى هدف في تاريخ منتخب بلاده ومنحهم اللقب للمرة الأولى. البطاقة الفنية للمباراة النهائية إسبانيا 1 -هولندا 0 (بعد الوقت الإضافي)11 جويلية 2010 ملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ، زهاء 84490 متفرج الحكم: الإنجليزي هاورد ويب الأهداف: إسبانيا: أندريس إنييستا (116) الإنذارات: بويول (16) وراموس (23) وكابديفيلا (67) وإنييستا (117) وتشافي (120) من إسبانيا فان بيرسي (15) وفان بومل (22) ودي يونغ (28) وفان برونكهورست (54) وهايتينغا (57) وروبن (84) وفان در فيل (111) وماتييسين (117) من هولندا الطرد: هايتينغا (109) من هولندا التشكيلتان: إسبانيا: إيكر كاسياس، سيرخيو راموس، كارلوس بويول، جيرار بيكيه، خوان كابديفيلا، تشابي الونسو (فرانسيسك فابريغاس 87)، سيرجيو بوسكيتس، بدرو (نافاس، 60)، رودريغيز، تشافي هرنانديز، أندريس إنييستا، دافيد فيا (فرناندو توريس 106). المدرب: فيسنتي دل بوسكي هولندا: مارتن ستيكلنبورغ، غريغوري فان در فيل، جون هيتينغا، يوريس ماتييسن، جيوفاني فان بروكهورست (إيدسون برافهيد 105)، مارك فان بومل، نايجل دي يونغ (رافايل فان در فارت 99) ديرك كاوت (إيلييرو إيليا 71)، ويسلي شنايدر، أريين روبن، روبن، فان بيرسي. المدرب: بيرت فان مارفييك البافانا أول منتخب يعجز عن تخطي الدور الأول بقواعده جنوب إفريقيا نجحت تنظيميا وفشلت كرويا اختيرت إفريقيا لتكون مستضيفة كأس العالم 2010 وخمس دول وضعت على قائمة الراغبين باستضافة المونديال وهي: مصر، المغرب، جنوب إفريقيا وعرض مشترك من ليبيا وتونس، لكن عقب قرار الفيفا بعدم السماح باستضافة مشتركة للمسابقة، قررت تونس الانسحاب وقررت اللجنة عدم النظر في طلب ليبيا، حيث أنه لم يعد يفي بجميع الشروط المنصوص عليها في لائحة المتطلبات الرسمية. وفي الجولة الأولى من التصويت حققت جنوب إفريقيا 14 صوتا، فيما حققت المغرب 10 أصوات ومصر نالت صفرها الشهير... جنوب إفريقيا التي كانت قد أخفقت في الفوز بدورة 2006، منحت بالتالي حق استضافة هذه المسابقة، لكن منتخبها لم يكن في مستوى الحدث، حيث سجل سابقة تتمثل في كونه منتخب أول بلد منظم يعجز عن تجاوز الدور الأول. نوستالجيا خضرا لا بديل عن تحقيق الحلم الجميل في البرازيل غدا موعد انطلاق المونديال، وإطلاق العنان لكل الآمال، وبعد أن عودناكم عبر هذا العمود الحديث عن الماضي، فعدنا بكم لما فعله سرباح حين أرغم روبيش على اقتلاع الحشيش، ثم هدفي عصاد في مرمى الشيلي، وكيف لعب بلومي مع منتخب العالم، ثم ذكرناكم بأن هدف جمال زيدان هو الوحيد الذي سجله الخضر من كرة ثابتة، وكيف أن معلقا مكسيكيا تعاطف مع الخضر وطالب الحكم بإلغاء هدف كاريكا بعد خطأ بين مجادي ودريد، وكيف أصيب هذا الأخير من الجزار الإسباني أندوني غويكيوتكسيا، ولم يكن حديثنا عن الإنجازات فحسب، بل تذكرنا بكل ألم كيف سقط تاج أم درمان من رأس شاوشي وطرد غزال، وقبل ذلك كيف غازلنا الدور الثاني في المكسيك لكن الشقاق الذي مزق الخضر جعلنا ننظر إليه بالعين الضريرة... لكن اليوم لا داعي للعودة إلى ما فات، بل نتطلع بكل جوارحنا لما سيفعله رجال نخبتنا الوطنية في بلاد الأمازون، حيث لا بديل عن تحقيق حلم الدور الثاني، فاليوم لا يشبه البارحة، والتحفظ الذي سيطر علينا وأربكنا في الدورة السابقة وأدناه وسنلعب إلى الأمام من أجل إعادة الأفراح الكروية إلى جزائرنا الحبيبة التي تستحق فرحة كبرى، وسيكون لها ذلك في بلاد السامبا بدعوات 40 مليون جزائري وإرادة لاعبينا الذين يملكون من الخبرة ما يؤهلهم لكتابة التاريخ، فمبولحي كان قد اختير في المونديال السابق كأحسن حارس في الدور الأول، وفي الخط الخلفي يكفي أن نذكر اسم الماجيك لبعث الطمأنينة، أما في منطقة العمليات فعلى سبيل الذكر لا الحصر اسم فيغولي الذي يتوقع الكثير أن يكون مهندس انتصاراتنا إن شاء الله، أما الهجوم فالثنائي سليماني وسوداني يحملان كل آمالنا لهز الشباك من جديد بعد 28 سنة من الانتظار، لأن آخر اهتزاز للشعب الجزائري فرحا بهدف يعود لتاريخ 3 جوان 1986 وإن شاء الله يوم الأربعاء القادم سنتألق ضد بلجيكا لتكون فاتحة التألقات... وهيا يا جزائر. خير خلف لأحسن سلف مولر الجديد... تألق مع سبق الإصرار نجح وهو ابن العشرين ربيعاً في خطف أنظار الجماهير عبر العالم من خلال طريقة لعبه المتميزة وأهدافه الحاسمة، حيث يعجز المرء عن إيجاد الكلمات للتعبير عن إنجازات ابن بافاريا في أول ظهور له في أم البطولات، فقد لعب ست مباريات بقميص بلاده، مسجلاً خماسية عززها بتمريرتين حاسمتين، ولم يقتصر إنجاز مولر على كونه اللاعب الوحيد الذي هز الشباك في المونديال الإفريقي وهو ما يزال في ربيعه العشرين، إذ بات كذلك ثاني أصغر مهاجم يسجل خمسة أهداف في نهائيات المونديال على مر العصور، بعدما سبقه إلى ذلك الأسطورة البرازيلي بيلي الذي يملك الرقم القياسي منذ نهائيات السويد 1958 عندما كان سنه لا يتجاوز 17 عاماً و249 يوماً، وقد تساوى مولر مع كل من الإسباني ديفيد فيا والأوروغوياني دييغو فورلان والهولندي ويسلي شنايدر الذين أحرزوا هم أيضا خمسة أهداف، ولكنه فاز بالجائزة بعدما تفوق على منافسيه الثلاثة في عدد الأهداف التي صنعها لزملائه بالمنتخب الألماني. ولم يكتف هذا النجم بهذا الإنجاز بل توج أيضا بلقب أفضل لاعب شاب. ودعوا البطولة بنقطة يتيمة ودون رصيد تهديفي الخضر... خضرة فوق طعام لم يوفق الخضر في هذه الدورة، حيث سجلوا مشاركة باهتة، وما زاد من وهنهم هو أنهم لم يتمكنوا من تسجيل أي هدف، فرغم أن المباراة الأولى كانت ضد خصم مغمور اسمه سلوفينيا، إلا أن كرة الجابولاني باغتت شاوشي وهزمتنا في مباراة كانت في متناولنا. وفي المباراة الثانية صمد مبولحي أمام الإعصار الإنجليزي ليحصد الخضر نقطتهم اليتيمة على حساب أشبال كابيللو، وفي وقت توقع فيه الكثير انتفاضة من أشبال سعدان أمام أمريكا، إلا أن الخضر أثبتوا محدودية جعلتهم يخسرون المباراة ليخرجوا بخفي حنين ودون أي أثر، ما جعل الكثير يصف دور الخضر بأنهم كانوا كالخضرة فوق الطعام. أصداء من الدورة تم بناء خمسة ملاعب جديدة للبطولة، وتم تحسين بنية خمسة من الملاعب الموجودين. وكان من المتوقع أن تكون تكاليف البناء 8.4 مليار راند (ما يزيد قليلا عن 1 مليار دولار أمريكي أو 950 مليون يورو). وصلت إسبانيا للمباراة النهائية لأول مرة، فيما هولندا لم تبلغ المباراة النهائية منذ 32 سنة وتحديداً منذ أن لعبت في نهائي كأس العالم لكرة القدم 1978. وكان نهائياً أوروبياً خالصاً للمرة الثانية على التوالي بعد نهائي كأس العالم لكرة القدم 2006 بين إيطالياوفرنسا. ولم يسبق لكلا المنتخبين هولندا أو إسبانيا أن ذاقا طعم الفوز بكأس العالم، ما يعني انضمام منتخب جديد لنادي المتوجين بكأس العالم، وكانت آخر مباراة نهائية جمعت فريقين غير متوجين كانت في عام 1978 في بوينس آيرس بين هولندا بالذات والأرجنتين وكسبتها الأرجنتين، وكان الأخطبوط بول قد تكهن قبل اللقاء بفوز الإسبان باللقب وهو ما حدث بهدف إينيستا. باتت غانا ثالث منتخب إفريقي يبلغ الدور ربع النهائي للعرس العالمي بعد الكاميرون 1990 والسينغال 2002، وجددت غانا تفوقها على الولاياتالمتحدة وأزاحتها من طريقها للمرة الثانية على التوالي بعد الأولى في الدور الأول للنسخة الأخيرة في ألمانيا، علما وأنها ستلاقيها في البرازيل.