** ما معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى "إن الله وملائكته النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" وهل صلاة المسلمين تصل إليه؟ وما فائدتها؟ * يجيب الشيخ عبد العزيز عبد الرحيم حسن عن هذا السؤال بالقول: قال البخاري قال أبو العالقة: معنى الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء له وقال أبو عبس الترمذي وسفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم: "صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار" قال ابن كثير: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر الله تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً. على الرسول في هذا الباب الأحاديث كثيرة التي تدل على أن الصلاة والسلام على رسول الله وأن غرتها النهائية إزالة الهم وغفران الذنب وهذا بعد أداء الفرائض والنوافل بالطبع روى الإمام الترمذي عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: "يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه" قال أبي: قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم اجعل لك من صلاتي؟ قال "ما شئت" قلت الربع قال: "ما شئت، فإن زدت فهو خير لك قلت فالنصف قال "ما شئت، إن زدت فهو خير لك قلت فالثلثين قال "ما شئت فإن زدت فهو خير ذلك" قلت اجعل لك صلاتي كلها قال: "إذن تكفي همَّك ويُغفر لك ذنبك". نعم إن صلاة المسلمين تصل إلى رسول الله، روى أبو داود والنسائي عن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أفضل أيامكم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم تعرض علي. فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا وقد أرمت أي بليت قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". وقد علمنا من حديث الترمذي عن أبي بن كعب إن فائدة الصلاة على النبي بعد أداء الفرائض من صلاة وصيام وزكاة وحج للمستطيع تزيل الهم وتغفر الذنب.