وكانت قراءة النبي -_- للقرآن قراءة مفسرة مرتلة كما أمره ربه بذلك بقوله: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:4] أي اقرأه على مهل مع تدبر قال الضحاك: اقرأه حرفًا حرفًا وقال الزجاج: هو أن يبين جميع الحروف ويوفي حقها من الإشباع وأصل الترتيل التنضيد والتنسيق وحسن النظام وتأكيد الفعل بالمصدر يدل على المبالغة على وجه لا يلتبس فيه بعض الحروف ببعض ولا ينقص من النطق بالحرف من مخرجه المعلوم مع استيفاء حركته المعتبرة . [فتح القدير:5/443]. وقراءة القرآن بالترتيل تُعنى بالتجويد وتبيين الحروف وتحسين المخارج وإظهار المقاطع وهذا حسن مطلوب وقد سئل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن قوله -تعالى-: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا فقال: هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف وعن ابن عباس أيضًا في قوله: ورتل القرآن ترتيلًا قال: يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع لا يهذرم [الدر المنثور:6/313] وسمع علقمة رجلًا يقرأ قراءة حسنة فقال: لقد رتل القرآن -فداه أبي وأمي- وقال أبو بكر بن طاهر: تدبر في لطائف خطابه وطالب نفسك بالقيام بأحكامه وقلبك بفهم معانيه وسرك بالإقبال عليه. [تفسير القرطبي:19/38]. المرتبة الأولى: التحقيق: وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام. المرتبة الثانية: الترتيل: وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة لا بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام. المرتبة الثالثة: الحدر: وهي القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام. المرتبة الرابعة: التدوير: وهي القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والإسراع مع مراعاة الأحكام. ويمكن للإنسان أن يقرأ القرآن على أي مرتبة من هذه المراتب أو أن يكون له في رمضان عدة مصاحف فمصحف يقرأه بمرتبة التحقيق ومصحف يقرأه بمرتبة الترتيل ومصحف بمرتبة الحدر ومصحف بمرتبة التدوير.