عودة قوية للطرق التقليدية ** أم تجتاز الباك رفقة ابنتها.. ومعاقة ترفع لواء التحدي تم إقصاء ما مجموعه 35 مرشحا من اختبارات امتحان البكالوريا لدورة 2018 بولاية تبسة خلال اليومين الأولين من هذا الامتحان بسبب الغش حسب ما علم من المديرية المحلية للتربية كما تم إقصاء عشرات الغشاشين الآخرين في ولايات أخرى وهي حالات تبدو معزولة أغلبها تم بطرق تقليدية التي عادت بقوة في باك هذه السنة في ظل الصرامة المتعامل بها على العموم ومنع إدخال الهواتف النقالة حتى على المؤطرين. وتم تسجيل هذه الحالات عبر عديد مراكز الامتحان بولاية تبسة لاسيما في صفوف المرشحين الأحرار حسب ما أفاد به المصدر ذاته مشيرا إلى أن المرشحين المعنيين حاولوا الغش باستخدام عديد الوسائل من بينها الهواتف الذكية الممنوعة في قاعات الامتحان بعد أن تم إدخالها بطريقة غير قانونية. وتم ضبط بعض المرشحين متلبسين بالغش مع قصاصات ورقية كانت الدروس مكتوبة فيها حسب ما تم إيضاحه. وتم إقصاء هؤلاء المرشحين مع مصادرة هواتفهم كدليل وتحرير محاضر في حقهم وخضعوا لتدابير تأديبية ذات طابع بيداغوجي حسب ما ذكرته مديرية التربية. يذكر أن عدد المرشحين المسجلين لاجتياز امتحان البكالوريا للسنة الدراسية 2017/2018 بولاية تبسة وصل إلى 17 ألف و830 طالب من بينهم 8788 مرشحا حرا موزعين عبر 65 مركز امتحان عبر البلديات ال28 للولاية حسب المعلومات التي قدمتها المديرية المحلية للتربية. وفي سياق ذي صلة سجلت مديرية التربية بولاية غليزان 12 حالة غش منذ بداية امتحانات شهادة البكالوريا بالولاية كلهم من المترشحين الأحرار وفي المقابل أحصت ذات المصالح 1160 غائب من بينهم 1026 مترشح من الأحرار و134 من المتمدرسين النظاميين. تلميذة تتحدى إعاقتها البصرية لتحقيق حلمها استطاعت التلميذة عيسات فاطمة الزهراء رفيدة ذات ال 19 ربيعا ورغم إعاقتها البصرية أن تنير ظلمتها بنور المعرفة وتتجاوز فقدان البصر منذ الولادة لتقدم على امتحان شهادة البكالوريا هذا العام بولاية سيدي بلعباس بكل عزم وإرادة وتحدي. وقد زاولت رفيدة دراستها بولاية وهران في مرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط ثم انتقلت إلى التعليم الثانوي بثانوية الطيبي العربي بمدينة سيدي بلعباس وقد اختارت شعبة اللغات الأجنبية وهي التي نجحت في تحقيق معدلات جيدة طيلة مشوارها الدراسي متحدية إعاقتها وفارضة نفسها كتلميذة عادية تتميز بقدرات خاصة. سجلت في شعبة اللغات وتحصلت على معدلات جيدة لاسيما في اللغة الإسبانية ولم أواجه أي صعوبات تقول رفيدة مضيفة أنا لا أعتبر نفسي معاقة بصريا فأنا أستطيع تحقيق كل ما أصبوا إليه مؤمنة بقدراتي على تخطي الإعاقة وكلي طموح في بناء مستقبل زاهر . ولم يكن لرفيدة أن تحقق نتائج مرضية في مشوارها الدراسي بمفردها فحتى أساتذتها كان لهم الفضل في ذلك وساهموا بشكل كبير في شحذ همتها من أجل تحقيق المزيد من النجاح حسب ما أكدته ذات المتحدثة مشيرة إلى أن معاملة أساتذتها لها جعلتها تحس أنها تلميذة كغيرها من الأصحاء تتمتع بقدرات خاصة جعلتها مميزة في دراستها. ولأن رفيدة كانت محاطة برعاية مميزة من أهلها وذويها وأساتذتها والمقربين منها استطاعت هذه التلميذة النجيبة من فرض نفسها وبناء شخصية قوية جعلتها تتعامل مع الناس بشكل عادي متناسية الإعاقة البصرية التي لازمتها منذ الولادة. وتطمح المترشحة رفيدة الى نيل شهادة البكالوريا بمعدل جيد يسمح لها بتحقيق حلم لطالما راودها وهي أن تصير يوما ما مترجمة في اللغة الإسبانية. تعاود اجتياز الباك للمرة الرابعة.. بعد قطيعة 3 عقود تعتبر شريفة لهشيلي ابنة مدينة ميلة نيل شهادة البكالوريا حلمها الذي يجب أن يتحقق يوما ما وهي التي قاطعت مقاعد الدراسة منذ سنة 1985 بعد إخفاقها في هذا الاختبار لتعود من جديد في سنة 2015 وهي تسعى لاسترجاع ما ضاع منها قبل عقود باجتيازها امتحانات هذه الشهادة ضمن فئة الأحرار مصرة على نيلها ما دام في العمر بقية كما قالت. وتبلغ السيدة شريفة من العمر حاليا 53 سنة وهي كما ذكرت لوأج أم ل4 أبناء أكبرهم عمره 28 سنة وأصغرهم 15 سنة ورغم تقدم في السن وكذا وضعيتها العائلية فإن ذلك لم ينل من عزيمتها وإرادتها القوية في خوض معركتها مع شهادة البكالوريا التي اجتازتها في الثمانينيات شعبة آداب وفلسفة ولم توفق فيها لتقاطعها بسبب انشغالها بتكوين الأسرة وتربية الأبناء ومساعدة الزوج لمدة 30 سنة كانت طويلة حسبها- ولكنها لم تكن كفيلة بأن تنسيها إصرارها على الرغبة في نيل هذه الشهادة. ففي سنة 2015 عادت هذه السيدة إلى حربها مع غريمها البكالوريا فسجلت مع الأحرار وحضرت للشهادة محاولة بذلك -كما قالت- التوفيق بين التزاماتها في العمل كصاحبة ورشة خياطة وكربة منزل وكذا طالبة تحضر للبكالوريا فتلقت دروس الدعم وخصصت أوقات فراغ لمراجعة ما أمكن من الدروس وجعلت لنفسها شعارا أمام المناسبات والالتزامات الاجتماعية لربح الوقت واغتنامه في الدراسة: أنا آخر من يحضر وأول من يغادر . ورغم عدم توفقها على مدار ثلاث سنوات متتالية -منذ 2015 إلى 2017- فهي لا تعتبر المناهج الحالية صعبة مقارنة بالمنهاج الذي كان يدرس في الثمانينيات -كما قالت- وها هي تعيد الكرة هذه السنة بمركز الإجراء الإخوة بلعريمة بمدينة ميلة وكلها أمل في تخطي هذه المرحلة. والمميز بالنسبة لها هذه المرة أنها تجتاز الامتحانات مع ابنتها التي تدرس تخصص تسيير واقتصاد ما جعل جو التحضيرات يملأ بيتها ويزيد من إصرارها -كما قالت- لجعل الفرحة فرحتان بنيل الشهادة . وتتجه الوالدة والابنة المرشحتان لبكالوريا 2018 كل صباح نحو مركز الامتحان وإحداهما تشجع الأخرى للإقبال بكل عزيمة وثقة على الامتحانات التي استسهلت بعضها على غرار مادة اللغة الانجليزية واستصعبت أخرى خلال اليومين الأول والثاني من الشهادة. ولا ترى السيدة لهشيلي ما يمنعها من الالتحاق بالجامعة والدراسة فيها إذا ما تمكنت من الشهادة مبدية تصالحا كبيرا مع نفسها ووضعها أمام من ستكون إلى جانبهم في الدراسة من طلبة بعمر أبنائها مستقبلا كما أنها ترغب في دراسة تخصص إعلام واتصال أو علم الآثار مؤكدة مقدرتها على التوفيق بين جميع التزاماتها.