أجبر ثوار ليبيا الكتائب التابعة للعقيد معمر القذافي على الانسحاب من مدينة مصراتة (غرب البلاد) بعد قتال يعتبر الأشد منذ بدء فرض الحصار على المدينة قبل نحو شهرين، في حين قالت إيطاليا إنها مستعدة لقصف أهداف محددة في ليبيا. وجاء تراجع كتائب القذافي من مصراتة (نحو 200 كلم شرق طرابلس) بعد قتال عنيف مع الثوار الذين كانوا يسيطرون على وسط المدينة التي باتت تحت الحصار والقصف المتواصلين. وقال متحدث باسم الثوار في مصراتة إن المواجهات خلفت مقتل 12 شخصا من أهالي المدينة -بينهم نساء وأطفال- وإصابة 57 آخرين -حالة 18 منهم خطيرة جدا- بسبب إصابات مباشرة في الرأس. وذكر المتحدث أن هذا العدد من القتلى والجرحى وقع وسط قصف كثيف من كتائب القذافي للمدينة، حين أطلقت نحو أربعين صاروخا وصفها المتحدث بأنها عالية في قوة التدمير وطالت عددا كبيرا من المنازل. وكانت حكومة القذافي قد ادعت في وقت سابقة أن الكتائب الموالية للنظام الحاكم انسحبت من مدينة مصراتة وتركت أمرها للقبائل قبل أيام. وقال الإعلامي الليبي المعارض حسن الأمين إن قوات القذافي قُتلت جميعها في معارك مصراتة الأخيرة ولم تتمكن من الانسحاب. وفي تطورات أخرى أعلن الثوار في بنغازي إنهم قتلوا 50 عنصرا من كتائب القذافي في مدينة نالوت (غرب البلاد) وغنموا عدة آليات، بينما قتل ثلاثة من الثوار في قصف عنيف للكتائب على تلك المدينة، في وقت تحدثت فيه أنباء عن حشود لقوات القذافي قرب المدينة لمهاجمتها. من ناحية أخرى، قصفت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) رتلا من راجمات صواريخ يتبع كتائب القذافي من نحو مائتي سيارة، كانت تحاول مهاجمة مدينة نالوت. وكانت الكتائب قد كثفت قصفها لمواقع الثوار عند الحدود التونسية الليبية, في حين تشير تقارير إلى أنها تستعد لهجوم كبير تسعى من خلاله لاسترجاع منفذ وازن الحدودي الذي سيطر عليه الثوار قبل أيام. وفي الزنتان (غرب البلاد) أكد فارون من المدينة مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل جراء قصف الكتائب لها, حيث يتصاعد القتال للسيطرة على المدينة باستخدام الصواريخ وقذائف الدبابات. وقد تصاعدت حدة القتال في منطقة الجبل الغربي، حيث كشف اللاجئون الفارون من المنطقة عن قصف عنيف تقوم به كتائب القذافي لطرد الثوار الذين يتشبثون بمواقعهم. وقد انضمت مدن الجبل الغربي إلى الثورة في فبراير الماضي, وسط مخاوف من التعرض لمزيد من الهجمات من كتائب القذافي ردا على مواقف أهالي المنطقة الداعم للثورة, كما تقول رويترز. على صعيد آخر، قررت إيطاليا التي تلعب دورا مخففا في العمليات العسكرية بليبيا، السماح لقواتها الجوية بقصف أهداف عسكرية منتقاة. وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أن الحكومة قررت "زيادة المرونة العملياتية لطائراتها بعمليات تستهدف أهدافا عسكرية محددة على الأراضي الليبية بهدف حماية السكان المدنيين". وأضاف البيان أن برلسكوني أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي بقرار حكومته، وأنه سيتصل بالقادة الأوروبيين الآخرين كي يبلغهم بالأمر بنفسه. وكانت روما قد سمحت لقوات الناتو باستخدام عدة قواعد إيطالية، وساهمت بثماني طائرات للعملية الخاصة في ليبيا، إلا أنها لم تشارك حتى الآن إلا في عمليات استطلاع ومراقبة لمنطقة حظر الطيران التي وافقت عليها الأممالمتحدة. كما لم تشارك إيطاليا في أي هجمات على البنية التحتية العسكرية، وهي الهجمات التي تولتها أساسا بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.