يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَ_لِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ أدعية نبوية عند الحر الشديد نعيش هذه الأيام أشد فصول العام حرارة ومع كل موجة حر جديدة نستشعر فيها تغير الأحوال الجوية على كل مؤمن أن يتوقف وقفة تدبر وتفكر واعتبار فالتفكر عبادة يغفل عنها كثير من الناس رغم أنها من صفات أولي الأبصار والألباب قال تعالى_ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَ_لِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ _[النور:44]. وقد ذكر الله لنا في كتابه صفات أولي الألباب أي أصحاب العقول والأفهام والنيرة ومنها التفكر في خلق الله تعالى قال الله جل وعلا _الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ _ [آل عمران:191]. وبالتأكيد فإن كل شىء خلقه الله له حكمة وفيه عبرة فما الحكمة من حرارة الجو وهل هو نوع من البلاء وكيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعل عند الحر الشديد.. أسئلة توجه بها مصراوي إلى فضيلة الشيخ علي أحمد رأفت عضو مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية: بداية يقول الشيخ أحمد رأفت إن الحرّ قد يكون ابتلاء من الله تعالى لعباده ولكن لا يصحّ أن يترك المسلم ما أمره الله به من واجبات بسببه والنَّاظر في السيرة النبوية المطهرة يجد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك في السنة التاسعة من الهجرة وكانت في حر شديد وسفر بعيد. وأضاف في تصريحات لمصراوي أنه حين يخرج الإنسان إلى عمله فيرى الشمس اللاهبة ويحسّ بالحر اللافح راجيًا ثواب الله عز وجل فإن الله يُكرمه. بل كان السلف الصالح يستوصون بالخيرات أثناء الحرّ فها هو سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه يقول موصيًا أصحابه: صوموا يومًا شديدًا حرُّه لحرِّ يوم النشور وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور . وروي عن سيدنا معاذ بن جبل- رضي الله عنه- أنه قال: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي يَوْم شَدِيدِ الْحَرِّ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَضَعُ يَدَهُ على رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَمَا مِنَّا أَحَدٌ صَائِمٌ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ . وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عند اشتداد الحر كان يقف موقف المتدبر ويتوجه إلى الله بالدعاء فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَ بِي مِنْ حَرِّكِ فَاشْهَدِي أَنِّي أَجَرْتُهُ. وَإِنْ كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَدِ اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ قَالُوا: مَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ؟ قَالَ: بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْض . وأوضح الشيخ أحمد رأفت أن الدعاء هو لبّ العبادة وأساسها وإليه يلجأ المسلم في وقت الشدة ويذكره أيضًا في وقت الرخاء وأوصى: بالإلحاح في الدعاء دائمًا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يُستجب لي). متفق عليه. وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء ووعدنا عليه بالإجابة فقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).