في غياب ثقافة نظافة المحيط هكذا يتحمّل المواطن جزءاً من مسؤولية انتشار الأمراض جمال نصر الله نشرت أخبار اليوم في عدد أمس السبت صورة من الواقع الاجتماعي خاصة بجلود عيد الأضحى وهي مرمية بطريقة عبثية وعشوائية على قارعة الطريق وذلك بإحدى الشوارع الرئيسية.... وعلق المحرر (كيف لا تتفشى الكوليرا؟) والعبرة من كل هذا أن هذه الحادثة هي قطرة من بحر المهازل التي ما فتئت تحدث ونشاهدها يوميا بأحياء وبعض المدن الكبرى أما البلديات والأرياف فحدث ولا حرج؟! وهذا يدل على غياب ثقافة نظافة المحيط بالخصوص.. ولم تتعلم عِدة فئات من مجتمعنا وهم على مختلف وظائفهم ومناصبهم.. تجارا أو أفرادا عاديين..الطرائق والكيفيات التي تمكنهم من وقاية الفضاءات المحاطة بهم. وصولا إلى مساكنهم وبيوتهم. وبالتالي فإن النتيجة هي أنهم يجدون أنفسهم وفي كل مرة في مواجهة أنواع من الأمراض الأكثر خطورة على حياتهم... بل هناك أمراض أخرى يجهلها العلم والعالم لحد الساعة.سوف تبرز وتظهر للوجود بفعل تراكم الأوبئة.بحكم حياة ونشاط البكتريا والجراثيم التي تتلاقح فيما بينها وتستنسخ لنا أنواعا غريبة من الأمراض الضارة وغير المعلومة تاريخيا..أو أن بعضا من الأمراض المعروفة تعود للنشاط من جديد.وكل ذلك نتيجة التعامل الفوضوي والجهل المستشري لدى الفرد والذي كما قلنا لا زال غير واع بمسؤولياته.... الفرد إزاء نفسه أولا وثانيا عن انه يفكر في محيطه وبيئته؟! بل تراه في المقام الأول عاجز بطريقة وبأخرى عن تشبيع شحصيته بثقافة صحية تحميه وعلى المدى البعيد وتحمي أقرانه من الموت المحدق به؟! لذلك فلا عجب أن تلحقنا الكوليرا أو غيرها...لأنه والحق يقال أصبحت بعض الأحياء وجوانح المدن صراحة مقززة ظاهريا؟! وهي بكل المقاييس تشبه تلك الدول الإفريقية التي مافتئت وكالات الأنباء تنقل لنا مآسيهم وهي تتخبط وتصارع أخطر الأمراض الحاصدة للأرواح...ظاهرة مثل التي تم ذكرها وهي رمي الجلود تؤكد بما لا يترك مجالا للشك أن للمواطن مسؤولية كبرى في زمن ظل فيه هذا الأخير يشكو ويوجه أصابع الإتهام للسلطات المحلية عن أنها هي من تتقاعس في صناعة محيط نظيف ونقي؟! ناسيا بأنه شريك أساسي في هذا النوع من الجرائم.... فقط الأسئلة التي يمكن طرحها...لماذا وصلت يوميات الجزائري إلى هذا الحد والمستوى من العبثية. فمن جرائم الإنسان ضد أخيه الإنسان...إلى الجريمة ضد الأماكن السياحية..وصولا إلى الجرائم ضد الطبيعة جمعاء والبحر بالخصوص وكثير من المؤسسات التي يتلقى فيها الأبناء دروسا عن البيئة والنوادي الخضراء.لكنه يصادف في طريقه عكس ما تعلمه ودرسه؟! مما عاد ذلك على تركيبته الشخصية بالسوء... وهل الجهات المعنية من منظمات وهيئات ومراكز همّها والمسؤوليات الملقاة على عاتقها هي معالجة الآثار القديمة والمخلفات.أم أنها تصب جهدها واهتمامها.حول مراقبة سلوكات الناس؟! إن المواطن الجزائري لو تعلم وحفظ في ذهنه علاقة الجيدة بالطبيعة والمحيط...وحاول جاهدا الفرز جيدا بين الأمراض المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان.. وكذا المتنقلة عن طريق المياه.أو تلك المنعكسة على صحة وسلامة صحته كالروائح الكريهة والغبار والتي في جلها جالبة للبكتيريا والطفيليات..ما أصبح في لحظة من اللحظات متخوفا ومرعوبا من أخبار إنتشار هذا الوباء أو ذاك....وكذلك ما ظل يتردد متعبا على الأطباء والصيدليات؟! وحتى وأنه هنالك أخبار تتحدث عن أن سبب الكوليرا هو وجود خضراوات مسقية بمياه الصرف الصحي كالطماطم و(الدلاع) إلا أن الأصل هم أولئك أشباه الفلاحين الغشاشين والذين أصابتهم لعنة الغش والربح السريع؟!..