إن الناس في فعل الطاعات والسيئات على أصناف ثلاثة : 1- فمنهم من يستجيب إلى فعل الطاعات ويكف عن ارتكاب المعاصي وهذا أكمل أحوال أهل الدين وأفضل صفات المتقين . 2- ومنهم من يمتنع من فعل الطاعات ويقدم على ارتكاب المعاصي وهذا أخبث أحوال المكلفين وشر صفات المتعبدين . 3- ومنهم من لا يستجيب إلى فعل الطاعات ولا يكف عن ارتكاب المعاصي فهذا يستحق عذاب الله _جلا وعلا . أخي المستغفر : فاختر لنفسك الصنف الأول لأن هذا أكمل أحوال أهل الدين وصفات المتقين ويقول الله : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (سورة فاطر : 32 ). ولا تقنط من رحمة الله ولا تيأس _ولا ييأس من روح الله إلا الكافرون وإن كانت لديك جبال الذنوب وكنت بالذنوب غارقا فادع الله أن ينجيك منها بسيل غفرانه .. قال تعالى : لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا (سورة فاطر : 32 ) . فالتوبة والاستغفار انفع ما تكون حال نزول البلاء فإنها من أسباب نزول الرحمة ولذلك ذكر الله جل وعلا عن نبيه يونس _عليه السلام- توبته لما اشتد به البلاء وهو في بطن الحوت قال تعالى : فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (سورة الزمر : 53 ). فالاستغفار _أخي المستغفر : يقلب المحنة إلى منحة والرزية إلى عطية والغمة إلى رحمة وبه يفتح الله الأرزاق ويدفع الكروب ويمسح دموع الأحزان .