ق.حنان في خطوة شجاعة للغاية، قررت بعض الفتيات من احد أحياء العاصمة، وهن تلميذات بالثانوية، الانخراط في نواد الرياضات القتالية، كالكاراتي والجيدو، والكونغ فو، ورغم أن سنهن قد تجاوز الخامسة عشر، إلا أنهن قررن أن يتعلمن على الأقل، بعض المبادئ الأولية والأساسية، في هذه الرياضات القتالية، التي قد تمكنهن من الدفاع عن أنفسهن، في حال تعرضهن لأي خطر كان، أو لبعض التحرشات، سيما وأنهن يقطن في حي، شرق العاصمة، يضم عددا كبيرا من المنحرفين، اللذين لطالما تربصوا بهن وبغيرهن من التلميذات و الفتيات، عند مخرج الثانوية، و في الشارع والطرقات، محاولين استفزازهن، ولمسهن في مناطق حساسة جدا من أجسامهن، أمام مرأى الكثيرين، في بعض الحالات، دون أن يتدخل احد للدفاع عنهن، ومع عدم وجود أية حماية أو امن في ثانويتهن، ولذلك قررن أن تكون هذه الصائفة، فرصة لتعلم هذه الرياضات واهم مبادئها وأساسياتها، وحركاتها أيضا، لا لشيء إلا في سبيل الدفاع عن أنفسهن عند اقتضاء الضرورة. تقول إحداهن التي كانت تستفسر بإحدى دور الشباب عن نوعية الرياضات القتالية الموجودة، وعن إمكانية انخراطها فيها، وكيفية التسجيل، وماذا يمكن أن تتعلم منها، في فترة قصيرة، أنها كثيرا ما تتعرض لمضايقات من بعض الشبان المنحرفين، الذين وصول الأمر بأحدهم أحيانا، إلى صفعها أمام الثانوية، لا لشيء إلا لأنها رفضت الحديث إليه، ونهرته عندما حاول مسكها من يدها بالقوة، وإجبارها على المشي معه، دون أن يتدخل احد لإنقاذها منه، خوفا من بطشه، في حين أن قلة ممن تدخلوا طلبوا منها، عدم مجاراته، و السكوت، وعدم الدخول معه في مواجهات كلامية، قد تقودها إلى ما لا يحمد عقباه، وهو ما جعلها تشعر "بالحقرة" والاهانة، وقد فكرت مليا، قبل أن تصل إلى قرار ممارسة رياضة الكاراتي، مضيفة، أنها لا تريد الحصول على الحزام الأسود منها، ولكنها تريد تعلم بعض الفنيات والحركات الدفاعية عن النفس، التي من شانها أن تبعد مثل ذلك الشاب المنحرف عنها، وتعطي درسا لكل من يحاول استغلال ضعفها، وممارسة بطشه عليها. زميلة لها، رافقتها أيضا للاستفسار والتسجيل، قالت أنها بدورها تتعرض لتلك التحرشات و المضايقات، بصفة يومية، حتى من بعض أبناء حيها، ولأنها لا تريد توريط أشقائها الذكور في الأمر، ولا تريد التسبب لهم في مشاجرات، قد تنتهي إلى نتائج كارثية، وخوفا عليهم، فقد قررت الدفاع عن نفسها بنفسها، ووجدت الفكرة التي عرضتها عليها زميلتها مناسبة تماما، خاصة بعدما لاقته من تشجيع من طرف أسرتها ووالدتها خصوصا، مضيفة أنهما عرضتا الفكرة على عدد من زميلاتهن، اللواتي رحبن جدا بالفكرة، ووجدنها مناسبة للغاية، سيما مع ازدياد حالات الاعتداءات والتحرشات والمضايقات، في كل مكان يقصدنه تقريبا، لتكون هذه الطريقة بالنسبة إليهن الحل الأمثل، للدفاع عن أنفسهن، وصد كل الأيادي العابثة التي قد تحاول الامتداد إليهن، وان كن لا يردن قطعها دونما شك، إلا انه – حسبهن- لا باس من كسرها أو لويها على الأقل.