صارت بعض الفئات من النسوة بل أغلبهن يسعين جاهدات ويطفن بين مختلف المحلات في جل الأزقة والأسواق لأجل الظفر بلباس محتشم كون أن أغلب المحلات صارت تختص في عرض بعض الألبسة التي لا تتوافق مع تقاليد مجتمعنا وتعاليم ديننا الحنيف، وأضحت المتحجبات وغير المتحجبات يحترن عند الوصول إلى تلك النقطة التي أضحت حديث العام والخاص وهو المحور الطاغي على أحاديث النسوة خاصة مع افتتاح موسم الصيف، حيث عرضت مختلف المحلات ألبسة تتناسب مع الموسم إلا أنها لا تتوافق مع رغبات النسوة اللواتي احترن في أمرهن ومنهن من استنجدت بمحلات الخياطة والتفصيل ومالت إلى اقتناء الأقمشة التي توفرها السوق بمختلف أنواعها لأجل خياطة ملابس وفقا لذوقها. نسيمة خباجة المار بمختلف الأزقة والشوارع تقابله واجهات المحلات التي تعرض مختلف الملابس النسوية والتي تكون أغلبها غير مسايرة للمقاييس وأذواق النسوة لاسيما وأن تلك الملابس مستوردة من دول أوروبية مما يتوافق مع أعرافها وتقاليدها، وفي نفس الوقت تتعارض طريقة تفصيل تلك الملابس وكذا الأقمشة المستعملة لخياطتها مع أعراف مجتمعنا، وإن وجدت تلك الملابس صدى لدى فئات قليلة من الفتيات لاسيما المراهقات المدمنات على حب التقليد بالنظر إلى هوسهن بالفنانات المشرقيات والغربيات، إلا أن الأمر يختلف لدى أغلبية النسوة اللائي طالما اشتكين من عدم توفير السوق لما يروقهن من الألبسة لاسيما السيدات منهن اللواتي لا تتوافق تلك المعروضات مع أذواقهن، خاصة وأنها غير محتشمة وكاشفة لأدق تفاصيل الجسد بالنظر إلى طريقة التفصيل وكذا القماش المستعمل الذي عادة ما يلتصق بالجسد، والشيء الغريب أن أغلب المحلات أجمعت على عرض تلك الملابس التي نجد بعضها تتميز بالغرابة في طريقة التفصيل ويكون من المستحيل ارتداؤُها لوحدها بالنظر إلى ما يلحقها من فتحات في كل جانب ويتوجب تزويدها بقميص من تحت لمن اخترن شراءها. اقتربنا من بعض النسوة لرصد آرائهن فقالت وردة وهي سيدة في العقد الرابع إنها صارت تعتمد كثيرا في السنوات الأخيرة على خياطة ملابسها لدى الخياطة وفقا لإرادتها وذوقها بعد أن تقتني القماش الذي ينال إعجابها، والسبب في ذلك أن أغلب الألبسة التي تعرضها المحلات لم تعد تتناسب مع ذوقها وما يناسب سنها، فمعظم تلك الألبسة لا تليق إلا ببعض المراهقات وليس كلهن بالنظر إلى طريقة تفصيلها الغريبة وكذا نوعية القماش المستعمل لذلك فضلت الاعتماد على الخياطة، إلا أنها تواجه إشكالا فيما يخص بناتها اللواتي يأبين الاعتماد على الخياطة ويرينها عادة تقليدية محضة وكونها ترفض ارتداء بناتها لمثل تلك الألبسة فهي تجهد كثيرا من أجل الظفر بألبسة محتشمة. منال هي الأخرى شاطرت السيدة الرأي على الرغم من أنها شابة في العشرينيات، وقالت إن المحلات صارت لاتخدم في معروضاتها إلا فئات قليلة، وضربت أذواق الكثيرات عرض الحائط سواء المتحجبات أم غير المتحجبات، ويتجسد ذلك في نوعية الملابس المعروضة والتي نجد أن أغلبها لا تلبي أذواق الجميع سواء طريقة التفصيل أو نوعية القماش أو حتى الألوان غير المتناسقة، فيبدو أن أصحاب المحلات غابت عنهم الأذواق وكان لابد عليهم مراعاة رغبات مختلف الشرائح العمرية دون تفضيل فئة عن أخرى وإلا بقت منتوجاتهم مكدسة كونها لا تتوافق مع تقاليد وأعراف مجتمعنا ويكون عليها الإقبال بصفة نسبية.