أينما وقعت عين المرء على دمية ارتسمت في ذهنه صورة طفلة بريئة نظرا للعلاقة الوطيدة التي تربط الاثنين معا، على الرغم مما ترمز إليه تلك اللعبة من تباين في الثقافات، وتنوعت الدمى على مر العصور والسنين وتأثرت الكثير من الفتيات بدمى الباربي التي يعود اكتشافها إلى نحو خمسين سنة، فتأثرت جل الصغيرات بطريقة صنعها وملابسها وماكياجها وشعرها الأشقر، وكان لها الحظ الأوفر في الاستحواذ على عقول الفتيات إلا أنه ومع ظهور باربي المسلمة وتوافقها مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف مالت العديد من الأسر العربية إلى تزويد بناتها بالباربي المحتشمة التي غالبا ما تظهر بالحجاب وحتى بالنقاب، وقد أثارت باربي المسلمة التي اتخذت عدة أسماء عربية على خلاف باربي الغربية جدلا واسعا في أوساط بعض الدول بعد أن خسرت الثقافة الغربية معركة أخرى بارتداء الدمية الأمريكية الشهيرة الزي الإسلامي. المثير للجدل في هذه الأيام في الجزائر هو ظهور صور باربي المسلمة وهي بالخمار في مواضع لا تليق بالحجاب كرمز من رموز الحشمة والطهارة في الإسلام، بحيث تروج خفاف مخصصة للصغار تحمل صور باربي المسلمة أو بالأحرى فلة كما شاع لدى كل الفتيات الصغيرات وهي بوجهها السمح على النعل ولا يعرف مصدر تلك الخفات التي لم تحظ باهتمام الجميع على الرغم من انتهاكها الصارخ لرمز من رموز الإسلام ألا وهو الحجاب مما يدل على أن صناعة تلك الخفاف على تلك الشاكلة أمر متعمد من أجل الإطاحة بباربي المسلمة التي وقفت الند للند لباربي الأمريكية ونافستها واكتسحت السوق في كامل الدول العربية، كون أن العديد من الأسر مالت إلى تزويد بناتها بها بالنظر إلى التزام بذلاتها بمقاييس الحشمة، ومن شأنها أن تأثر في الفتيات الصغيرات بوجه إيجابي بالنظر إلى سرعة تأثرهم وعفويتهم، وبذلك ابتعدن عن باربي السافرة التي تظهر بألبسة فاضحة فوق الركبة وبقصات وصبغات شعر صاخبة وبماكياج صارخ ومن شأن كل تلك الميزات أن تؤثر بالسلب على نفسية الفتيات الصغيرات فيلهثن وراء تلك الميزات منذ صغرهن حتى قبل بلوغهن. ذلك ما لم تتقبله العديد من الأسر التي أبعدت بناتها عن باربي السافرة المعبرة عن الثقافة الغربية، فمكتشفوها لم يصنعونها هكذا بل لهدم تعاليم الإسلام وترسيخ ثقافتهم في العالم الإسلامي وغلغلتها في نفوس الصغار بدليل الإساءات التي يتعرض إليها الإسلام والمسلمين من طرف الغرب بين الفينة والأخرى، ووصولهم إلى الإساءة حتى بسيد الخلق الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام، ولا يخفى للجميع ما فعلته الصحيفة الدانماركية وتبعتها عدة إساءات لا تقل عنها ضررا كدليل قاطع على محاربة الإسلام والمسلمين في كامل البقاع العربية، لكن صحوة المسلمين والتزامهم بدينهم الحنيف تبقى حجر عثرة يحيلهم دون بلوغ مرادهم وإتيان أهدافهم وأغراضهم المنحطة. ميل كبير لباربي المسلمة بعد أن اكتسحت السوق العربية والغربية دمى الباربي والتي حملت عدة أسماء كسارة ووسندي وتانيا لمدة طويلة، وبعد أن تأكد الكل أنها لا تخدم أعراف الأسر العربية وجد البعض ضرورة اكتشاف دمية بديلة لتلك الدمى التي ذاع صيتها، وعلى الرغم من الشبه الكبير بينها وبين تلك الأخيرة إلا أنه روعي في طريقة تفصيل ملابسها بالحشمة والحياء لاسيما وأنها موجهة إلى فئات ينعدم تمييزها وإدراكها وشغوفة بحب التقليد والاكتشاف، لذلك رأت بعض الشركات العربية أنه من الضرورة استبدال باربي الفاضحة بدمى تشبهها إلا أنها أكثر حشمة وحفظا للحياء، ومالت العديد من الأسر الجزائرية على غرار بقية الدول العربية إلى تلك الدمى التي اقتنصت مكانة باربي الغربية واستحوذت على الاهتمام بها واكتسحت السوق لتنافسها أشد منافسة لاسيما بعد الحملة المغرضة التي طالت باربي المسلمة من بين بعض الأوساط وجاء إقبال الكل عليها كصفع لهؤلاء. وعن هذا اقتربنا من بعض الأمهات لرصد أرائهم حول كيفية تخلصهم من باربي الغربية وأقلمة بناتهن الصغيرات مع باربي المحتشمة، قالت السيدة مريم إن ابنتها ذات الثلاث سنوات كانت شغوفة بباربي وبطريقة صنعها جد الجذابة، وصارت تقلدها حتى في طريقة اللباس وكانت تجبرها على تزويدها بالماكياج وبطلاء الأظافر وإن امتنعت كان الصراخ والعويل من نصيبها فتجد نفسها منصاعة لأوامرها كرها أم طواعية، إلا أنه وبعد ظهور باربي المحتشمة بدأت شيئا فشيئا تميل إلى جلبها وتأقلمت معها ابنتها تأقلما كبيرا وكانت تثبت لها الخمار وتستمتع بمنظرها الجميل،وحاولت في كم من مرة وضع الخمار على رأسها، وقالت إنها تجاوبت وزوجها مع ذلك كون أن تربية الطفلة الصغيرة على تعاليم ديننا الحنيف ومعايير الحشمة يبدأ منذ الصغر. الحملات المغرضة تلاحق باربي المسلمة بالجزائر منذ أن ظهرت باربي المسلمة مند حوالي عشر سنوات لا زالت تلاحقها الانتقادات من طرف الغربيين بسبب الرواج الذي عرفته في شتى الدول الإسلامية على غرار السعودية، سوريا بلد منشأها، إيران، الكويت، الجزائر.. بالنظر إلى توافقها مع تعاليم الإسلام والأسوة الحسنة التي تتركها في عقول الفتيات الصغيرات. ولا بأس أن نذكر بتاريخ تلك الدمية التي خطفت عقول الكثير من الفتيات وقد أطلقتها لأول مرة شركة نيوبوي السورية تحت اسم فلة، وعرفت رواجا واسعا في الأسواق الخليجية والعربية، بحيث ارتفعت مبيعاتها إلى أكثر من مليون ونصف دمية خلال عامين من إطلاقها. وصرح مدير الشركة فواز العابدين أن فكرة صنع دمية عربية بدأت في عاام 1999 على خلفية الاقتناع بأن »باربي« لا تعكس العادات العربية والإسلامية، لكن تنفيذ هذه الفكرة استمر نحو أربع سنوات. وولدت »فلة« على اسم نوع من أسماء الياسمين الدمشقي، دمية سمراء ذات عينين بنيتين، تستيقظ فجر كل صباح لترتب سريرها ثم تتوضأ لتصلي صلاة الفجر، قبل أن تبدأ نهارها بترتيب بيت أسرتها وتسقي الزهور قبل أن تذهب إلى المدرسة الكائنة في حيها القريب. على عكس »باربي« الشقراء السافرة التي تظهر بعض مفاتن جسدها، فإن »فلة« محافظة لا تظهر مفاتن صدرها وجسمها حتى عندما تباع بأشكال مختلفة. هناك »فلة« في اللباس المنزلي لا ترتدي الحجاب، و »فلة« بثياب الصلاة و »فلة« بلباس الخروج والتسوق وترتدي الحجاب الأسود، وهناك »فلة« الشرق أوسطية والسورية واللبنانية لكنها دائماً محافظة ومؤدبة. ووضح مدير الشركة أن خطة العمل بقيت لسنوات لرسم تقاطيع وجهها خلال مراسلات جرت بين مقر الشركة في دمشق وخبراء وشركات في هونغ كونغ يتابعون عمليات الإنتاج في مصنع كبير في الصين، كما كانت الهيئة المشرفة حريصة على أن تكون الدمية بملامح عربية: عينان بنيتان وأنف عربي وحاجبان واضحان وشفتان بنيتان، فهي تبقى عربية حتى لو خلعت العباءة. وما هو جار ببعض الأسواق الشعبية في العاصمة هو طريق آخر ضربت به الدمية الإسلامية المحضة بعد أن ظهرت صورتها على نعل الخفة المخصصة للفتيات الصغيرات، وراحت الزبونات تتهافتن عليها دون أن يعرن اهتماما أن بناتهن سوف يدسن على رمز من رموز الإسلام، والغريب في الأمر أن تلك الخفة المتداولة لا تحوي على اسم الشركة المنتجة ولا على المصدر، وهناك العديد من التجار من لم يتفطنوا إلى الأمر ومثلهم النسوة اللواتي أقبلن على اقتنائها لبناتهن إلا أن هناك من منعن بناتهن من لبسها بمجرد اكتشاف الأمر لما فيه من إهانة إلى الحجاب كرمز من رموز ديننا الحنيف المعبر عن الطهارة والحشمة والعفة. فبعد أن تصدرت دمى باربي المواضع اللائقة من محافظ يدوية ومقلمات وجل المستلزمات الدراسية اختير عمدا من طرف أطراف مغرضة ترويج تلك الخفات وجعلها بابا من أبواب ضرب الإسلام والإساءة إليه بعد أن تمركزت تلك الدمى الإسلامية بوجهها السمح الملفوف بخمار من الوجهة الأمامية للخفة لكي تضع الفتاة الصغيرة رجلها مباشرة وتدوس باربي أو فلة كما شاع اسمها لدى جل الفتيات بمجرد ارتدائها الخفة، وقد تحجج الكثير من التجار ممن التقيناهم عبر بعض الأسواق الشعبية بعدم مبالاتهم للأمر الذي يخفي الكثير من ورائه بالنظر إلى أهدافه المنحطة بعد أن تعرضت الدمى الإسلامية إلى انتقاد شديد من طرف الغرب واستحوذت على اهتمام أغلب الأسر العربية والإسلامية من أجل المساهمة البناءة في تنشئة جيل يعتز بالإسلام دينا. منتجات حساسة تحتاج إلى رقابة مستمرة لعل الفوضى الحاصلة في سوق المنتجات هيأت الفرصة ورسمت الطريق إلى رواج مثل تلك المنتجات، ضف إلى ذلك انعدام الرقابة واللامبالاة التي يتميز بها أغلب التجار لاسيما الهادفين إلى الربح حتى ولو كانت السلعة متناقضة مع أعراف مجتمعنا وتعاليمه ودينه، وتعد تلك الخفات المخصصة للبنات والتي تروج حاليا بالأسواق كدليل قاطع للفوضى الحاصلة في مجال تسويق المنتجات سواء كانت غذائية أو متعلقة باللباس أو شتى ضروريات الحياة الأخرى، لذلك وجب عدم ترك الفرصة لهؤلاء وتهديم أهدافهم في نقطة الانطلاق عن طريق الرقابة المستمرة لمختلف المنتجات.