الإنسان ليس معصوماً من الخطأ واقتراف الذنب بحكم طبيعته البشرية وأيضاً فإن أعداءه كثر: منهم النفس التي تسكن بين جنباته وتزين له وتأمره بالسوء إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ومنهم الشيطان العدو اللدود الذي يتربص بالإنسان ليورده موارد التهلكة ومنهم الهوى الذي يصد عن سبيل الله ومنهم الدنيا بغرورها وزخرفها والمعصوم من عصمه الله ناهيك عن الغفلة والفتور عن الطاعة والتقصير في جنب الله لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أبو هريرة- رضي الله عنه- والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم (راوه مسلم ) . وقال في موضع آخر : كلّ بني آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون (صحيح الجامع) ولكن هناك مسألة لابد من الانتباه إليها وهي أن كثيراً من الناس يعتقد أن الاستغفار يكون باللسان يقول أحدهم : استغفر الله .. ثم لا يوجد لهذه الكلمات أثر في القلب كما لا يُشاهد لها تأثير على الجوارح ومثل هذا الاستغفار في الحقيقة فعل الكذّابين . قال الفضيل بن عياض- رحمة الله- استغفار بلا إقلاع عن الذنب توبة الكذابين وكان أحد الصالحين يقول: استغفارنا يحتاج إلى استغفار أي أن من استغفر الله ولم يترك المعصية فاستغفاره يحتاج إلى استغفار فلننظر في حقيقة استغفارنا لئلا نكون من الكاذبين الذين يستغفرون بألسنتهم وهو مقيمون على معاصيهم .