استضاف النادي الإعلامي لأصدقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس نخبة من أبطال أسطول الحرية الذين هبوا لرفع الحصار عن قطاع غزة رفقة عدد من الخبراء القانونيين والسياسيين لدراسة الإجراءات الكفيلة بمقاضاة إسرائيل عن وحشيتها وغطرستها التي طالت رسل السلام والحرية ووضع حد لانتهاكاتها الصارخة للقوانين والشرعية الدولية. استهلت الندوة التي نظمها النادي بشهادات حية لأبطال أسطول الحرية الذين أبوا إلا أن يفضحوا من خلال هذا المنبر الإعلامي وحشية الكيان الصهيوني واستهتاره بكل المبادئ الإنسانية والأخلاقية وضربها عرض الحائط، حيث أجمع رسل السلام أنهم تعاملوا بطريقة لا تمتّ للإنسانية بأي صلة وأن ما تعرض له جميع المناضلين جريمة بكل المقاييس، بل مجزرة استعملت فيها إسرائيل جميع أسلحتها لإبادة صوت الحق فلم تميّز بين الرضيع والمرأة والرجل والشيخ فالجميع كانوا سواء تحت طلقات رشاشات جنودها التي أسقطت 19 شهيدا و54 جريحا من بينهم البرلماني الجزائري محمد ذويبي الذي أصابته رصاصة جيش الاحتلال في عينه ويتواجد حاليا بالأردن لتلقي العلاج كما أن أثار الأغلال التي قيدوا بها لا زالت مرسومة على أيدهم. ورغم المعاملة القاسية التي تعرض لها المتضامنون إلا أنهم أجمعوا أنها زادتهم قوة وعزيمة لإعادة التجربة واقتناص أي فرصة لنصر إخوانهم الفلسطينيين والشهادة على الأرض الطيبة، لأنهم تعرفوا على حقيقة الصهاينة فقوتهم العسكرية ونفوذهم السياسي والاقتصادي يقابلها جبن وخوف شديد من تلاحم العرب والمسلمين لإدراكهم أن نهايتهم ستكون على أيديهم دون أدنى شك، وأن المجزرة التي ارتكبتها فجر يوم الاثنين 31 ماي المنصرم ما هي سوى دليل قاطع عن اهتزاز الكيان الصهيوني المدعم من القوى الغربية. هذا وقد أشاد جميع أبطال أسطول الحرية الذين حضروا الندوة وهم حملاوي عكوشي عضو حركة الإصلاح وزين الدين المدخن حركة مجتمع السلم رفقة صباح غيسي وصالح نور بالدور الذي لعبه رئيس الجمهورية في مساندة الوفد الجزائري والحرص على سلامته وبالدور الذي لعبته الجزائر لمساندة القضية الفلسطينية والتنديد بالتطبيع مع إسرائيل، مستندين إلى مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين »نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة شاء من شاء وأبى من أبى«، منوهين بالجهود التي تبذلها الجزائر في المحافل الدولية من أجل إسماع صوت الحق ودعم جميع قضايا التحرر العادلة. كما أجمعوا أن الوفد الجزائري لعب خلال رحلته على سفينة مرمرة التركية دور بارز في توحيد جميع الوفود المشاركة ورفع معنوياتهم في الساعات الحرجة التي سبقت القصف الإسرائيلي، مؤكدين أن الأسطول حقق أهدافه فالمجزرة ماهي سوى بداية لرحلة فك الحصار بالرغم من أن المساعدات الإنسانية لم تصل بعد، إلا أن الأمل مازال قائما حتى يتسنى لسكان قطاع غزة أن يخرج من دائرة الغبن التي فرضت منذ أزيد من ثلاث سنوات. كما تميزت الندوة الصحفية بمشاركة كل من فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والأستاذة »نعيمة عميمير« خبيرة في القانون الدولي إلى جانب الأستاذ إسماعيل دبش دكتور في العلوم السياسية لشرح جميع الإجراءات القانونية المزمع اتخاذها لمقاضاة إسرائيل واسترجاع كرامة جميع المتضامنين الذي كانوا على متن أسطول الحرية ومناقشة المفاوضات الجزائرية التركية القائمة من أجل رفع مذكرة إلى المحاكم الجنائية الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني الذي يواصل سلسلة انتهاكاته لجميع الأعراف الدولية. كما كرم النادي الإعلامي بهذه المناسبة أعضاء الوفد الجزائري عرفانا للتضحيات الكبيرة التي قدموها والشجاعة التي أظهروها في مواجهة إسرائيل. قسنطيني: "محاكمة إسرائيل دوليا ممكنة" كشف أمس فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية الوطنية لحماية وترقية حقوق الإنسان، لدى نزوله ضيفا على ندوة النادي الإعلامي لأصدقاء الرئيس، أمس، أن مقاضاة إسرائيل في المحكمة الدولية الجنائية ممكنة، مشيرا إلى أنه لا إشكال في إجراءات رفع الدعوى وأن اللجنة الجزائرية تجري اتصالات مع لجنة حقوق الإنسان التركية لرفع دعوى مشتركة لدى محكمة العدل الدولية. كما أوضح قسنطيني أنه في حال استخدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية حق الفيتو فإنه بإمكان المتضامنين أن يرفعوا الدعوى في محاكم أوربية لها نفس الاختصاص والمتواجدة في كل من بريطانيا وإسبانيا لكن بشرط أن تمثل كل دولة رعاياها، حيث ستوجه لإسرائيل عدة تهم هي اختطاف رعايا أجانب في المياه الدولية ومصادرة وثائق رسمية محمية بموجب القوانين الدولية وسرقة أمتعتهم وأغراضهم الشخصية، مؤكدا أنه يسعى جاهدا لإقامة هذه الدعوى التي من شأنها أن تعيد للوفد الجزائري كرامته وأن لهم جميع الحق في متابعة إسرائيل قضائيا لأن الجريمة ارتكبت في إقليم المياه الدولية. كما ذكر رئيس لجنة حقوق الإنسان أنه باستطاعة أعضاء الوفد الجزائري رفع دعوى قضائية في الجزائر بموجب القانون الجزائي الجزائري حيث يتضمن قانون العقوبات الجزائي الجزائري تدابير لحماية أي جزائري يتعرض للسجن في أي دولة أجنبية لأن هذا الأمر يدخل في إطار المساس بكرامة دولة.