بقلم: حافي وجيدة كل سنة نحتفل بعيدها الموافق ل الثامن عشر ديسمبر نتذكرها ونتكلم بها نكتب حروفها وألفاظها وبكثرة في هذا اليوم المميز وعند حلول فجر اليوم التالي وكالعادة ننساها ونستعمل لغات أخرى في حديثنا ومعاملاتنا داخل أو خارج المنزل هو للأسف واقع نعيشه كلنا كمسلمين وعرب منتشرين على وجه هذه البسيطة نخجل من استعمال لغة القران ونصر على التحدث بلغات عديدة من باب الفخر والاعتزاز وحاجة العمل ومتطلباته لكن هذا كله لا يعطينا الحق في انتهاك حرمة لغة الدين والاسلام والحجر عليها واستبدالها بلغات تألقت وتطورت بسبب تطور بلدانها واجتهادهم الدائم في التعريف ونشر لغتهم في كل أرجاء المعمورة . في الجزائر والدول المغاربية نستعمل الفرنسية بحكم المستعمر نجدها في ادارتنا وأوراقنا ورغم محاولات التعريب الا أننا ما زلنا لم نصل بعد للهدف المنشود في الدول المشرقية اللغة الانجليزية هي الأساس وهم يعانون مثلنا يعني كل أوراقهم تكتب باللغتين العربية والانجليزية تبعية مستمرة للمستعمر حتى بعد الاستقلال والحرية فعذرا لغتي والله هو تقصير وتهاون منا جميعا ونتحمل نتائجه اليوم وغدا . ماذا لو اجتمع عمالقة اللغات وروادها وأداروا اجتماعا عالميا حول اللغات ومصيرها في القرن الواحد والعشرين ياترى ماذا سيقول المتنبي والفرزدق وحافط ابراهيم وطه حسين العقاد وغيرهم ممن يمثلون اللغة العربية بمختلف تخصصاتها الشعرية والنثرية طبعا سيبكون كالثكالى على حال لغتهم وسيلة التعبير الوحيدة عن مكنوناتهم وكل ما اختلج في صدورهم وجوارحهم من حزن وفرح سينشدون شعرا ونثرا حزينا على لغة الضاد التي همشت من طرف أحفادهم وحاملوا المشعل بعدهم. أما شكسبير وجون ملتون وغيرهم من كتاب الانجليزية القدامى والمعاصرون سيفرحون ويرقصون على ايقاعات بيت بيرنز وادم ريكت لأن إنجليزيتهم لغة العالم تربعت على عرش وقلوب الناس في كل المجالات السياسية الاقتصادية والثقافية وحتى التعليمية فليس مهما أن تعرف كل اللغات فجهلك وعدم القدرة على التواصل باللغة الانجليزية سيجعل الاخر يجد صعوبة في التواصل معك فكثير يفهم ويتكلم اللغة الفرنسية ولكن لما يسافر الى دول مشرقية أو حتى دول لا تتكلم لغة فافا يلقى دائما صعوبة في الاتصال والتواصل أما ألبير كامو وايميل دوركايم وغيرهم من كتاب الفرنسية فستتنوع مشاعرهم ما بين الفرح والحزن فرح لأنهم استطاعوا أن يخلفوا اثرا حميدا في كل الدول المستعمرة ويتركوا خلفا ورائهم يكتب لغتهم ويتناول أفكارهم وينشرها غصبا عنا وحزن لأن الانجليزية تنافس لغتهم وتحاربها أينما حلت وارتحلت تهددها بالانقراض والفناء . فرسالتي لأباء اليوم والغد أن يعلموا أبنائهم كلمات معربة بدل papa mom dad لما لا نغرس فيهم حب اللغة لا أن نرسلهم الى مدارس خاصة للغات وهم صغار لم يتجاوزوا الخمس سنوات ونحن كلنا فخر بأن أبنائنا مفرنسون ومنجلزون فالمشكل للأسف فينا وفي طريقة تفكيرنا الموروثة عن الآباء والأجداد في الحقيقة أنا تكلمت كثيرا عن هذا الموضوع ولا أريد الرجوع اليه لكي لا أكرر ما قلته لأن في التكرار ملل كما يقال وفي الأخير نقول للغتنا كل عام وأنت جميلة الشكل والمضمون وثقي بأنه مازال هناك من يتكلم حروفك ويبدع في استعمال بلاغتك شعرا ونثرا فما الحب الا للحبيب الأول وأنت من نطقنا بك في أول سنوات عمرنا ومن سننطق بك في اخر أيامنا ان شاء الله وختامها سيكون مسك وأبيات شعرية لأمير الشعراء أحمد شوقي عن لغة الضاد التي قال فيها: رجعت لنفسي فاتهمت حياتي وتناديت قومي فاحتبست حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقوم عداتي ولدت فلم أجد لعرائسي رجالا وأكفاء وأدت بناتي فعذرا مرة أخرى لغتي فأنت العروس والجمال وملكة اللغات والسلام عليكم.