الملتقى الوطني للشيخ العلامة مبارك الميلي: التأكيد على إسهامات جمعية العلماء في محاربة الاستدمار أكد متدخلون في الملتقى الوطني للشيخ العلامة مبارك الميلي (1895-1945) أمس السبت بميلة أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ساهمت من خلال رجالاتها في تكوين إطارات جبهة التحرير الوطني ومحاربة المستعمر الفرنسي . وتطرق الأستاذ الجامعي المتقاعد محمد الهادي الحسني في مداخلته في هذا اللقاء المنظم بدار الثقافة مبارك الميلي من طرف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف وتمحور حول دور العلماء ورجال الإصلاح في محاربة الآفات الاجتماعية والانحرافات العقدية إلى دور هذه الجمعية في العمل السياسي ودفاعها عن الإسلام والوطنية ضد الفساد الذي كان سائدا إبان الفترة الاستعمارية. وقد استشهد بما كتبه العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي حول علاقة الجمعية بالسياسة في قوله إن السياسة جزء من عقيدة الجمعية وذلك في إطار مسعاها لصون كرامة الأمة الجزائرية والدفاع عن الدين. وقال السيد الحسني أن عمل الجمعية من خلال رجالاتها: كان مبنيا على بينة وفكر وفقه الأولويات ما جعل مما قدمته مهما وجليا في الساحة بدليل شهادة الأعداء -كما قال- حين أجمعوا على أنها ستحطم المخطط الفرنسي بالجزائر . ودعم الدكتور عبد العزيز فيلالي رئيس مؤسسة عبد الحميد بن باديس في مداخلته التي حملت نفس موضوع الملتقى متناولا فيها العلامة مبارك الميلي نموذجا ما تطرق إليه الأستاذ الحسني بإشارته لما جاء في العديد من التقارير الفرنسية التي تعود لسنة 1958 بأن الجمعية ستكون جيشا مناهضا لفرنسا مضيفا أن أغلب إطارات جبهة التحرير الوطني كانوا من تلاميذ الجمعية وعلمائها ومنهم المصلحين الشيخين عبد الحميد بن باديس ومبارك الميلي. وذهب الدكتور العمري مرزوق من جامعة باتنة إلى ما قام به للتحريض ضد فرنسا إبان الثورة أحد أبناء الجمعية وهو الشيخ الراحل عمر العرباوي (1907-1984) ابن مدينة سيدي عيسى (المسيلة) وهو ما تسبب له في السجن ليخرج منه في سنة 1961 ويواصل بعد ذلك نشاطه في مجال الإصلاح والدعوة والتدريس إلى أن توفي. وتخلل اللقاء عدة مداخلات قدمها أساتذة حول موضوع الملتقى الذي تزامن مع ذكرى وفاته ال74 منها جوانب الإصلاح في دعوة الشيخ مبارك الميلي لمحاربة الآفات الاجتماعية للأستاذ مالك حداد من جامعة عنابة و نماذج من الكتابات التاريخية للشيخ مبارك الميلي للأستاذ محمد بوسبتة من جامعة ميلة. كما تم بالمناسبة تكريم عائلة الشيخ مبارك الميلي من طرف الجهة المنظمة بمعية والي ولاية ميلة محمد عمير الذي أشرف على افتتاح هذا الملتقى.