بقلم: الدكتورة سميرة بيطام* من أين أبدا كتابتي وقد احتار دمع الناجحين أن يتسلى بمفردات كلماتي الحانية والدانية سارع يا قلمي في اتخاذ القرار وانزل مراتب المتفوقين في ربيع حافل بالانجازات سأتذكر وأنا أكتب سهر النجباء وإرهاق التركيز من العقل الذي يجول ويصول حتى ينتهي من اختبارات الحياة لتأتي اختبارات التفوق كيف يتصرف أصحابها حيالها؟. لا أحد يشرح فصول الاجتهاد بضوابطه مكان الآخر في تحصيله الدراسي ولا أحد يرهق نفسه مكان الأخر لينوب عنه في مراجعة العلم والألغاز والنظريات والاكتشافات يا له من عالم مبهر بالعلوم فمن اختار الطب يكون قد سلك دربا لا يحيد عنه في مرافقة التفسح أو السفر الكثير بل عليه أن يغوص في جسم الإنسان يفتش ليفهم ويستنتج وعلى الطالب النجيب أن يكون يافعا ببصيرة حرة لا تقيدها مخاوف ولا ترددات إن ما صار جراحا بارعا في المستقبل فأنامله ستتفنن في تخطيط الجراحة عن قرب بالنظر أو عن بعد بالمنظار.. والطالب المهندس يشق مسارح البنايات ليحق معادلة التساوي في مخططه المعماري حتى لا يميل لا يمنة ولا يسرة ويستمر في تفوقه ويعلي طابقا فوق الآخر هو يحلم بالرفعة في مخططه مثلما تفوق في امتحاناته بالتدريج هي هكذا حضارة التطور تبدأ بحب المهنة وتستمر بصقل الموهبة وتصل بالمجتهد إلى مصاف الانجاز المميز والبارع..و لباقي المهن قياس على مقاس. أعلام المجدين مفتخر بدروع الكفاح..تتلقى الحماية وتنجب الرصيد العلمي من أمهات الكتب..لم يكن العلم ركيزة الانجاز لما تنوعت المهن ولما اشتدت أروقة التنافس زحمة وإنشادا حيال كل نجاح.. عبارات الكفاح تسيل الدمع والحبر معا وآلام الصبر تسيل عي الأخرى لتصنع المعجزة والقرار معا هو سلاح يشهر في وجه من يظن أن النجاح يأتي هكذا بغير ضريبة أو جهد أو تعب ليس هكذا يظن بالمتنحين عن الجدال أنهم استسلموا ورموا مناشفهم أرضا وهي لم تجفف بعد من عرق المقاومة الفذة نازعني في كبريائي ولكن لن تفهم قيمة المصابرة وراسلني في عزتي ولن تفهم قوامة الأخلاق كل شيء ترتب بسحب القضية والبيئة والطموح لم اختر لي دربا سهلا ولم أختر لي ميدانا مفضلا كل ما في الأمر أن القدر يصنع الدرب ولو لم نشأ وإن أردنا تغيير منحنيات الأفكار والنتائج لن نقدر بل نتمكن من تحقيق نجاحات عديدة وبأنفاس مسترسلة من روح تمل أحيانا وتنعش أحايين أخرى هي اللغة من تتكلم مكاني في مفهوم العربية الناطقة بالحرية ولست إلا منفذة لمطارق الدرب الوعر منها ليتها تعود لتخرج العطشى للأمان أو التوبة والركون إلى حقيقة الضمائر فتصفو لتندم وترفع رؤوسها لتقول : عجبا لذوي النفوس الطويلة في خضم التفوق وهنيئا لذوي العقول اللبيبة في قدر الكلمة والحدث والموقف...الكل مرتحل إلا التفوق يبقى يسيل الحبر للتساؤل عن فنيات تحقيقه وهل يقتصر فقط على أشخاص دون آخرين ؟ لا أملك الجواب لكني أستطيع القول أن للتفوق رسالة تنسب للضمير قبل أن تكون رسالة موضوعة على رفوف النجاح أو منصات التشريف.