كشفت جلسة محاكمة طبّية مختصّة بمصلحة العظام بمستشفى "بئر طرارية" بالعاصمة عن الإهمال والتسيّب اللذين أصبحا الصفة الملازمة للمصالح الاستشفائية بعدما تسبّبت هذه الأخيرة في بتر أصابع أحد المرضى بعدما تعرّض لنزيف دموي إثر خطأ طبّي أثناء عملية تجبيس يده أوكلت مهمّتها لطبيب غير متخصّص من طرف هذه الأخيرة، ما جعلها متابعة قضائية على أساس جنحة ارتكاب خطأ طبّي مفضي إلى عاهة مستديمة اِلتمست بشأنها النيابة العامّة تشديد العقوبة· إعادة طرح القضية أمام العدالة جاء بعد استئناف المتّهمة للحكم الصادر في حقّها من طرف المحكمة الابتدائية ببئر مراد رايس، حيث تتلخّص وقائعها في أنه بتاريخ 17 مارس 2011 تقدّم الضحّية إلى مصلحة العظام بمستشفى "بئر طرارية" من أجل وضع جبس على يده التي تعرّضت لبعض الكسور الداخلية، غير أن الضحّية بدأ يشعر ببعض المضاعفات على مستوى يده، حيث بقي يتردّد على المصلحة إلى غاية يوم 24 من نفس الشهر إلى أن اضطرّ حسب الطبيب الذي أجرى له العملية الجراحية على اسم الدكتورة التي تغيّبت يوم مناوبتها وكان مفترضا بها أن تتولّى وضع البلاط له، إلى إجراء عملية جراحية خاصّة بعد أن تسبّبت له مضاعفات البلاط في نزيف دموي انتهت ببتر أصبعه وتعرّضه لعاهة مستديمة. كما فقد الضحّية حسب ما أكّده الطبيب في تقريره، وكذا محاميه جزءا من بطنه، حيث شدّد هذا الأخير على خطورة الوقائع التي كان سببها إهمال المتّهمة التي لم تناوب في مهامها ولم تتحمّل مسؤوليتها، ليجبر الضحّية على وضع جبس يجهل صاحبه بحكم أن الوصفة تمّت تحت اسم الطبيبة المتّهمة التي لم تكن هي من وضعت له الجبس، واعتبر ذلك إخلالا منها بمهامها ودورها· المتّهمة من جهتها صرّحت بأنها ليست المسؤولة عن الحالة التي وصل إليها الضحّية، معترفة بغيابها عن المناوبة اللّيلية بعد شعورها بآلام أجبرتها على مغادرة المستشفى بتاريخ الوقائع تاركة مكانها لطبيبة أخرى مناوبة وهو مسجّل في سجّل المناوبة·