بعد غياب طويل عن المنتخب المغربي، ها هو بدر القادوري يعود إلى صفوف "أسود الأطلس" من جديد، بعد تسع سنوات بالتمام والكمال في أوكرانيا حاملا ألوان الفريق العريق دينامو كييف· القادوري يتحدّث في هذا الحوار الحصري لصحيفة "المنتخب" المغربية عن غيابه، وأيضا عن خيبة أمل مباراة الجزائر التي جرت بعنابة نهاية شهر مارس الأخير، كما يتحدّث عن مباراة الإيّاب التي ستجمع بين المنتخبين المغربي ونظيره الجزائري بمراكش، وأوضح أنه في خدمة النّاخب الوطني في هذه المباراة التي لا خيار فيها غير الفوز· بالتصرّف من صحيفة "المنتخب" المغربية - بعد عودتك من جديد إلى المنتخب المغربي هل بإمكاننا القول إن إصابتك قد شفيت كلّيا؟ -- نعم أنا بخير، بعد أيّ عملية من الصّعب قليلا أن نقول إننا قد شفينا كلّيا لأن هذا يتطلّب دائما الوقت، لكن الآن الحمد للّه لا أشعر بأيّ مشكل· أنا لم أتوقّف عن التدرّب مع الفريق في الشهرين الأخيرين، بل لعبت مباريات دون أن أحسّ بأيّ شيء· - المنتخب المغربي واجه الجزائر في مباراة الذهاب بدونك، والتي انتهت بالخسارة (1-0)، ما هو الانطباع الذي تحتفظ به بخصوص الجولة الأولى من هذا "الداربي"؟ -- أنتم تعلمون أنني كنت محبطا قليلا لأنني لم أقدر على فعل أيّ شيء للفريق، وبعد ذلك خسرنا هذه المباراة، لكن نعرف كلّنا في أيّ ظروف لكن لم يكن ذلك واضحا في ضوء التحكيم الذي قتل المباراة، بيْد أن المهمّ هو أن اللاّعبين قدّموا كلّ ما لديهم، وعلى مستوى الرّوح فقد كان ذلك جيّدا والنتيجة هي التي لم تكن في قمّة تطلّعاتنا· - أنت لاعب دولي منذ عدّة سنوات، هل لمست بعض التغيير؟ وهل يبدو لك أن الفريق أفضل هذه السنة؟ -- يمكننا أن نقول إن هناك تجانسا بين اللاّعبين القدامى والجدد، الحمد للّه أن اللاّعبين الجدد لديهم مؤهّلات جيّدة جدّا· الآن لا يمكن أن نقول إننا أفضل إلاّ مع نتائج جيّدة، من قبل كنّا نلعب وسوء الحظّ كان يلازمنا والآن أتوقّع مع هذا الجيل الجديد والمدرّب الجديد أننا فعلا سنتحرّك، لكن الضروري هو أن تكون هناك روح مثالية ولا يتبقّى لنا سوى أن ندعو اللّه أن يحصل هؤلاء اللاّعبون على النتائج المرجوّة· - نسجّل غيابا لأحمد القنطاري وآخر للسليماني وقد يغيب كذلك العربي بوصوفة، ألا ترى أن لهذا الغياب الأثر السلبي على التشكيلة المغربية؟ -- تعلمون أن هناك دائما تهديدات في آخر الموسم بالنّسبة لكلّ لاعب، إنه نوعا ما أمر مزعج لأننا في حاجة إلى الكلّ، خاصّة في هذه المباراة الحاسمة أمام الجزائر، إنه حقّا أمر مؤسف أن تكون كلّ هذه الإصابات· - بالنّسبة لك، ما الذي كان ينقص الفريق في مباراة عنابة؟ -- لا يمكن أن أقول إنه كان ينقصنا قليل من القوّة لأنه من ناحية المؤهّلات لدينا لاعبين جيّدين تقنيا، لكن في كثير من الأحيان الأمر يكون هكذا· فاللاّعب إمّا يكون جيّدا تقنيا أو قويا، لكن نادرا ما يكون الأمران معا، إنه إذن الشيء الذي كان ينقصنا، لكن يجب فهم هؤلاء اللاّعبين لأنهم حتى وإن كانوا قد حاولوا أن يكونوا كذلك (أقوياء) فإن الحكم كان هناك من أجل الإعلان عن الأخطاء كيف ما كانت الطريقة، وباختصار سأقول إننا خسرنا بسبب نقص في القوّة· - المباراة ستلعب بمراكش، ألم تكن تفضّل اللّعب في الدارالبيضاء؟ -- تعرفون أن الأمر يتعلّق بالمنتخب الوطني المغربي، يعني أننا في ديارنا في أيّ مكان، وعلى مستوى الجمهور، سواء كان ذلك في الدارالبيضاء، الرباط أو طنجة فسيكون الجمهور معنا· قبل أن ندخل إلى أرضية الميدان نرى اللّوحات وأعلام المغرب في كلّ الأرجاء، وهذا شرف بالنّسبة لي، ليس هناك أيّ تفضيل والأهمّ هو اللّعب في ميداننا وأمام جماهيرنا وأن يكونوا هناك من أجلنا· - في الوقت الرّاهن السليماني يشغل مركز الظهير الأيسر، هل تراه منافسا لك في هذا المركز؟ -- تعرف جيّدا أن السليماني يلعب كظهير أيمن وفي غيابي لعب في اليسار، لكن لديّ علاقات جيّدة مع الكلّ على الرغم من أنه منافس لي، فبالنّسبة لي ذلك ليس مشكلا وعلى المستوى الشخصي أنا جيّد داخل هذا الفريق، لست أنا من يقرّر من الذي سيلعب أو من الذي لن يلعب، هناك المدرّب من أجل ذلك ومادامت هنالك منافسة فإن الأمر يكون دائما إيجابيا لي، للمدرّب وللفريق· - هل تعترف بأنك تحبّ لعب المباراة ضد الجزائر؟ -- بطبيعة الحال، لكن الأمر الأكثر أهمّية هو أن تفوز بها، إنها مباراة "داربي" وليس كلّ يوم أحد ستلعب مباراة "داربي" كبير· - "داربي" المغرب-الجزائر هل هو أكثر إثارة من مباراة كييف-دونتسك؟ -- (يضحك)، تعلمون أنه فعلا مختلف، عندما تلعب في المغرب أمام فريق جيّد مثل الجزائر فهذا يمنحك الرّغبة دائما في الفوز، وبالنّسبة للمشجّعين فذلك ليس فقط مباراة في كرة القدم، بل احتفالا في السنوات الأخيرة بالمغرب· وكما قلت لكم نحن لا نلعب هذا النّوع من المباريات كلّ يوم أحد، فاللّعب لمنتخب بلدك يعطيك الرّغبة في الظهور بشكل مميّز والفوز وليس فقط المشاركة· - هذه المباراة حاسمة للتأهّل إلى كأس إفريقيا للأمم، الفريق الذي سيفوز سيفتح أمامه أبواب هذه المسابقة، وهي كذلك منافسة غبتم عنها في سنة 2010··· -- إنها دائما خيبة أمل أن لا تشارك في "كان"، نحن نحتفظ بتجربة سيّئة بتلك التي أضعناها في 2010 وفي الوقت ذاته هذا الفشل أعطانا حافزا إضافيا، والذي سيدفعنا لكي نكون حاضرين في "الكان" القادمة إن شاء اللّه· - نبقى مع مباراة 4 جوان، ماذا تقول بشأن المنافس المنتخب الجزائري؟ -- منتخب الجزائر لا يحتاج إلى تعريف، فهو غني عن كلّ شيء، يكفي أن نقول إنه شارك مؤخّرا في مونديال جنوب إفريقيا، كما نشّط الدور نصف النّهائي لكأس أمم إفريقيا بأنغولا، وتشكيلته تزخر بالكثير من الأسماء الكبيرة التي تنشط في نوادي أوروبية معروفة، كلّ هذا سيجعل اللّقاء صعبا جدّا· - هل وصول غيرتس جاء في الوقت المناسب من أجل إعادة توحيد الصفوف؟ -- غيرتس مدرّب كبير جدّا ورجل عظيم، لاحظت فرقا كبيرا في المرّة الأولى التي استدعيت فيها من طرفه قبل إصابتي، وقد كان ذلك في المباراة أمام إيرلندا الشمالية، إنه رجل يعرف التحدّث مع لاعبيه ويعرف تحفيزهم· بشكل صريح إنه أمر سار أن نرى مدرّبا مثله يتسلّم زمام أمور منتخبنا، لكن يجب أيضا أن نترك له الوقت ليعمل لأنه في طريقه لتحضير جيل جيّد جدّا للمستقبل، أنا مسرور فعلا لرؤيته على رأس المنتخب الوطني· - منذ 2002 وأنت تنشط في أوكرانيا، أيّ جديد يعدنا به بدر القادوري؟ -- أنا مرتاح في أوكرانيا ولا أفكّر في الرّحيل· - هل ستتمّ سنتك العاشرة في دينامو كييف أم لديك تطلّعات أخرى في الخارج؟ -- ماتزال لديّ سنتان في العقد، تعرفون أنه عندما نكون في فريق ما لعدّة سنوات تكون لدينا دائما تطلّعات إلى الخارج ورغبة في رؤية كييف تمرّ الأمور في دوريات أخرى، لكن على أيّ حال ليس هناك مشكل بالنّسبة لي· كلّ سنة لديّ عروض، وعلى الرغم من أنها لا تمرّ بشكل جيّد في كلّ مرّة إلاّ أنني هادئ، إذا ما كان لديّ عرض يتماشى مع اهتمامي فسأدرسه وبالنّسبة للوقت الحالي أنا ما أزال دائما متعاقدا مع كييف· - وفق ما كتبته مؤخّرا مجلّة "فرانس فوتبول"، هناك فرق تريد خدماتك منها باريس سان جيرمان وأيضا ليون··· -- تعلمون وكما أقول دائما، على الرغم من أنني لم أغيّر الفريق إلاّ أنه والحمد للّه هناك عروض، من جهة أخرى أشعر بأنني جيّد وأنني أحرزت مزيدا من التقدّم· الانتقالات لا تمرّ حتما كما يريدها اللاّعب، بل كما يريدها اللاّعب والفريقان المعنيان، فليس أمرا واضحا بالنّسبة للاّعب أن ينتقل إلى أين لديه الرّغبة والأهمّ أن تكون لديك دائما عروض، وما دامت موجودة فما عليّ سوى أن أكون راضيا· - لقد خسرتم الدوري أمام شاختار دونتسك، ماذا كانت طموحات الفريق؟ -- نحن حقّا غير راضين بهذه المرتبة الثانية، أنا ألعب في فريق كبير هذه السنة ولم يتبقّ لنا الآن سوى نهاية الكأس التي مايزال لدينا الحظّ لإحرازها· في فريق مثل دينامو كييف لدينا في كثير من الأحيان هدف كسب لقب أو لقبين في الموسم، وبوضوح عندما لا تفوز بأيّ شيء من الصّعب أن تسير الأمور· - ما هي أهدافك في المدى القصير، المتوسط والطويل؟ -- هدفي حاليا هو المباراة أمام الجزائر، أنا في لياقة جيّدة وأريد ان أكون فعّالا بالنّسبة للمدرّب وللمنتخب الوطني وبعد ذلك هناك هذه المباراة النّهائية في كأس أوكرانيا، لكن هدفي مرّة أخرى هو الفوز في هذه المباراة أمام الجزائر، فمند أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وأنا أفكّر في ذلك، وهو الأمر الذي يحفزّني إلى حدّ الآن· - هل اتّصلت بزملائك في المنتخب المغربي؟ -- نتناقش هكذا بين اللاّعبين لكننا لا نتحدّث بشكل خاصّ عن هده المقابلة من أجل عدم وضع الضغط غير المفيد، فالأمر الأكثر أهمّية هو التحضير بشكل جيّد لهذه المباراة· - هل من كلمة نختم بها جلستنا هذه؟ -- على الجمهور المغربي مناصرتنا بكلّ قوّة أمام الجزائر لنكسب نقاط المباراة ولو بهدف واحد، المهمّ الفوز، كما أتمنّى أن تسود الرّوح الرياضية في اللّقاء وشكرا لكم على هذه الاستضافة·