واحة الذاكرين رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور سبب هذا الدعاء ما جاء عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: كنا نعدَّ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة ((رب اغفر لي و تُب عليَّ إنك أنت التواب الغفور)) وفي لفظ: (الرحيم))). فإذا كان المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم يعدّون له طلب المغفرة بهذا العدد الجمّ فكيف بنا ونحن نخطئ بالليل والنهار ما اللَّه به عليم فمن باب أولى أن نجتهد بأكثر من ذلك العدد وهذه رحمة من اللَّه عز وجل لعباده فإن العباد خطاؤون كما قال صلى الله عليه وسلم ((كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)). فجعل اللَّه تعالى لهم كفارة بما يقعون به وليعلم أن الخطأ الذي يصدر من بني آدم له سببان: إما تقصير في واجب أو فعل المحرم ولا يخلو أي عبد من ذلك فجعل الدواء الاستغفار. قوله: ((رب اغفر لي)) توسل بربوبية اللَّه عز وجل العظيمة في أن يستر اللَّه على عبده الذنب ويتجاوز عنه. قوله: ((وتب عليَّ)) أي وفّقنا للتوبة فنتوب والتوبة من العبد: هي الرجوع من المعصية إلى الطاعة ومن اللَّه عز وجل : هي توفيق العبد للتوبة ثم قبولها منه. قوله: ((إنك أنت التواب الغفور)) تعليل للطلب فهي وسيلة يتوسّل بها الداعي إلى حصول المطلوب والتوّاب هو: اسم من أسماء اللَّه تعالى الحسنى على صيغة المبالغة على وزن ((فعال)) لكثرة من يتوب اللَّه عز وجل عليهم وكثرة توبته على العبد. والغفور:هو الذي يستر ذنوب عباده ويغطّيهم بستره ولا يخفى في ختام بهذين الاسمين ما يناسب المطلوب وهذا الذي ينبغي للداعي أن يتوسل إلى ربه بأسمائه الحسنى بما يناسب مطلوبه تحقيقاً لقوله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا