بثلم: فارس الحباشنة زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ظهر قبل أيام في فيديو بعد اختفاء امتد ل5 أعوام. وكما ظهر في الفيديو الذي حمل عنوان في ضيافة البغدادي بلحية بيضاء مطلية بالحناء على أطرافها ومرتديا لمنديل أسود على رأسه وجالسا على الارض الى جانب أشخاص آخرين وجوههم مخفية ويستمعون الى مواعظ وتوجهيات أمير المؤمنين !!. آخر فيديو للبغدادي كان في تموز 2014 واثناء تأدية صلاة الجمعة في مسجد النوري الكبير في الموصل وجاء ذلك بعد اعلان الخلافة ومبايعته أميرا للمؤمنين. ولمن تابع الفيديو فهو لا يحمل تاريخا الا انه اشار في مضمونه الى معركة الباغوز والهزيمة التي لحقت في تنظيم داعش والى جانب حديثه عن تفجيرات سريلانكا الارهابية الاخيرة. البغدادي استعمل ذات الادبيات الجهادية بالدعوة الى القتال ومعركة الاسلام واهله ضد الكفر والشرك وضد الصليب واهله وقال إنها معركة طويلة وسيكون بعد هذه المعركة ما بعدها. واكد على أن المقاتلين سيثأرون. الفيديو اعاد البغدادي الى الواجهة و دائرة الضوء وحسم سؤالا ملتبسا عن حقيقة وفاته. وكما أنه جاء ليبعث برسالة الى افراد وعناصر ومؤيدي واتباع داعش في العالم وبعثت الرسالة على الايحاء بانها ما زالت حاضرة وفاعلة وأن المعركة مستمرة ضد الاعداء. في سوريا والعراق الحرب انتهت. وداعش خسرت كل حواضنها . ولكن الفيديو جاء ليقول أيضا أن الحرب ممتدة وأن داعش لم تمت. العالم لا يزال يذكي الارهاب والتطرف ولنكتشف فجوة عميقة بين الحرب والسلام فجوة لا تريد أن تخلص الشعوب من الحروب والظلم والقهر والاستبداد وتريد العودة بها الى بدائية سياسية. داعش وحروبها اعلان لعجز وفشل الدول والاوطان والسلطات المترنحة. داعش من أولى ولاداتها خرجت من رحم الطائفة والهوية الدينية وكانت أقرب لالقاء صفعة في وجه الدولة الوطنية والهويات القومية. ظهور ابو بكر البغدادي ليس غريبا ولا صادما ولربما أن العالم سيكون حتما أمام صدمات ارهابية ومتطرفة من نوع جديد. وهذه حروب لا تنتهي لانها ليست حروبا جيوسياسية أنما افكار متسربة من الكهوف تنتعش على أرضيات الخراب والفشل والتردي لتبني لها عروشا وما يجعل من القول نتيجة ان الحرب بلا نهاية تقريبا.