71 عاما على أكبر نكبة في التاريخ فلسطين.. الجرح النازف! بعد مرور 71 عاما على نكبة فلسطين وفي ظل ظروف عربية محيطة مضطربة ووضع فلسطيني منقسم تمر ذكراها هذا العام على الشعب الفلسطيني الذي هجر من أرضه ووطنه عام 1948 وسط تساؤلات حول مآلاتها التي كانت يوما ما قضية العرب. ق.د/وكالات يحشد جيش الاحتلال في محيط قطاع غزة لمواجهة التظاهرات المتوقعة في الذكرى ال 71 لنكبة فلسطين التي تصادف اليوم 15 ماي فيما حذر مسؤول في الأممالمتحدة من مخاطر انهيار التهدئة. ويتوقع أن يعزّز الجيش قواته في الجنوب عشيّة الذكرى ولا سيما في المناطق المحاذية للسياج الفاصل مع غزة تحسباً لكل طارئ. يأتي ذلك في وقت هددت فصائل فلسطينية بتصعيد الوضع مرة أخرى في الجنوب إذا لم تنفذ دولة الاحتلال التفاهمات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع مسؤولي المخابرات المصرية الذين يتوسطون مع دولة الكيان في مسألة التهدئة. ووفقاً للمصادر ذاتها فإن جيش الاحتلال يستعد لاحتمال حدوث تدهور أمني أيضاً في ضوء تنظيم مسابقة الأغنية الأوروبية هذا الأسبوع في تل أبيب المحتلة. تفكيك الفلسطينيين يرى أستاذ الإعلام في جامعة القدس أحمد رفيق عوض أن القضية الفلسطينية أصبحت اليوم في ذيل الاهتمامات للأنظمة العربية بعد تفكك كثير من الدول المحيطة. وأما على المستوى الفلسطيني الداخلي فمن الواضح جدا أن هناك جهودا أمريكي-صهيونية لإبقاء الشعب الفلسطيني مقسما. يقول عوض في حديثه إن أمريكا ودولة الاحتلال لا تتوقفان عن تفكيك الفلسطينيين وإظهارهم على أنه جماعات متفرقة في الضفة وغزةوالقدسالمحتلة والداخل والشتات وبالتالي لا يحق لهم إسقاط الاحتلال وإقامة دولتهم. ويرجع أستاذ الإعلام هذا التحليل إلى ما حدث على الأرض من محاولة لإسقاط صورة الشعب الفلسطيني الواحد ومن قرارات أمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ومحاربة قضية اللاجئين بتقليص الدعم المالي المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ويظن أن الشعب الفلسطيني اليوم بعد مرور 71 عاما على النكبة ما زال في المربع الأول وهو في مرحلة التفكك وعدم التعريف وتغييبه عن كل القرارات لأن الصراع اليوم صراع روايات لا صراع حدود وهو ما يثبت أن الفلسطينيين ما زالوا في ذروة نكبتهم. شعب مقاتل ولكن إعلام الاحتلال أورد إحصائية حديثة في الشهر الماضي تكشف أن هناك أكثر من مئتي عمل مقاوم على الأرض في الضفة والقدس المحتلتين وحدهما عدا عن التصعيد العسكري بين الفينة والأخرى في قطاع غزة. ورد على ذلك أستاذ الإعلام بجامعة القدس قائلا إنه لا أحد من قادة بريطانيا ولا أمريكا ولا دولة الاحتلال توقع أن يبقى الشعب الفلسطيني يقاتل كل هذه السنوات وأن يسجل الحرب الأطول وداخل الأرض المحتلة ب53 يوما ويتعلق الأمر بالعدوان على غزة عام 2014. ويرى الكاتب والمحلل السياسي مأمون شحادة أن دولة الاحتلال تسعى لتوحيد نفسها بعد 71 عاما على النكبة لأنها مفككة من الداخل بجنسيات سكانها وحتى في لغتها التي ما زالت غير مكتملة. ويعتقد شحادة في حديثه أن توحيد الكيان الصهيوني يكون فقط بتفكيك الفلسطينيين. وكما كانت سلطات الاحتلال تخوف الصهاينة بالمحارق ومعاداة السامية لتجمعهم في الأرض المحتلة فإنها تريد اليوم توحيدهم عن طريق حروب وهمية هنا وهناك تحت حجج حماية الأرض المحمية أصلا بالواقع العربي المنهزم. ومشكلة الفلسطينيين أن قادتهم يضعون القضية بيد الرباعية الدولية (الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا) غير الموحدة على موقف واحد ومنهم روسيا التي تسعى هي وبقية دول العالم لإبقاء مصالحها مع الكيان لا مع الفلسطينيين. نكبة عربية وأوجد شحادة مصطلحا جديدا يسعى الاحتلال لإنشائه هو تحويل القضية إلى مسألة فلسطينية غير واضحة المعالم بعودة اللاجئين والدولة المستقلة والمقدسات حتى تقبل القسمة والطرح والضرب وهذا واضح من خلال توقعه ما سيحدث في السنوات الثلاث المقبلة من تطبيق الخطة المعروفة داخلب الاختلال بخطة 2020 التي سيتم فيها توحيد القدس وطرد الفلسطينيين منها. ويصف المحلل الفلسطيني ما آلت إليه الأمور اليوم بأنها نكبة عربية لا فلسطينية فحسب ففي موعد النكبة أعلن الاحتلال والولايات المتحدة توحيد القدس ووقتها سيتم الاحتفال باستقلال أمريكا التي أفرجت عن قاتل أحد العراقيين تزامنا مع الإفراج عن قاتل الفلسطينية عائشة الرابي وتحولت النكبة إلى كل الدول العربية وفي مقدمتها العراق وسوريا واليمن. وبخصوص ما يجري من تطبيع عربي يقول شحادة إن هذا التطبيع كان يجري تحت الطاولة والآن وبعد الانتهاء من تصفية القضية الفلسطينية لا داعي للاختباء فكل شيء واضح وغير مستغرب وخاصة علاقات دول الخليج العربي بالكيان الصهيوني التي رغم عدم احتضان عواصمها سفارات من الاحتلال فإنها تحتضن مكاتب تمثيلية أو تجارية.