يوميات رمضانية صراع الجيب لا يلغي فرحة العيد لا أدخل مكانا تتواجد فيه نون النسوة الا وأسمع عن المقروط والبقلاوة الغريبية وغيرها من الحلويات زميلاتي في العمل نسين عملهن وانشغلن بفيديوهات أم وليد وسارة لاختيار قاطو العيد الذي سيُزين موائدهن فكلهن يتكلمن عن العيد حتى زوجتي منذ حلول العشر الأواخر من رمضان وهي تردد نفس الكلام يا درى واش رايحة ندير في العيد فالحيرة دائما تكون بين الحلويات الحديثة والتقليدية فأمي دائما تنصحها بحلوة الطابع حلوة المحقن وكل ما يمت للماضي الأصيل وعبقه الجميل والأخرى ترفض وتصر على التجديد والتنويع والضحية بطبيعة الحال أنا فاذا وافقت على رأي الأم تنزعج الزوجة والعكس لذا فضلت هذه السنة الحياد التام وعدم ابداء الرأي لتجنب الهمزات والغمزات لكن رغم هذا لا أُعتق والبحث عني جاري سواء بالصراخ أو على الهاتف لقضاء ما يلزم للمناسبة فالغرس والزبدة الفرينة السكر والزيت كلها مطلوبة وبكميات كبيرة أما الشوكلاطة البيضاء والسوداء السمسم المعجون والكرامل فحدث ولا حرج هذا دون الحديث عن الفوضى التي تغمر البيت مناوشات وصراخ كل شيء مبعثر ومرمي حتى ياسر الرضيع لا نجده في مكان مرة أمام الفرن أخرى بقرب الباب لوحده اللسان الحاد والكلام الجارح كان حاضرا فبين الفينة والفينة تسمع شتيمة أو دعوة شر تخرج من فاه الزوجة تعبيرا عن غضبها ونرفزتها من الأطفال أو تذمرها من شيء. وعند الانتهاء من هذا الهرج نبدأ باخر متعلق بالأولاد وكسوتهم أصبح كاللص الهارب من شيء تجدني دائما في مكتب المدير أتوسل ساعتين خروجا و أترقب لحظة خروجه للقيام بمهمة شراء الملابس واللعب. لا أتنفس الصعداء الا يوم العيد أجلس وأقابل المائدة لالتهم ما فيها ففي العيد الماضي للأسف لم أستمتع بسبب اختلاف في الرأي بيني وبين كريمتي المحترمة حول نوع من الحلوى فالعبد الضعيف أبدى رأيه بكل عفوية وصراحة وصرح أن حلوة الصابلي بطابعها القديم ألذ تحسرت على قاطو زمان وأكدت أن البساطة هي مفتاح البنة والنجاح في أي عمل ثارت ثائرتها وغضبت ولامتني لأني قصدت جرحها واهانتها تشاجرنا لدرجة أني حلفت بالثلاث بعدم تناول ما أعدته. هذه المرة لم أعلق واكتفيت بالأكل فالمؤمن لا يُلدغ من جحره مرتين والعام الماضي تعلمت كثيرااا فلا يُعقل أن أدفع مبالغ طائلة وأقهر جيبي المقهور أصلا من مصاريف الشهر الفضيل لأحزن ولا أتذوق ما جاد به فربي يكون في عون الزوالية فبعد رمضان يأتي العيد ثم العطلة والعيد الكبير ليكون ختامها مسك الدخول المدرسي فكيف سيوفق في العدل بين كل هذا؟ فأهلا أهلا بالعيد الذي هو فرحتنا بعد شهر صيام وعبادة نتمناها مقبولة ان شاء الله وفرحة الصغار الذين سيلبسون كل الألوان والأشكال للتباهي بها أمام الجميع. والان أترككم لمشاركة العائلة في تزيين أول حلوى حُضرت لعيد الفطر المبارك وفي انتظار الباقيين صح فطوركم والسلام عليكم.