ارتفاع ضحايا فض الاعتصام و العسكري يدعو للتفاوض السودان على صفيح ساخن أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان الأربعاء استعداد المجلس للتفاوض وفتح صفحة جديدة معربا عن أسفه لسقوط ضحايا خلال الأيام الماضية. جاء ذلك حسب خطاب متلفز بثه التلفزيون السوداني ونقلته فضائيات عربية بعد يوم من إعلان البرهان وقف عملية التفاوض مع قوى الحرية والتغيير وتشكيل حكومة انتقالية لتنظيم انتخابات عامة في البلاد في غضون تسعة أشهر وهو إعلان رفضته المعارضة أمس. وأوضح البرهان أن التغيير الذي يمر به السودان يأتي في ظل ظروف صعبة مؤكدا أن تلك المرحلة تحتاج للحكمة حتى نعبر بأمان ونمنع البلاد من الانزلاق في الفوضى والإضرار بمصالح المواطن . وأكد أن أي طرف يجب أن يتنازل من أجل مصلحة الوطن لا لأي أجندة أخرى . وأشار إلى أن الأيام الماضية شهدت أحداثا مؤسفة التعامل مع المهددات والتعقيدات الأمنية نجم عنه ضحايا . وتابع نتأسف على ما حدث ونترحم على أرواح الشهداء ونتمنى للجرحى عاجل الشفاء مشيرا إلى وجود تحقيقات من النيابة بشان ما حدث. وقال إن التاريخ يشير إلى أن مخاض التغيير عسير وصعب وولوج المستقبل وتحقيق النهضة يتطلب عدم الوقوف في أخطاء وأحزان الماضي حتى نفتح صفحة جديدة طالما نحن نؤسس لرؤية جديدة تمنع تكرار أخطاء الماضي . ودعا لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة نعبر من خلالها للمستقبل مشيرا إلى تجارب عديدة منها إفريقية استطاعت تخطي أخطاء الماضي. وتابع: نحن في المجلس العسكري نفتح أيدينا لتفاوض لا قيد فيه إلا لمصلحة الوطن نكمل من خلاله التأسيس للسلطة الشرعية التي تعبر عن تطلعات ثورة السودانيين بكل تنوعهم . ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المعارضة بشأن هذا الموقف الجديد للمجلس غير أن تجمع المهنيين السودانيين (أبرز التجمعات المعارضة أعلن رفض قرارات المجلس العسكري الأخيرة التي تفضي لانتخابات عامة في غضون 9 أشهر. وجدد التجمع في بيان التمسك بالعصيان المدني الشامل والإضراب السياسي المفتوح منعاً للفوضى . واقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم في ساعة مبكرة الإثنين وقامت بفضه بالقوة حسب قوى المعارضة التي أعلنت مقتل 35 شخصاً على الأقل آنذاك. فيما نفى المجلس العسكري فض الاعتصام بالقوة قائلا إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها ب البؤرة الإجرامية الخطرة وسط تحقيقات رسمية بدأت من جانب النيابة السودانية في تلك الأحداث. وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم في 6 افريل الماضي للمطالبة بعزل عمر البشير ثم استكمل للضغط على المجلس العسكري لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين قبل فضّه بالقوة الإثنين. أطباء السودان : مقتل 60 على الأقل بأحداث فض اعتصام الخرطوم وما تلاها من جهتها أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية) أمس الأربعاء مقتل 60 شخصا جراء قيام الأمن السوداني بفض اعتصام العاصمة الخرطوم قبل يومين وما تلا ذلك من أحداث. وفي ساعة مبكرة من صباح الإثنين اقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام وسط الخرطوم وقامت بفضه بالقوة بحسب قوى المعارضة التي أعلنت آنذاك عن مقتل 35 شخصاً على الأقل قبل أن تعلن لجنة أطباء السودان الحصيلة الجديدة لأحداث الفض وما تلاها من أحداث بمناطق أخرى. ولم تصدر السلطات القائمة إحصائية رسمية للضحايا حتى ظهر الأربعاء كما لم تصدر تعليقا على ما أوردته أطباء السودان . وقالت اللجنة في بيان نشرته على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس الأربعاء: 10 شهداء جدد ارتقت أرواحهم الطاهرة برصاص مليشيات المجلس (العسكري) ليصبح عدد الذين تم حصرهم فقط 60 شهيدًا . وعن تفاصيل القتلى ال10 الجدد وفق بيان اللجنة أوضحت أن 4 من منطقة ماي سقطوا يوم الثلاثاء 3 بمنطقة الخرطوم أحياء القوز والرميلة شهيدين في منطقة المهندسين بأم درمان شهيدا في منطقة الخرطوم بحري حي الدروشاب دون تفاصيل اضافية. وفي بيان آخر قالت اللجنة إنه تم حصر 40 جثة لشهدائنا انتُشلت من نهر النيل تم أخذها بتاتشرات (سيارات نقل صغيرة) تتبع لمليشيات الجنجويد (موالية للنظام) لجهة غير معلومة . ولم توضح اللجنة ما إذا كانت الجثث ال40 ضمن القتلى ال60 المذكورة أم لا غير أنها أطلقت نداء في بيان ثالث طالبت فيه الأطباء بالتوجه للمستشفيات القريبة لأماكن سكنهم فما زالت مليشيات الجنجويد ترتكب المجازر وأعداد الإصابات في تزايد مستمر دون تفاصيل. وأدانت دول الترويكا المكونة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان نشرته الخارجية الامريكية الاربعاء فض الاعتصام في الخرطوم وقالت إن المجلس العسكري الانتقالي ألقى بالسلام والعملية الانتقالية إلى التهلكة . بدوره نفى المجلس العسكري الانتقالي في وقت سابق فض اعتصام الخرطوم بالقوة قائلا إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها ب البؤرة الإجرامية الخطرة وأعرب لاحقا عن أسفه لسقوط ضحايا. وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم في 6 افريل الماضي للمطالبة بعزل عمر البشير ثم استكمل للضغط على المجلس العسكري لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين قبل فضّه بالقوة الإثنين.