أبدى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قلقه الشديد إزاء تطورات الأحداث في اليمن واتجاهها نحو العنف المفرط ما يهدد الأمن والاستقرار وسلامة المواطنين، داعيا الدول الخليجية والإسلامية للقيام بواجبها نحو الشعب اليمني. وأكد الاتحاد في بيان جديد له وقعه رئيسه الشيخ يوسف القرضاوي والأمين العام الدكتور علي القره داغي، مساندته التامة للثوار هناك، وان بياناته المتتالية التي أصدرها بهذا الخصوص تأتي لتوضيح موقفه كاتحاد للعلماء من الأزمة ودعما للاحتجاجات التي بدأت سلمية ويراد لها الجنوح نحو العنف. وحمَّل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الرئيس علي عبد الله صالح المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع في اليمن وذلك من خلال دفعهم البلاد بالقوة إلى الاقتتال حتى تنحرف هذه الثورة السلمية عن مسارها الذي اختارته، ويظهروا للعالم بأن لا استقرار في البلاد بدون وجود الرئيس على سدة الحكم، وهذا أمر خطير، نسأل الله تعالى ألا تصير الأمور إلى ما يريدون ويخططون. واعتبر ان رد الفعل على المحاولة السابقة من قبل أتباع الشيخ الأحمر يدخل في إطار الدفاع عن النفس المشروع شرعيا وقانونيا، ولذلك نناشد الشيخ وأتباعه أن يكون الرد في الدفاع عن النفس فقط. ودعا البيان الشعب اليمني المتمثل بالشباب الثائرين وزعماء القبائل إلى مواصلة ثورتهم السلمية وضبط أنفسهم إلى أقصى حد، حتى يفشلوا هذا المخطط الخطير الذي يريده الطرف الآخر، ويجنبوا بلادهم حمام دماء قد لا تستطيع الخروج منه لا قدر الله إلا بعد وقت قد يطول، وليكن شأنهم معه كشأن ابني آدم، قال تعالى: {لان بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين} [المائدة:28]، وفي أقصى الحالات إذا الضرورة فلتكن ردة فعلهم دفاعية ومحدودة في المكان والزمان وعدم الدخول في حرب شاملة. كما دعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدم الاكتفاء بتجميد مبادرتهم والتراجع عنها، بل بالانحياز الواضح للشعب اليمني وعدم ترك الحبل على الغارب للرئيس بأن يقتل هذا الشعب، خاصة أن هذا الأخير هو من تراجع عن التوقيع عن المبادرة التي قدمتها، وعليه فمن العدل والإنصاف والحكم بالعدل أن تنحاز دول مجلس التعاون للمعارضة ومن ورائها شباب الثورة مصداقا لقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات:9]، ونحن نقول لأخوتنا في دول مجلس التعاون: لا نطالبكم بالقتال، ولكن بالضغط فقط على هذا الرجل الذي يريد أن يحرق الأخضر واليابس، فهذا واجب شرعي، وضرورة لحماية أمن الخليج والجزيرة الذي لا يتجزأ. وطالب العلماءُ في بيانهم جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي "التي لم تبدِ أي موقف إلى حد الآن" إلى التحرك قبل فوات الأوان، فالحالة جد خطيرة، فهل الرؤساء هم الأعضاء في هذه المنظمات بأشخاصهم أم الدول وشعوبها؟ إن الشعب اليمني اليوم يقدم لنا مثالا رائعا في التعبير السلمي والمطالبة بالتغيير، ولكنه ابتلي برئيس يريد أن يجره بالقوة إلى مربع العنف، وهذه المنظمات لا تنبس ببنت شفة، إن هذا لشيء عجيب! وناشد بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في ختامه الأمة الإسلامية - ولاسيما العلماء والخطباء- للوقوف مع الشعب اليمني، ودعمه ماديا ومعنويا، والدعاء لهم من خلال القنوت وفي السجود أن يحمي الشعب اليمني من هذه الفتنة، وينجيه من الظلم والظلمة. * دعا البيان الشعب اليمني المتمثل بالشباب الثائرين وزعماء القبائل إلى مواصلة ثورتهم السلمية وضبط أنفسهم إلى أقصى حد، حتى يفشلوا هذا المخطط الخطير الذي يريده الطرف الآخر، ويجنبوا بلادهم حمام دماء قد لا تستطيع الخروج منه لا قدر الله إلا بعد وقت قد يطول، وليكن شأنهم معه كشأن ابني آدم، قال تعالى: {لان بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين} [المائدة:28].