بتدخل في ملتقى حول الراحل مهري بلخادم يظهر من جديد عاد رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم ليظهر من جديد أمس السبت حين أكد لدى تدخله في أشغال الملتقى الوطني الثاني حول عبد الحميد مهري بأن الراحل كرّس الحوار كسلوك حضاري لحل جميع المشكلات وتذليل كل العقبات السياسية منها والوطنية. وقال عبد العزيز بلخادم في الملتقى المنظم بدار الشباب سناني سعيد ببومرداس حضرها شخصيات وطنية وباحثين ومؤرخين بأن عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني كرس من خلال قيادته للحزب في فترة صعبة من تاريخ الجزائر نهج الحوار مع كل الأطياف والتيارات كسلوك حضاري لحل كل المشكلات المستجدة والعالقة منها . وعلى ضوء ذلك فقد كان الراحل - يضيف السيد بلخادم في شهادته من خلال معايشته للراحل ضمن جهاز اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني يساير مخالفيه في الرأي والمواقف من خلال الحوار إلا فيما تعلق بالمصلحة العليا للوطن فلم يكن يتاجر أو يهادن فيها أحد مهما كانت توجهاته وقناعاته. وأضاف بلخادم ان إيمان عبد الحميد مهري العميق بثقافة الحوار والنقاش مع الغير دون إقصاء جلب له الاحترام والتقدير من طرف مناوئيه ومنافسيه ومن جهة السلطة الغبن والمشاكل والإقصاء ي خاصة بعدما اختلفت الآراء والمواقف جراء توقيف المسار الانتخابي سنة 1991 و ما صاحب ذلك من مرحلة صعبة كبدت البلاد والعباد خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وانطلاقا من هذا المبدأ الراسخ كان الراحل - حسب بلخادم- يؤمن ويرى في بذل الجهود لإقناع الجزائريين بضرورة الحوار لحل مشكل العشرية السوداء الأسلوب والسلوك الحضاري الأمثل لجمع الكلمة وحقن الدماء وتغليب المصلحة العليا للبلاد . وبعدما نوه متدخلون آخرون في هذه المناسبة بإنجازات الراحل في مختلف الجوانب بما فيها الفكرية والثقافية ومواقفه التي خلدته من خلال قيادة الجبهة يرى المؤرخ العربي زبيري باعتباره أحد أصدقاء الراحل بأن إحياء ذكرى وفاة هذه الشخصية الوطنية ألفذة خطوة إيجابية لتعزيز الذاكرة الوطنية ومنح الأجيال الصاعدة الحق في معرفة شخصياتها الوطنية الفذة ومناقبها وأثارها الحميدة التي تركتها من ورائها . وفي هذا الإطار دعا السيد زبيري الجامعات الجزائرية والباحثين الشباب خصوصا إلى ضرورة الاهتمام بجمع المقالات والكتابات العديدة التي كتبها الراحل إبان الثورة التحريرية وما بعد الاستقلال وإلى غاية وفاته وتقديمها لشباب اليوم نظرا لما تحمله من قيم ومبادئ راقية يمكن تربية النشء الجزائري عليها. وفيما تعلق بمواقفه من القضايا الخارجية أكد السيد زبيري بأن الراحل وانطلاقا من كونه مجاهد ومناضل ورجل دولة و طموحاته كانت تتجاوز الأطر الحزبية في هكذا قضايا مهمة كان ملتزما حقا بالقضية الفلسطينية و وضعها فوق كل اعتبار أو تجاذبات سياسوية داخلية وكان يناضل من أجل تحقيق مصالح وأهداف الشعب الفلسطيني. للإشارة تضمنت هذه الفعالية التي أشرف على تنظيمها المنظمة الجزائرية للشباب لولاية بومرداس تحت شعار حوار اليوم مستقبل الغد إلقاء عديد الشهادات حول الراحل مهري من طرف أصدقائه وشخصيات عايشوه وأخرى لمؤرخين تتبعوا مسيرة الرجل اختتمت بعرض شريط فيديو حول حياة ومواقف الراحل وتكريم عدد من الشخصيات.