احتضنت، أمس، قاعة الشباب سعيد سناني ببومرداس، ملتقى فكريا حول مآثر وشخصية السياسي الراحل عبد الحميد مهري بحضور عدة شخصيات وطنية وباحثين ممن اهتموا بالمسيرة النضالية للفقيد خلال الثورة ودوره القيادي البارز في حزب جبهة التحرير الوطني وإسهاماته الكبيرة في تقريب وجهة النظر بين الفرقاء خلال أزمة التسعينات وتشجيعه للحوار وحقن دماء الجزائريين.. أجمع المشاركون في الملتقى الفكري الثاني الذي بادرت إليه المنظمة الجزائرية للشباب حول شخصية السياسي عبد الحميد مهري»أن الراحل ترك وراءه إرثا فكريا وسياسيا كبيرا طيلة مسيرته النضالية الطويلة خلال الثورة وبعدها كقيادي بارز في حزب جبهة التحرير الوطني التي قادها في لحظات فارقة، ومختلف المناصب السياسية التي تقلدها، ناهيك عن إسهاماته الفكرية أيضا بعدة كتابات ومقالات ظلت شاهدة على العمق الفكري وبعد النظر السياسي وانفتاحه على مختلف الأفكار الأخرى في المجتمع الأمر الذي جعله يحظى باحترام وتقدير الجميع». هي جملة من الشهادات الحية التي حاول المشاركون في الملتقى من باحثين وشخصيات وطنية لازمت الرجل تقديمها للتاريخ وإنصافا لهذه الشخصية الوطنية الفذة التي حققت الإجماع وتركت بصمتها في المجتمع الجزائري والحركية السياسية التي عرفتها الجزائر ما بعد الانفتاح، وهي النقطة التي ركز عليها رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم الذي أشاد بدور الرجل السياسي وحنكته في إدارة الصراع خلال فترة الأزمة وأسلوبه الحضاري في الحوار والنقاش حتى مع الخصوم وقال في هذا الخصوص «إن الراحل عبد الحميد مهري كان يؤمن بالحوار في حل مختلف المشاكل والقضايا السياسية من أجل حقن دماء الجزائريين ومواصلة الجهود السياسية لحل الأزمة ومحاولة إقناع أكبر عدد من الجزائريين بهذا المسار، ناهيك عن طبيعة العلاقات التي كان يبنيها وينسجها مع مختلف الشركاء والفرقاء السياسيين». بدوره المؤرخ العربي الزبيري في شهادته، قدم مقترحات للجامعة الجزائرية وكل الباحثين والمفكرين «بأهمية جمع مقالات وكتابات الراحل التي كتبها عبر مراحل تاريخية متعددة أبرزها تلك الكتابات التي قدمها خلال الخمسينيات حتى يستفيد منها الجميع وخاصة الطلبة الجامعيين»، معتبرا «أن كتابات مهري اهتمت كثيرا بالمصطلحات والمفاهيم السياسية والفكرية، التي تبقى بحاجة إلى إثراء واستفادة من طرف جيل الشباب والطلبة حماية للذاكرة التاريخية لهذ