العامل البشري وراء 96 بالمائة من الحوادث نحو تشديد العقوبات على السائقين المتهورين تعهدت السلطات العمومية بمحاربة حوادث المرور بتطبيق إجراءات أكثر صرامة بغية الحد من هذه الآفة التي ما زالت تفتك بالأرواح ومن المتوقع إقرار عقوبات شديدة ضد السائقين المتهورين الذين يعتبرون في مقدمة أسباب المجازر المرورية. وأرجعت مصالح الأمن أسباب الحصيلة المروّعة لمجازر الطرقات في الجزائر إلى العامل البشري بنسبة 96 بالمائة. وعلى ضوء ذلك اقترحت الحكومة عدة تدابير منها التحديد والحصر المستعجل للنقاط السوداء والشروع الفوري بالتهيئة الضرورية للقضاء عليها وتكثيف عمليات المراقبة مع التركيز على المخالفات المرتبطة بالإفراط في السرعة ومضاعفة مرافقة مستعملي الطرقات خاصة فئة سائقي الدراجات النارية ونقل المسافرين والبضائع. وبهذا الخصوص ذكر مدير الأمن العمومي مراقب الشرطة عيسى نايلي بالمجهودات التي تبذلها وحدات أمن الطرقات لأجل ايجاد الحلول المناسبة الكفيلة بتقليص حوادث الطرقات. وأفاد المسؤول نفسه بالتحيين القادم للترسانة القانونية المتعلقة بأمن الطرقات واعداد مشروع لتعزيز الوقاية من حوادث الطرقات من خلال تحقيق المعطيات حول أسباب هذه الحوادث ومعالجة النقائص المسجلة. وشدد أيضا على وجوب وضع وسائل حديثة على مستوى الطرقات لا سيما الكاميرات وتعميم الرادارات مرافعا لأجل تكثيف نشاطات الوقاية عوض التدابير الردعية لأجل ترسيخ ثقافة الطرقات. و في ذات السياق أوضح رئيس الفيديرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع بوشريط عبد القادر أهمية إعداد مخطط وطني للنقل في إطار المجهودات الرامية إلى تقليص حوادث المرور معتبرا أن هذا المخطط يجب أن يضم كل نشاطات النقل (حافلات المسافات البعيدة والنقل الحضري وشبه الحضري وناقلي البضائع والسائقين الخواص) من أجل ضبط النقل وتقليص عدد حوادث المرور. واقترح في هذا الصدد عقد جلسات وطنية حول حوادث المرور مبرزا أهمية تكثيف حملات التحسيس بمشاركة مختلف الفاعلين. وذكر بأن الجزائر تسجل سنويا حوالي 4.000 وفاة وما بين 40.000 و45.000 جريح بسبب حوادث الطرقات. وأوضح السيد بوشريط أن العامل البشري يبقى السبب الرئيسي لهذه الحوادث إلى جانب عدم احترام قانون المرور فضلا عن نقص تكوين السائقين وتدهور حالة الطرقات داعيا في هذا الصدد مدارس تعليم السياقة إلى الصرامة في منح رخصة السياقة وضمان تكوين ناجع للإسهام في الحد من حوادث المرور. حملات تحسيسية لترسيخ السلوكيات الصحيحة من جهتها تسعى المندوبية الوطنية للسلامة المرورية للإسهام في الوقاية من حوادث المرور من خلال تنظيم قوافل تحسيسية حول مخاطر الطرقات بهدف ترسيخ ثقافة السلوكيات الصحيحة لدى مستخدمي الطرقات وتقليص عدد الحوادث التي يتسبب فيها سائقون محترفون وتحسين أمن الطرقات في الوسط المهني. ويتعلق الأمر أيضا بتوسيع حقل التدخل من خلال استهداف أقصى عدد من الولايات المبرمجة في كل قافلة تحسيسية وإنجاز العديد من وسائط الاتصال وتكثيف برامج الإعلام والتحسيس عبر مختلف قنوات التلفزة والإذاعة. ومن أجل تعزيز التعبئة حول المسائل المرتبطة بأمن الطرقات ضاعفت المندوبية الوطنية للسلامة المرورية نشاطاتها خلال سنة 2019 لاسيما من خلال الحصص والومضات التلفزيونية والإذاعية المخصصة لمختلف المواضيع فضلا عن الوسائط البيداغوجية التي تمت الاستعانة بها في مختلف المناسبات.