دعا رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، وفد شباب ثورة 25 يناير المصرية إلى الاحتذاء بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في ممارسة السياسة واختيار المسؤولين وفي التعامل مع التيارات المختلفة وغير المسلمين، مركزا على ضرورة البدء بإصلاح المحليات للوصول إلى ديمقراطية حقيقية في بقية المجالات. وبعد أن أنهى أردوغان كلمته أمام جماهير حزبه (العدالة والتنمية) في أحد مهرجانات حملته الانتخابية بإستانبول، بعد 3 ساعات من الوقوف على مسرح مكشوف تحت شمس متوهجة اتجه إلى الوفد المصري برفقة زوجته وابنتيه، وصافحه، وألقى التحية بالعربية قائلا: السلام عليكم كيف حالكم؟. وفي كلمته مع الوفد المصري الشبابي قال أردوغان: "نحن نؤمن بأن الأنظمة التسلطية لا تتفق مع فطرة الإنسان، في الأنظمة التسلطية تكون العبادة للعبد، ونحن لسنا عبيداً إلا لله.. ونحن وقفنا بجواركم وفي كفاحكم وفي ثورات العالم العربي التي بدأت من تونس وامتدت إلى مصر ومنها إلى باقي الدول العربية". وعن رؤيته للديمقراطية قال رئيس الوزراء التركي: "الديمقراطية الحقيقية هي التي تؤمِّن الحقوق الأساسية للمواطن، وتمنح الحقوق للمرأة والأطفال، وتمنح الحرية للمختلِف في العقيدة أن يمارس شعائره بحرية". وبشأن العلاقة مع أصحاب المعتقدات الأخرى قال: "يجب أن نحترم أصحاب المعتقدات الأخرى، ومحمد صلى الله عليه وسلم حصل على أصوات غير المسلمين في المدينة بدون سلاح، وليس بوصفه رسولاً، ولكن لأنه محمد الأمين". واستشهد في احترام الرسول للآراء المخالفة بالحديث الشريف: "لا تسبوا آلهتهم فيسبّوا إلهنا". وعن رأيه في السياسي الناجح قال أردوغان "لا بد أن يتحلى بالخلق القويم وبالأمانة والنزاهة، وأن يكون موضع ثقة الناس". وكان وفد شباب الثورة المؤلف من 55 شابًا وصل إلى إستنبول، السبت، في زيارة تستهدف تعرف الشباب المصري عن قرب على ملامح النظام السياسي والاقتصادي التركي، وملاحظة آليات الحملات الانتخابية للأحزاب التركية قبل الانتخابات البرلمانية التركية المقرر إجراؤها في 12 جوان الجاري، والتقى الوفد عددا من المسؤولين على رأسهم الرئيس التركي عبد الله غول، ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو الذي دعاهم إلى إتباع سياسة النفس الطويل في التغيير المطلوب؛ "لأنه يحتاج إلى وقت". وفي تطبيق آخر للديمقراطية كما يراها، دعا أردوغان شباب ثورة 25 يناير إلى الاهتمام بالمحليات "لأنها السبيل الوحيد لتحقيق ديمقراطية حقيقية في البلاد"، وأن يختاروا لها النظيف والأمين. وقال في هذه النقطة: "الديمقراطية يجب أن تأتي من أسفل؛ أي أن يتم الاهتمام باحتياجات الناس أولا، أن يتم إعطاء الأهمية القصوى للبنية التحتية التي يستفيد منها الشعب، بما يعنى البدء من المحليات وتطويرها؛ حتى تبنى الديمقراطية على أسس سليمة" . ورغم أن هدف زيارة الوفد الشبابي المصري هو الإطلاع على النظام السياسي التركي إلا أن أردوغان نصح الشباب بأن "اصنعوا تجربتكم الخاصة؛ فلكل دولة خصوصيتها التي تنفرد بها عن الدول الأخرى"، مع تأكيده على أنه ليس هناك ما يمنع من النظر إلى تجارب الآخرين والاستفادة بها. وفي إشارة ساخرة إلى طبيعة النظام الحاكم السابق في مصر قال أردوغان أنه شارك في مؤتمر في شرم الشيخ حضره رئيس الوزراء الأسبق، أحمد نظيف، ورئيسا وزراء ماليزيا ولبنان وأن أحد الحاضرين سأله: "كم من الوقت تحتاجون لإعلان نتيجة الانتخابات عندكم؟، فقلت إنها تعلن في نفس الليلة فقال السائل إنها تحتاج في مصر إلى أسابيع لإعلانها فقال أردوغان إن هذا يعنى أنه يتم التلاعب فيها. وقال رئيس الوزراء التركي لشباب الثورة إنه يعمل على إحداث ثورة جديدة في تركيا، هي ثورة مفاهيم وتطوير في الجانب العلمي والتكنولوجي. * بشأن العلاقة مع أصحاب المعتقدات الأخرى قال: "يجب أن نحترم أصحاب المعتقدات الأخرى، ومحمد صلى الله عليه وسلم حصل على أصوات غير المسلمين في المدينة بدون سلاح، وليس بوصفه رسولاً، ولكن لأنه محمد الأمين". واستشهد في احترام الرسول للآراء المخالفة بالحديث الشريف: "لا تسبوا آلهتهم فيسبّوا إلهنا".