باتت بكتيريا "أي كولي" المعروفة ببكتيريا الخيار، تطرق أبواب الجزائر وازدادت مخاوف وصولها إلى بلادنا، ليس عبر الخضر المستوردة من الخارج فقط وإنما كذلك عبر السائحين الأوروبيين، وحتى المغتربين الجزائريين الذين بدأوا يشدّون الرّحال عائدين إلى الجزائر لقضاء عطلتهم الصيفية فيها، وهو ما يضاعف من احتمالات انتشار عدوى الإصابة بهذه البكتيريا القاتلة في موسم الحرّ· وبينما رفعت السلطات العليا في البلاد شعار "الوقاية خير من العلاج" من خلال مجموعة من الإجراءات الرّامية إلى الحدّ من احتمالات وصول بكتيريا "أي كولي" إلى الجزائر، يرى العارفون أن كلّ الإجراءات مهما كانت شدّتها وصرامتها تبقى غير كافية لمنع وصول "بكتيريا الخيار" نهائيا إلى بلادنا· وصارت المخاوف من وصول هذه "البكتيريا القاتلة" إلى بلادنا أكثر حدّة أمس الأربعاء بعد انتشار أنباء عن تسجيل أولى الحالات في مصر على اعتبار أن ذلك يؤشّر على اقتراب "أي كولي" من الجزائر أكثر، حيث ذكرت صحيفة مصرية أن السلطات الصحّية في البحر الأحمر اكتشفت أمس أوّل حالة اشتباه بالإصابة ببكتيريا "أي كولي" السامّة لدى سائح الماني· وذكرت صحيفة "الأهرام" الحكومية على موقعها الإلكتروني أن السلطات الصحّية احتجزت السائح الألماني في مرسى علم قدم لرحلات الصيد والغطس بعد أن ظهرت عليه أعراض المرض من إسهال مدمم وحرارة بمستشفى الغردقة، وقد تمّ أخذ عيّنة من دمه لتحليلها في المعامل المركزية بالقاهرة· وأشارت الصحيفة استنادا إلى مصدر مسؤول بوزارة الصحّة إلى أن السائح الذي أصيب بنزيف معوي شديد حالته مستقرّة بعد أخذ العلاج المناسب، مؤكّدا أن الإصابة لو ثبتت ستكون قد لحقت به في ألمانيا، والتي بلغ عدد المصابين بها حتى الآن نحو 2500 مصاب· من جهة أخرى، أعلنت هيئة قناة السويس عن تشديدها للإجراءات الصحّية على السفن العابرة التي تحمل شحنات من الخضر والفاكهة والتأكّد من عدم إلقاء أيّ مخلّفات من هذه السفن، حيث تتولّى 14 محطّة على طول القناة مراقبة سير السفن العابرة. كما عمّمت وزارة الصحّة مناشير على كافّة مديريات الصحّة في مصر تتضمّن طرق الوقاية والمكافحة والأجراءات الوقائية من هذه البكتيريا تحسّبا لانتشارها على نطاق واسع· يحدث هذا في الوقت الذي زعم فيه مسؤولون ألمان أن نسق انتشار عدوى بكتيريا الخيار يتراجع، إلاّ أن البكتيريا التي أدّت إلى وفاة أربعة وعشرين شخصا إلى حدّ الآن وإصابة أكثر من ألفين آخرين بالعدوى لم يعرف مصدرها بعد، ومازالت السلطات الألمانية تدعو المستهلكين إلى تجنّب استهلاك الطماطم والخسّ والخيار الطازج وهي خضروات يشتبه في أنها ناقلة للعدوى، ويواصل العلماء تحاليلهم لتحديد مصدر السلالة السامّة للبكتيريا الخطيرة· وفيما تتزايد خسائر القطاع الزراعي في أوروبا قرّر الاتحاد الأوروبي تخصيص أكثر من مائة وخمسين مليون أورو بعنوان مساعدات للمزارعين، فبعد انحسار ثقة المستهلك في منتجات الخضروات تراجعت المبيعات، ما أدّى الى تراجع الأسعار، ما أرغم المزارعين على إتلاف كمّيات كبيرة من المنتجات التي لم يقبل على شرائها المستهلكون·