فيروس الكورونا .. الحرب البيولوجية الحديثة بقلم الدكتورة سميرة بيطام* - الجزء الثاني والأخير- عودة إلى فرضية تصنيع الفيروس في المخابر فان كان الأمر كذلك فهو يتوافق مع تطور الثورة البيولوجية خاصة بعد اكتشاف تحليل الحمض النووي DNAوالذي فتح المجال واسعا للاكتشافات وولوج العلماء إلى مجال الاستنساخ و تصنيع الشبيه من الشيء المستنسخ في الحيوانات و الأطعمة وفيه محاولات لاستنساخ البشر هذه الأخيرة التي لاقت جدلا واسعا ومنعا شديد اللهجة من علماء الدين كون أن الخلقة تفريد لله سبحانه و تعالى وبالتالي يحرم استنساخ الشبه من الإنسان لذلك وبما أن المجال فتح أمام العلماء والخبراء فهذا معناه أن على المنظمات العالمية أن تتصدى في تقنين قوانين تنظم عملية الاكتشاف والابتكار بعيدا عما من شانه إلحاق الأذى والضرر بالبشرية ثم إن سياسات الدول المتقدمة اليوم تبحث لها عن مخططات جيوسياسية لفرض هيمنة عالمية غير واضحة المعالم و الأبعاد في مخططاتها السرية وهو ما تعتمده تكنولوجيا الإعلام الآلي والاتصال في ارتكاب جرائم سيبرانية لها علاقة وثيقة باستعمال الحاسوب دون الحاجة لرصد جيوش وأسلحة لاحتلال بلد ما وهو ما يعتبره العلماء تطورا علميا طالما أن البحث العلمي جاري ومستمر ومبتكر بحسب الآليات المطروحة في تغيير معطيات أي دولة اقتصاديا وسياسيا ثم الحروب العالمية لن تبقى على وتيرة الحروب الباردة أو الساخنة بقدر ما ستكون حروبا بيولوجية يكفي تصنيع فيروس وإطلاقه للانتشار على أوسع مدى في أن يدمر دول وبالتالي التفوق يكون لمن يمتلك قدرات علمية فائقة التقدم في مجال الفيروسات والسموم وهو ما سيكون دافعا لتغيير وجهات الاهتمام من التركيز على وفرة الحليب الخبز في دول العالم الثالث إلى التركيز على كيفية الوقاية من فيروس متنقل عبر المحيطات والبحار ليبقى غامض المصدر والدافع بالتزامن مع ما تشهده الساحة العالمية من تغيرات في القوى ومحاولة استعراض السلاح الأقدر على الفتك وبأقل التكاليف في الجهود والمواجهة صفا لصف . على كل حال وأيا كان خطر فيروس الكورونا الذي ينتشر اليوم في العالم كله يبقى أنه على الدول النامية أن تختار بين اثنين : أما أن تطور أسلوب بحثها العلمي فتنتقل من المكتوب و المنقول إلى الاكتشاف والاختراع وأما أن تهيأ لها إستراتيجية وقائية مما يصدره العلم والعلماء من توابع الثورة التكنولوجية والبيولوجية بما أن الزمن في تسارع وظهور أنواع الفيروسات المختلفة يجعل البشر يعلنون حالة الطوارئ ويغيرون نمط معيشتهم على الأقل في عدم التواجد بكثرة في التجمعات و بالتالي إلزامية العناية بالنظافة الصحية اليومية وهو ما يعطي السمة الجديدة للتسلح في العصر الحديث أن يكون بيولوجيا وليس عتاد أو آلات حربية لكن هل الدول العربية على أتم الاستعداد والتأهب لاحتواء هذه الحرب البيولوجية ؟..