بقلم: رشيد حسن لم تشهد الساحة الأميركية منذ نشأة الكيان الصهيوني عام 1948 والى اليوم سياسيا أميركيا يهاجم اسرائيل ..ويهاجم الايباك قلعة الصهيونية في أميركا.. بهذه الحدة والجرأة.. ويصر في كل خطاباته على التذكير بنهج اسرائيل العنصري الخطير.. أهمية تصريحات بيرني ساندورز المرشح الديمقراطي اليساري .. تأتي كونه أولا : يهوديا .. ومن هنا... فلا يجرؤ أحد كائن من كان ان يتهمه بالسامية كما دأبت الدوائر الصهيونية ومن يدور في فلكها .. في وصف معارضيها انه شاهد من أهلها ..! ثانيا: إن هذه التصريحات أو بالأحرى النقد اللاذع لإسرائيل يأتي من داخل القلعة..من أميركا الدولة الأكثر رعاية ودعما لإسرائيل والدولة التي تشكل المظلة الواقية التي تحميها من العقوبات الدولية برفع الكرت الأحمر.. الفيتو في مجلس الأمن ولأكثر من 50 مرة ما شكل درعا واقيا لإسرائيل حماها من المساءلة والمحاسبة الدولية وشكل أيضا دافعا قويا وتشجيعا لها للاستمرار في شن حروبها العدوانية وحملات التطهير العرقي وارتكاب المجازر والمذابح وقد تجاوزت ال 100 مجزرة منذ دير ياسين مرورا بصبرا وشاتيلا ومذبحة الحرم الإبراهيمي وليس انتهاء بمجازر غزة المتواصلة .. ولا تزال تخوض في دماء الفلسطينيين . ساندورز رفض دعوة الايباك وهي منظمة اللوبي اليهودي في أميركا.. وهو أول سياسي أميركي يجرؤ على رفض هذه الدعوة .. في حين يعمل كافة المرشحين الأميركيين على كسب رضا اللوبي اليهودي باعتباره بيضة القبان .. لتأثيره البالغ على السياسة الاميركية وعلى الناخبين الأميركيين وعلى مراكز صنع القرار فهو القابض على الثروة ..القابض على الصحافة والفضائيات .. والقابض على اسواق المال وشركات النفط والبنوك..الخ وكلها تشكل عصب السياسة والقوة الأميركية.. تصريحات ساندورز تشكل نهجا جديدا في السياسة الأميركية فهو وان كان يعتمد على شريحة الشباب والشابات إلا انه يمثل نهجا ديمقراطيا ذا نكهة اشتراكية تركز على العدالة الاجتماعية والتعليم المجاني والتأمين الصحي للجميع فهذه السياسة تحرر الإنسان الأميركي من شرك الشركات الكبرى التي تسيطر على المشهد الاقتصادي الأميركي وتشكل اخطبوطا يمد خيوطه للسيطرة على العالم في ظل ما يسمى بالعولمة او بالأحرى الأمركة . نهج ترامب يركز على محاباة الشركات الكبرى من خلال تسهيلات في الضرائب في حين نهج ساندورز يركز على حماية وإنصاف الفئات الأكثر فقرا. الدوائر الإسرائيلية وخاصة القريبة من نتنياهو اصيبت بالصدمة وهو يؤكد إسرائيل يقودها عنصري ..رجعي اسمه : نتنياهو .. ويصف الايباك بانها قلعة للتعصب الأعمى مشيرا وبكل وضوح بان هذه المنظمة تعمل على سيطرة إسرائيل على السياسة الأميركية وعلى الشارع الأميركي ويتعهد بتحقيق السلام العادل الذي يحفظ كرامة الفلسطينيين مؤكدا نيته بإعادة السفارة الأميركية إلى تل ابيب .. والسؤال..؟ ما هو نصيب ساندورز من الفوز؟ الجميع بانتطار الثلاثاء العظيم موعد تصويت 13 ولاية لاختيار المرشح الديمقراطي.. الاستطلاعات ترشح فوز ساندورز وتصفه بالجواد الرابح وتشبهه بزلزال حرك مياه السياسة الأميركية الراكدة.. العفنة .وترشح فوزه على ترامب ..بما لا يقل عن خمس نقاط. نتمنى . ونأمل ..وان كنا متأكدين أن اللوبي الصهيوني سيعمل بقوة على إسقاطه..