شهدت امتحانات شهادة الباكالوريا لدورة جوان 2011 أجواء مختلفة عمّا كانت عليه في السنوات الماضية بالنّسبة لمساجين المؤسسة العقابية لتيزي وزو، حيث أكّد المتعوّدون على اجتيازها سابقا في تصريح ل "أخبار اليوم" أن امتحانهم لأوّل مرّة في النظام الجديد أصابهم بالارتباك والخوف من مواضيع الامتحان، إلاّ أن التحضير الجيّد والمتابعة الدراسية التي تلقّوها منذ بداية الموسم ستسمح لهم بتحقيق نتائج محفزّة· يذكر أن المؤسسة العقابية لتيزي وزو ترشّح بها 91 سجينا، حضر منهم الامتحان 83 سجينا منهم 3 عادوا من منازلهم لاجتياز البكالوريا حيث انقضت فترة العقوبة التي أمضوها في السجن قبل موعد الامتحانات، في حين فضّل المسرّحون الآخرون التغيّب عن هذا الموعد· وبلغ عدد المؤطّرين والمراقبين بالإضافة إلى المنسّق الذين تمّ تجنيدهم لحراسة وإنجاح امتحانات البلكالوريا بسجن تيزي وزو 58 شخصا، واجتاز ممتحنو المؤسسة امتحانهم في شعبتي العلوم الطبيعية والحياة والآداب والعلوم الإنسانية· هذا، وترواحت أعمار الممتحنين بين 22 و51 سنة، ومن بينهم من يجتاز الامتحان للمرّة السادسة أو الثالثة أو الرّابعة· ولعلّ أهمّ ما يحفزّ هذه الفئة بسجن تيزي وزو هو ترشّح المتّهم في قضية مقتل الفنّان معطوب لونّاس المدعو مجنون مالك صاحب ال 37 عاما، هذا الأخير الذي أمضى 11 سنة حبسا مؤقّتا وكان قد شنّ عدّة إضرابات عن الطعام تعبيرا عن سجنه ظلما ومطالبته بجدولة قضيته في الدورات الجنائية بمجلس قضاء تيزي وزو· ورغم كل ذلك، فإن الدراسة والتعليم وجدت مكانة كبيرة في حياة مالك مجنون في السجن، هذا الأخير المتحصّل على 5 شهادات بكالوريا من أصل 6 امتحانات اجتازها في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية· ومن خارج أسوار المؤسسة العقابية سجّلت مديرية التربية والتعليم بولاية تيزي وزو غياب أكثر من 700 ممتحن ترشّحوا في نظام التعليم عن بعد أو المترشّحين الأحرار، أي ما يعادل نسبة 24 بالمائة، أمّا فيما يخص ممتحني التعليم النّظامي فبلغت نسبة تغيّبهم عن الامتحان في أوّل يوم 0.29 بالمائة· وللتذكير، فإن عدد المترشّحين المختلّفين لامتحان شهادة البكالوريا بتيزي وزو بلغ خلال الدورة الجارية 14 ألف و615 مترشّح، تمّ توزيعهم على 46 مركز امتحان من بينهم 3 آلاف و42 مترشّحا حرّا وما يقارب ال 12 ألف مترشّح من مختلف ثانويات الولاية، وتمّ تجنيد 3791 شخص مكلّف بالحراسة إلى جانب 600 مؤطّر·