فيروس كورونا يخلط أوراقهن عاملات في ورطة بسبب غلق رياض الأطفال
خلف قرار غلق رياض الأطفال الذي اتخذته السلطات العمومية في إطار التدابير الوقائية والاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا والهادف لتجنب انتقال العدوى بين الأطفال الصغار وعمال الرياض استياءً وارتباكاً في أوساط الأمهات العاملات اللائي تأثرت حياتهن اليومية من هذا الإجراء وفرض عليهن رعاية أطفالهن في غياب بديل لذلك بحيث نزل عليهن الخبر كالصاعقة خصوصا أن غلق الروضات يؤثر بشكل كبير على سير حياتهن العائلية والوظيفية. نسيمة خباجة تفاجأت الكثير من العاملات بقرار غلق الروضات تجنبا لتفشي وباء كورونا بحيث وضعهن في ورطة بسبب عدم ضمان مكان لبقاء أطفالهن خلال ساعات العمل وكانت تلك الروضات تضمن لهم ذلك مما وضعهن في ورطة. أمهات في مأزق أجمعت العديد منهن على أن هذا القرار ذي البعد الوقائي وعلى الرغم من أهميته إلا أنه وحسبهن يفترض مراعاة وضعية الأمهات العاملات باعتبار دور الحضانة تعد الملجأ الوحيد لأبنائهن الذين لم يبلغوا بعد سن الدراسة لرعايتهم خلال أوقات عملهن على مدار أيام الأسبوع مما أجبر أغلبهن على اعتماد خيار العطل المرضية وفي هذا الصدد ذكرت السيدة فاطمة أم لثلاثة أطفال (1و3 و5 سنوات) موظفة بمؤسسة اقتصادية أنها وجدت نفسها في مأزق بعد قرار غلق رياض الأطفال وأصبحت مجبرة للدخول في عطلة مرضية لمدة 15 يوما لرعاية أطفالها الصغار والتكفل بحاجياتهم في المنزل على الرغم كما قالت من منصبها الإداري الحساس بالمؤسسة التي تشتغل بها . من جهتها عبرت لامية (إطار بمؤسسة سونلغاز) وأم لطفلين عن انزعاجها من قرار الغلق لأنها كما ذكرت لم تجد من يتكفل بأبنائها في أوقات عملها وأوضحت بدورها السيدة آمال (مهندسة معمارية) أنها ومنذ صدور هذا القرار تقوم باصطحاب ابنتها إلى مقر عملها باعتبار أنها تحصلت على منصب عمل حديثا بإحدى مكاتب الدراسات المعمارية التابعة لأحد الخواص ولا يمكنها كما ذكرت طلب عطلة مرضية خوفا من فقدان منصبها. وأمام هذه الوضعية الطارئة لم تجد ليلى (طبيبة عامة) بمستشفى الأم والطفل بعاصمة الولاية كما قالت خيار أمامها سوى أنها تقدمت بطلب إلى إدارتها لتغيير فترة دوامها من النهار إلى المناوبة الليلية وهي تراعي في ذلك تواجد زوجها في البيت وفي المقابل لجأت أمهات عاملات أخريات إلى الاستعانة بالأهل والأقارب للتكفل بأبنائهن خلال تواجدهن في وظائفهن سيما الجدات والحموات وتقول في هذا الشأن السيدة سمية (موظفة بإحدى الصيدليات) وأم لبنتين (3 و4 سنوات) أقوم بنقل بناتي يوميا إلى بيت أهلي رغم بعد المسافة عن منزلي وهو الحل الأنسب للتكفل بهن في هذه الظروف . التضامن العائلي الخيار المفضل تواجه عديد الأمهات العاملات بعنابة انعكاسات الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية لحماية فئة الطفولة الصغيرة من الإصابة بفيروس كورونا كوفيد 19 من خلال الغلق المؤقت لدور الحضانة و عبرت العديد من النساء العاملات انهن استقبلن قرار غلق دور الحضانة ب اطمئنان و أنهن وجدن كحل أمثل استعدادا لدى أفراد عائلاتهن لحضانة أطفالهن خلال هذه الفترة الحرجة التي تستدعى تضامن الجميع من أجل الحفاظ على الصحة والسلامة الجماعية وتسهل تقاليد التضامن العائلي وطبيعة العلاقات التي تربط بين الأسر الجزائرية مهمة التكفل بانعكاسات الغلق المؤقت لدور الحضانة ومساعدة الأمهات العاملات من خلال التكفل بصغارهن حسب ما أجمعت عليه عديد الأمهات العاملات في عديد القطاعات. وفي هذا الصدد قالت كل من منيرة و وداد و هما على التوالي طبيبة وممرضة بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى ضربان الجامعى أنهما مجندتان في هذا الظرف بمعية زملائهما للسهر على التكفل بمهمتهما النبيلة المتمثلة في الحفاظ على صحة الجميع. و أضافتا بأن ما سهل المهمة بالنسبة لهما خلال هذه الفترة هو تزامن فترة غلق دور الحضانة مع العطلة المدرسية والجامعية و أن لديهما أخوات جامعيات احللن محل دار الحضانة من جهتها اشارت إيمان و هي طبيبة مختصة بقسم أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى ابن سينا الجامعي انها كانت تعتمد في الظروف العادية على مربية تأتي خصيصا إلى منزلها للاعتناء بطفليها البالغين من العمر سنة و سنتين لكن في ظل الظروف الحالية فضلت إبقاءهما في أحضان العائلة بمنزل أسرتها لتفادي تواصلهما بالمحيط الخارجي والوقاية من خطر تنقل العدوى و سجلت أنه بعيدا عن الترتيبات العائلية التي بات يفرضها العصر الحالي كتقاسم مسؤولية احتضان الصغار بالمنزل بين الزوجين العاملين من خلال تنظيم فترات للعطلة المهنية بالنسبة لبعض الأزواج فإن الحس التضامني للأسرة الجزائرية أقوى من أي إجراء قد يتم اللجوء إليه في مثل هذه الظروف .فيما لم تجد أمهات أخريات لظروف معينة من خيار سوى أخذ عطلة و المكوث مع أبنائهن و هو ما ينطبق مع السيدة ليلى و هي عاملة بمصلحة الحالة المدنية ببلدية عنابة و التي صرحت بأن صحة أبنائها غالية في ظل الظروف الحالية وأن أخذ إجازة كان بالنسبة لها الخيار الوحيد المتاح أمامها لاسيما و أن عائلتها تقطن في ولاية مجاورة. تدابير احترازية واستناداً لإحصائيات مصالح المديرية المحلية للنشاط الاجتماعي والتضامن فإن 87 دار حضانة معتمدة تنشط عبر ولاية عنابة تستقبل أكثر من 5 آلاف طفل وعلى غرار باقي ولايات الوطن اتخذت على مستوى ولاية عنابة عدة تدابير احترازية لاحتواء خطر انتشار جائحة فيروس كورونا كوفيد 19 من بينها غلق قاعات الحفلات والمسابح وقاعات التدريب و عديد فضاءات التجمهر العامة إضافة إلى غلق الأسواق الأسبوعية الخاصة بالسيارات و العصافير كما جندت المديرية الولائية للتجارة فرق مراقبة لمكافحة ظاهرة المضاربة التي تشمل النشاطات التجارية واستهدفت في هذا الإطار المساحات التجارية الكبرى والصيدليات حيث يتزايد الطلب على الكمامات ومواد التعقيم وبدورها ركزت فرق المراقبة على التحسيس بضرورة التزام شروط النظافة و التعقيم في ممارسة النشاطات التجارية والتعامل مع المستهلكين كما تجندت في هذا الظرف فرق الهلال الأحمر الجزائري بعنابة لجمع مواد التعقيم و التنظيف و توزيعها على العائلات المحتاجة مع التحسيس بخطورة الفيروس وإلى جانب خلية الأزمة التي تم تنصيبها على مستوى ديوان الولاية لمتابعة تطور الوضع الصحي على مستوى الولاية و السهر على مدى تطبيق التدابير الاحترازية المتخذة فتحت مديرية الصحة والسكان أربع وحدات للكشف عن حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى الولاية اثنتان منهم بعنابة و وحدة واحدة بكل من دائرتي الحجار وعين الباردة. يذكر أنه تم يوم الاثنين الفارط تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 بعنابة. ..وأخرى استثنائية وفي سياق ذي صلة وبغرض تجاوز ارتدادات هذا الإجراء الوقائي ضد انتشار فيروس كورونا الذي أقرته السلطات العمومية لجأت بعض المؤسسات بالمنطقة إلى اتخاذ تدابير استثنائية لمساعدة الأمهات العاملات بما يسمح لهن بالتكفل بأطفالهن ويتمثل ذلك في منح عطل استثنائية مسبقة لمدة 15 يوما قابلة للتمديد إذا اقتضت الضرورة وفي هذا الجانب أعربت السيدة راضية (موظفة بالصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية) عن ارتياحها للإجراء المتعلق بالاستفادة من عطل استثنائية مسبقة مما سيسمح لها برعاية أطفالها بمنزلها العائلي.