بقلم: الأستاذة سميرة بيطام* سيدي وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات: بن بوزيد عبد الرحمان تحية طيبة وبعد: إيمانا منا بضرورة التواصل عن بعد في ظل جائحة كورونا التي كانت الدافع و العامل الأساسي في أن نقول كلمة حق يُراد منها توضيح الرؤيا و تقديم المشورة من أجل جزائر الغد التي يحلم بها كل الجزائريين وليس مستخدمي قطاع الصحة و فقط ايمانا منا أن التواصل و الحوار أساس توضيح ما من شأنه أن يكون مضببا للرؤيا وعدم الفهم الصحيح والحقيقي لخبايا بعض الأمور التي تمس الكفاءات و هذا الكلام جاء بمناسبة ذكركم أن فايروس كورونا المستجد سمح للجزائر باكتشاف العديد من الكفاءات التي كانت مهمشة و هو ما كان فرصة لنكتب رسالتنا النابعة عن ثقتنا في أن الغد سيكون أفضل بإذن الله تعالى بفضل مساعي المثابرين و المرابطين في المستشفيات . سيدي الوزير لطالما نأمل خيرا مع أي تعيين جديد لأي وزير للصحة و نرسم أبعاد خريطة الجزائر الصحية في أذهاننا ونترجم آليات تحقيق هذا المشروع بكل شفافية و مصداقية و مصارحة الآخر بلغة فيها الكثير من الاحترام والانسجام لمعاني آمالنا التي طال تحقيقها بسبب بعض المعرقلين لمشروع النهضة والتغيير في قطاع الصحة و نحن نتوسم الخير في كل مستخدمي القطاع الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل رعاية الآخر من هو في ضعف بسبب جائحة كورونا وقبل الجائحة وقد تابعنا لشهور تأثير هذه الجائحة نفسيا على موظفي القطاع وهو ما يترجم رغبة كبيرة في أن تُعرف الأسباب الحقيقية و مق المعاناة فيها والتي أكثرها هي بسبب الاقصاء والتهميش الذي ذكرتموه آنفا فالجزائر لا تعاني نقص الخبرة أو الكفاءات أو آليات التغيير برزنامة عمل صارم وجدي انما المثبطين لمشروع التغيير لقطاع الصحة هم الآن مستترون ويجهضون محاولات النهوض بالقطاع نحو الأحسن و الا كيف تفسر سيدي الوزير بروز علماءنا في الخارج متألقين في جامعات أمريكية وغيرها ولا يُستفاد من خبرتهم ؟ كيف يبدعون بعلمهم في الدول الأجنبية و لم يبدعوا أثناء تواجدهم في وطنهم هذا راجع لتطويق الطموح فيهم داخل حضن بلدهم الجزائر اعتبر نفسي ممن عاش هذا الإحساس وأنقله لكم بصفة شخصية عساكم تلتفتون بعنايتكم نحو الفئات الضعيفة في قطاع الصحة التي لم تحظى بالعناية وإيلاء الحقوق كاملة لها فان كان فايروس كورونا قد كشف المستور وأوضح أن تهميش الكفاءات هو سبب تعثر القطاع وليس فشله لأني لا أؤمن بمصطلح الفشل في جزائر الشهداء لكني ادقق المصطلح واعتباره تعثر والسبب هو بعض المعرقلين الذي لا يمدون العون للفئات الشابة الناضجة لتبوأ مناصب التسيير ولا يُشركونها فيه بكل ثقة خوفا على مناصبهم أو على الأقل منحهم فرصة قبول مشاريعهم العملية وحتى مجرد اقتراحاتهم وهذا يدخل طبعا في سياسة ضح الدماء الجديدة للقطاع.. سيدي الوزير فايروس كورونا وضح للعالم و ليس للجزائر فقط أن العلم هم الجندي الحقيقي الذي سيتصدى له قبل أي شيء آخر وهذا العلم يرتدي طاقيته أطباء مختصون وممرضون و اداريون لهم من القدرات التي تمكنهم من تقديم أحسن الخدمات ان هم وجدوا التحفيز والتشجيع فرجاؤنا في الله كبير وخطابنا لكم من باب دراسة ملفات المسؤولين في المؤسسات الصحية و إعادة النظر فيها و كذا المدراء الفرعيين الذين هم تحت تصرف المدراء على مستوى جميع المؤسسات الصحية يوجد طاقات كثيرة غير مستغلة فكريا ونحن نأمل أنه حان الوقت للاستثمار في الانسان قبل الاستثمار في المال لأن الطاقة البشرية التي تتمتع بالكفاءة والنزاهة هي من ستحسن الاستثمار في المال وفي وضع استراتيجيات تحسين الخدمة في القطاع على المدى الطويل هناك طموح شبابي مُقيد وهناك إطارات هُمشت وأقصيت من المشاركة في تقديم المشورة و الخبرة والرأي يجب الانصات لها وفتح قنوات الحوار معها فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر و المظاهر أحيانا لا تعطي الصورة الحقيقة لواقع القطاع اذ يجب التقرب عن قرب و جس النبض في عمق المعاناة لمعرفة خبايا القطاع الحقيقية وحضرتكم مارستم الطب في احدى المستشفيات الجزائرية ولكم علم ولو قليل بمشاكل القطاع وخباياه . نأمل خيرا في أن الغد أفضل بكثير من حاضرنا ونتوسم خيرا أن يُعاد النظر في ملفات تعيين المسؤولين على مستوى إدارات المستشفيات وأن يُفتح الباب أمام من يحمل في قلبه حب الجزائر وفقط بوطنية تنبض أملا لإشراقة غد واعد بغير حاجة لتحقيق مآرب شخصية سواء طمعا في المسؤولية بغير وجه حق أو من أجل تبوأ المنصب وكفى لأن ما كان من أجل المصلحة العامة نثمنه جميعا ونرحب به ونمد أذرعنا للمساعدة وما كان من أجل المصلحة الفردية فهو سيؤخر عملية الالتفاف حول مشروع الجزائر الجديدة. تقبلوا في الأخير منا كل الشكر والاحترام ونتمنى لكم التوفيق في مهامكم ولجميع مستخدمي القطاع دون استثناء. رمضانكم كريم وكل عام وأنتم بخير. * المستشفى الجامعي بني مسوس