حطت مع بداية الأسبوع الجاري قافلة المخيم الصيفي الخاص بنزلاء مؤسسات إعادة التربية رحالها ببلدية هنين ولاية تلمسان، والتي ستدوم إلى غاية 28 من الشهر الجاري، وذلك بمبادرة من القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث تم في هذا الخصوص اختيار 35 سجينا من طرف لجنة متخصصة متكونة من أخصائيين نفسانيين وممثلين عن إدارة السجون. وفي هذا الإطار أكد المنسق الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية ومدير المخيم عبد الغني عميار ل " صوت الاحرار" أن المساجين المستفيدون من المخيم الصيفي هم من فئة الأحداث ينتمون إلى مختلف مؤسسات إعادة التربية عبر التراب الوطني، مشيرا في ذات السياق أن عملية الانتقاء تم فيها مراعاة الجانب السلوكي للنزلاء المستفيدين من هذا المخيم طرف لجنة متخصصة متكونة من أخصائيين نفسانيين وممثلين عن إدارة السجون.حيث يعد هذا المخيم الذي دأبت على تنظيمه المنظمة الكشفية وذلك على مدار ست سنوات،تتويجا للاتفاقية التي تم إبرامها بين القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية والمديرية العامة لإدارة السجون. وبالنظر إلى حساسية الفئة المستفيدة من هذا المخيم فقد تم اختيار قادة كشفيون ذوو خبرة عالية، استفادوا من تكوين خاص للتعامل مع الأحداث أين ستولون وذلك بمساعدة لجنة من أخصائيين نفسانيين وممرضين وأعوان من الحماية المدنية إدارة المخيم وتجسيد برنامجه التكويني المستمد من المنهاج الكشفي المعتمد في تكوين الناشئة وإدماج المساجين الأحداث الذين سيقضي المستفيدون منهم من هذا النشاط خمسة عشر يوما على شواطئ تلمسان الرائعة وذلك بالزي الرسمي للكشافة الإسلامية الجزائرية ومحررين من كل أشكال الرقابة والحراسة، بالإضافة إلى أن نشاطاتهم لن تنحصر بين أسوار ثانوية هنين الجديدة التي وضعتها سلطات ولاية تلمسان تحت تصرفهم بل ستشهد مشاركتهم المتم في حملات تطوعية لتنقية الشواطئ وتنطيف المحيط وهي حملات تدخل في اطار اعادة ادماج المساجين الاحداث وترسيخ فكرة التضامن والعمل الخيري، وهو ما من شانه ان يساعدهم على الاندماج السهل في المجتمع وذلك بعد انتهاء مدة العقوبة. هذا المخيم الذي يعد السادس من نوعه ستتكفل به الجهات المنظمة كل حسب التخصص. فالإطعام ستتكفل به المديرية العامة لإدارة للسجون، أما الإيواء فالولاية، في حبن ان التنشيط والتأطير والتنظيم فتتولاه الكشافة الإسلامية الجزائرية وتحديدا قسم خدمة وتنمية المجتمع، وسيكون محل الإقامة الثانوية الجديدة لبلدية هنينن. ستنظم عدة أنشطة سياحية تتخللها زيارات للمواقع الأثرية والتاريخية ومختلف الشواطئ، مع تنظيم أنشطة ثقافية وتربوية ومسابقات فكرية ودورات رياضية، بالإضافة إلى سهرات وسمر على الطريقة الكشفية. وكلها، حسب ما أوضحه المنسق عميار، يهدف إلى التحضير النفسي للمساجين وإعدادهم للإدماج الاجتماعي بعد مغادرتهم السجون. وفي سياق الحديث أكد عبد الغني عميار أن هذه العملية التي تتم بالتنسيق مع كل من والي ولاية تلمسان ورئيس بلدية هنين التي استضافت المساجين، بالإضافة إلى مؤسسة نجمة للاتصالات التي زودتهم بقمصان خاصة حيث وفروا كل الشروط اللازمة من نقل وإيواء بداخلية الثانوية المذكورة تعد ضمن أهداف مشروع إعادة إدماج المساجين الأحداث كتجربة رائدة وناجحة باعتبارها مبادرة فريدة من نوعها في إفريقيا والعالم العربي، كما استطاعت مساهماتها بشكل كبير في تقويم سلوك الأحداث نزلاء مؤسسات إعادة التربية وإعادة ادماجمهم مرة أخرى في الحياة الاجتماعية بصورة طبيعية، حيث تم في هذا الصدد إعادة إدماج 85 حدث في الحياة الاجتماعية خلال سنة 2008 والذي جاء تتويجا للاتفاقية المبرمة بين هذه الأخيرة والإدارة العامة للسجون، بالإضافة إلى إقامة 05 مخيمات للمساجين خارج السجون، فضلا عن إسهاماتها في معالجة مختلف القضايا والآفات الاجتماعية،حيث أشار مدير المخيم الخاص بالمساجين الأحداث إلى أن هذا العمل ينطلق من خلال التحضير النفسي والمادي على طول الفترة العقابية، حيث يقوم عناصر الكشافة بدعم المحبوسين ومساعدتهم على الاستفادة من فترة تواجدهم بالسجن والتزود بما يواجهون به الحياة مستقبلا، حيث تمكنت الكشافة في هذا الصدد من تنظيم 5 مخيمات صيفية على الطريقة الكشفية ضمت 200 حدث في كل من الجزائر 2004،وهران 2005، سكيكدة 2006، مستغانم 2007 بجاية .2008 وجدير بالذكر ان المخيمات الصيفية هو نشاط سنوي تهدف الكشافة الإسلامية الجزائرية من خلاله الى تجديد طاقة الكشافين بالإضافة الى تقسيم اداء الفوج الكشفي خلال سنة من النشاط، كما يعد المخيم كذلك بمثابة فرصة للتعارف وتبادل التجارب والمهارات بين مختلف الأفواج الكشفية عبر التراب الوطني من خلال المسابقات الفكرية والألعاب الهادفة إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والأفكار الجديدة.