حظر الولائم وحفلات الأعراس تجنباً للعدوى كورونا يؤجل مشاريع الزواج لا يمكن لأحد أن يغفل التأثير الكبير الذي تركته الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا على حياتنا وتصرفاتنا وسلوكنا وصولاً إلى العلاقات الاجتماعية وطرق التواصل حيث أدت الجائحة إلى تأجيل مشاريع الزواج لاسيما أنها من التجمعات التي تنقل عدوى كورونا. نسيمة خباجة السلطات العليا في البلاد ووفقا للتعليمات الأخيرة قررت حضر حفلات الأعراس والولائم تجنبا لتفشي وباء كورونا بحيث تم غلق قاعات الحفلات لمنع التجمعات وحفظ الصحة العمومية وهي الخطوة التي أجلت أفراح كثير من العائلات إلا ان كل شيء يهون في سبيل حماية الصحة. فيما استعصت الخطوة على المحبين الذين ينتظرون فرحة العمر بفارغ الصبر وكان العالم الافتراضي بديلا واقتصرت اللقاءات بين المحبين على منصات التواصل الاجتماعي. تباعد وترقب ياسمين طالبة جامعية قالت إنها تشعر بالحزن لعدم قدرتها على لقاء خطيبها في ظل هذه الظروف لاسيما أن فترة الخطوبة هي الأجمل بالنسبة للطرفين مشيرة إلى أنها تنتظر انتهاء الأزمة والوصول إلى بر الأمان للعودة مجدداً للحياة بشكل طبيعي والاستمتاع مجدداً بالتفاصيل البسيطة كالتنزه سوياً على الكورنيش أو شرب القهوة في مكانهما المفضل الذي اعتادا الجلوس فيه كل صباح قبل أن تبدأ محاضراتها الجامعية أو السير في شوارع المدينة المزدحمة والتسوق أو تناول الغداء في أحد المطاعم ابتسامة خجولة ارتسمت على وجه الشابة العشرينية التي قالت: نمضي أغلب الوقت بالتواصل عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي ونحن على قناعة بأن ذلك هو التصرف الأفضل ريثما تمر هذه الظروف بخير وسلامة . هدى شابة كانت بانتظار خطوة الزواج لكن فيروس كورونا أجل هذا المشروع وهي ترى أن الالتزام بإجراءات الوقاية هو الحل الأمثل والأسلم للجميع في الوقت الراهن مضيفة إنها ترى في هذه الفترة اختباراً لقوة مشاعرهما وقدرتهما على الصبر والتحمل ويخالفها في ذلك سمير الذي يجد أن ابتعاد المرء عن شخص أحبه وعدم القدرة على قضاء الوقت معه يخلق حالة من الشعور بالوحدة والضعف. ويرى البعض ان فترة حظر التجول فرصة مناسبة للراحة والتفكير بهدوء وإعادة النظر في خيارات الحياة العاطفية وتبيين حقيقة المشاعر ومعرفة ما إذا كان بها أي خلل أو نقص بعيداً عن الصخب والفوضى والضغط النفسي الذي يترافق مع الدراسة ويدفع الإنسان إلى اتخاذ قرارات خاطئة هرباً من واقع معين أو كرد فعل على موقف ما. سلاح ذو حدين يرى المختصون في علم الاجتماع أن المحبين والمخطوبين أكثر تأثراً بالإجراءات الحالية مقارنة بالمتزوجين الذي قد يكون الحجر الصحي فرصتهم للتقارب وحل الخلافات فالفئة الأولى ملزمة بالتقيد بالتباعد الاجتماعي وهذا يعني قضاء فترة طويلة بعيداً عن الشريك. مهما بلغت مشاعر الحب والعاطفة تجاه شخص ما إلا أن السلامة والابتعاد والجلوس في المنزل خلال هذه الفترة هو الأهم ولكن يخشى الكثيرون أن تنتهي علاقاتهم بسبب البعد أو الملل أو انطفاء المشاعر بسبب عدم اللقاء وصعوبة الحضور وفقا للمثل القائل البعيد عن العين بعيد عن القلب وخصوصاً أن الملل هو عدو العلاقات العاطفية وقد يؤثر البعد بالسلب على العلاقة في حال عدم قدرة الشخص على الصبر خاصة إذا لم تكن مشاعره نحو الطرف الآخر قوية بما فيه الكفاية. و يمكن للبعد أن يؤثر بالإيجاب ويسهم في خلق حالة قوية من الاشتياق والترقب وتحدي قدرة الطرفين على الصبر والتحمل وقد يؤدي الخوف على الآخر والحفاظ على سلامته في ظل الحظر المفروض اليوم إلى تعزيز الأسس المتينة لعلاقة إنسانية جميلة ومستمرة ان وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في كسر الحظر وتقريب المسافات وسهلت عملية التواصل بين المخطوبين والمحبين يومياً عبر مكالمات الفيديو وإرسال الصور بتفاصيل حياتهم اليومية. ويقدم المختصون مجموعة من النصائح لتجاوز هذه الفترة الحرجة وأولها الوعي وإدراك أن الحجر الصحي المنزلي هو لسلامتهم بالدرجة الأولى وسلامة المحيط وأن ما يمرون فيه اختبار لصدق علاقتهم وعمق مشاعرهم فإما أن يجتازوه معاً أو أن ينتهي وفي كلتا الحالتين هم المستفيدون فالالتزام في المنزل هو الفرصة الأكثر أماناً للنجاة ومتابعة الحياة من جديد. منصات التواصل بديلا ً كانت منصات التواصل الاجتماعي خلال فترة الحجر الصحي هي الحل الأمثل للتواصل بين المقبلين على الزواج أو الارتباط فالفيروس فرض عادات مختلفة تتناقض تماماً مع فكرة التقارب والتواصل. يقول الشاب محرز الذي يستعد للزواج قريباً من خطيبته ريمة إنه في الوقت الذي لم يستطع أن يلتقي خطيبته في المقاهي والمطاعم بعد إغلاقها لجأ إلى التكنولوجيا كوسيلة للتواصل مع خطيبته دون أن يضطر لمغادرة منزله قائلاً إن حماية أنفسنا وعائلاتنا من الفيروس هي الأولوية في الوقت الراهن . فيما ترى خطيبته أن منصات التواصل الاجتماعي بما تحتويه من ميزة المكالمات الصوتية والفيديو هي الوسيلة الأفضل للتواصل في هذه الظروف وتعتبر وسيلة آمنة لكل الأطراف. وبيّن آخر أنه يتواصل مع خطيبته في مدينة أخرى عبر الهاتف ومكالمات الفيديو لكنه يفتقد للاستمتاع بالتفاصيل البسيطة والصغيرة بصحبة من يحب كالتنزه والتسوق معا. من جهته أشار سليم إلى أن التصدي للفيروس يتطلب تباعداً اجتماعياً وهو ما يتطلب وعياً وصبراً لتجاوز هذه المرحلة وخاصة أن طرق الخروج من هذا الوضع الاستثنائي لم تحدد بعد. وتنتظر سلاف بفارغ الصبر انتهاء الأزمة الحالية لتتمكن من لقاء خطيبها الذي يقطن في الريف لافتة إلى أن فترة العزلة الحالية التي تعيشها هي محطة تفكير ووقفة مع النفس لاختبار مشاعرها والتأكد من حقيقتها أو وجود خلل فيها. ويرى سليمان أنه مهما بلغت مشاعر الحب نحو أي شخص فالأسلم للجميع اليوم هو التواصل عن بعد مبيناً أن تأثير التباعد الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية يتوقف على طبيعة شخصية الطرفين وقوة المشاعر بينهما فيما عبرت حنان عن خوفها من تأثير البعد الاجتماعي على العلاقة العاطفية والملل الذي يمكن أن يصيبها. وتقول رهف إنه بالرغم من أن المسافات الاجتماعية المفروضة اليوم على الجميع تأتي بالأساس بسبب الخوف من الإصابة بفيروس كورونا إلا أن ذلك الخوف قد يكون له أثر إيجابي على العلاقات العاطفية لأنه يوطد أواصر العلاقة الإنسانية بشكل أقوى. حفل زفاف بحضور 6 أشخاص لا يزال الزواج في زمن تفشي فيروس كورونا المستجد له طقوسه الخاصة في إطار إجراءات التباعد الاجتماعي المُتبعة في العديد من دول العالم. واضطر عروسان إلى التخلي عن حفل زفاف أحلامهما والاكتفاء بإقامة احتفال بسيط في حضور 6 أشخاص فحسب حرصًا على الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي خلال مراسم عقد قرانهما. وأقيمت مراسم زواج مايكل مكاو و لوكريسيا جارسيا بحضور 6 أشخاص فقط في مدينة بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية التي تعد جزءًا من المملكة المتحدة حسبما ذكرت صحيفة مترو البريطانية وحسب الصحيفة حرص العروسان وضيوف حفل زفافهما جميعًا قدر الإمكان على اتباع إجراءات الوقاية من عدوى فيروس كورونا واكتفى الضيوف بالتصفيق والهتافات بدلًا من المصافحة والعناق وكان من ضمن الحاضرين صديق العريس المقرب ووصيفة العروس ومصور الزفاف. وقال العريس للصحيفة البريطانية إن عددا كبيرا من ضيوف حفل الزفاف كان من المقرر أن يحضروا من الأرجنتين بالإضافة إلى العديد من الأشخاص من العاصمة البريطانية لندن حيث كان يقيم هناك في السابق ذلك إلى جانب أن بعضًا من أفراد العائلة يقيمون في فرنسا. وأوضح أنه على الرغم من أن الأزمة دفعت الكثيرين إلى تأجيل مواعيد حفلات الزفاف سواء إلى العام المقبل أو إلى وقت لاحق من العام الجاري إلا أنه وعروسه قررا المضي قدمًا وإقامة عقد قرانهما.