"زواج ليلة تدبارو عام"، مقولة اشتهرت بين الجزائريين، لما تكلفه الأعراس وتحضيرات ليلة الزفاف، من وقت ومال وتخطيط وما تسببه من ضغوطات نفسية على العرسان، وعائلاتهم، وما يتطلب الحدث، من اعتبارات اجتماعية تتعلق بالعادات والتقاليد، يخضع لها الشباب المقبل على الزواج مكرها في الغالب، ومجبرا على توفير المال، ولو ب"الكريدي".. وقد يتمنى الفقراء وفارغوا الجيوب، لو يحدث طارئ يرفع عنهم عناء تكاليف " زواج ليلة"، ويغني عن إقامة حفل الزفاف و"العرضات".. وياتي وباء كورونا ليلغي الأفراح والأعراس، ويغلق قاعاتها خوفا من العدوى، فرب ضارة نافعة، وجدها بعض العرسان الذين حددوا مواعيد زفافهم في تواريخ تصادفت مع الحجر الصحي، كفرصة للاحتفاظ بمبالغ مالية كانت ستغدق على الحلويات وعلبها وعلى"الديسك جوكي". خسائر فادحة لأصحاب قاعات الأفراح وتعودت العائلات الجزائرية، إقامة حفلات الزواج، أيّام قبل شهر رمضان وفِي الصيف، علما أن الأعراس لا تتوقف طيلة السنة، حيث يعجل بعض الشباب بالزواج قبل شهر الصوم، حتى تقف الزوجة الجديدة على تحضير الأطباق، ومساعدة الحماة التي قد لا تستطيع تحمل مسؤولية شؤون البيت بمفردها، بعد أن تقدم بها العمر، أو للتمتع بنكهة الشهر رفقة شريكة الحياة مع بداية الارتباط، حيث برمجت خلال العشرة الأواخر لشهر مارس المنقضي، والنصف الاول للشهر الجاري، قائمة أعراس تضم عند بعض قاعات الحفلات في المدن الكبرى، أكثر من 70 عرسا، لكنها ألغيت بسبب كورونا، وهذا ما أكده لنا صاحب قاعة في العاصمة يكثر الطلب عليها. وفِي السياق، قال عبد المجيد بسيلة، الناطق الرسمي، للجنة الوطنية لقاعات الحفلات، إن برمجة الأعراس، من طرف بعض أصحاب القاعات، تتم سنة قبل موعد إقامتها، وإنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وقبل الْيَوْم الأول لرمضان 2020، برمجت من طرف أشهر القاعات في المدن الكبرى مثل وهران، العاصمة، وعنابة، وقسنطينة، ما يتعدى 100 عرس للقاعة الواحدة، حيث تقيم، بعضها، حفلين لعرسين في يوم واحد، كما أن فترة الحجر الصحي حسبه، ومنذ بدئها، تسببت في إلغاء بالنسبة لبعض قاعات الحفلات، ما يتعدى 72 حفل زفاف. وأكد بسيلة، أن اصحاب قاعات الحفلات وبعد قرار تعليق، نشاطهم، اضطروا إلى إعادة المبالغ المالية التي دفعتها بعض العائلات لإقامة أعراسها في القاعة، حيث أوضح أن هؤلاء تفهموا ظروف العرسان، وضعيتهم، والظرف الاستثنائي الخارج عن إرادتهم، واضطر أصحاب قاعات الحفلات إلى إعادة مبالغ وصلت في مجملها، لدى بعضهم، إلى قرابة 200 مليون أو أكثر. وكشف، بسيلة، عن أعراس خرقت حسبه، إجراءات الوقاية من عدوى فيروس كورونا المستجد، قائلا إن بعض زبائن قاعته، وبعض قاعات حفلات يعرف أصحابها، بعد أن ألغيت مواعيد أعراسهم، لجؤوا حسبه، إلى حفلات زفاف شعبية وعلى مستوى عائلة العروسين، وهذا ما اعتبره، خطرا صحيا، يهدد بالعدوى. وتأسف لمثل هذه التصرفات، مؤكدا أن تعليق نشاط قاعات الحفلات، لم يمنع الكثير ممن كانت مبرمجة أعراسهم، من إقامتها، خارج القاعة. وعاب على بعض العرسان، الذين عرضوا حياتهم للإصابة بكورونا، ولَم يصبروا إلى غاية السيطرة على الوباء. عرسان يتبرعون بمؤونة حفلات زفافهم للمحتاجين وشكل إلغاء الأعراس، وغلق قاعاتها، لدى البعض، خلطا في الحسابات، وتغييرا لبعض الأمور، والترتيبات، فاكتفى البعض بعقد القران وتسجيله، وتأجيل الحفل إلى ما بعد كورونا، والبعض اتفق مع عروسه، على الزواج بدون حضور الآخرين، والاتفاق بينهما على أن يرفها إليه، دون خرق قاعدة منع تجمع اكثر من شخصين! وقال في هذا الصدد، المحامي لدى مجلس قضاء الجزائر، سليمان لعلالي، إن بعض العرسان، أقاموا حفل زفاف بحضور أفراد العائلة الصغيرة، فقط، وتختصر في والدي العروس أو إخوتها، ووالدي العروس أو أحدهما أو نائب عنهما، مشيرا إلى أن شابين، واحد في حسين داي، وآخر في باش جراح، أقاما حفل زفافهما مع العائلة فقط، وذلك خلال فترة الحجر الصحي، مضيفا أن هذين الشابين تبرعا بمصاريف حفل زواجهما الذي كان سيقام على مستوى أوسع لولا كورونا، وبالمؤونة من المواد الغذائية، على بعض المحتاجين. ودعا لعلالي، إلى ضرورة تأجيل الزفاف، حتى ولو كان بدون حفل، قائلا"بعض العرسان يخاطرون بحياتهم ويعرضون أفراد عائلاتهم إلى العدوى، وقد يجدون أنفسهم في المستشفى رفقة الشريكة الجديدة لحياتهم". ومن جهتها، أكدت السيدة شائعة جعفري، رئيسة المرصد الجزائري للمرأة، أن بعض الشابات يضغطن على الخطاب للزواج بهن، خلال فترة الحجر الصحي، وهذا هربا حسبها، من التقاليد والعادات التي نغصت عليهن حياتهن، ولكن حسب جعفري، هذا الهروب والتعجيل، قد يعرضهن ويعرض أزواجهن، لعدوى كورونا، حيث قالت إن الظرف طارئ، ويحتاج إلى الكثير من التعقل، وإن تأجيل هذا الامر ضروري، ولا يحتاج إلى مغامرة. وترى أن تأجيل الزواج في مرحلة الحجر الصحي، فرصة لإعادة بعض الحسابات وتفاديا لأضرار قد تلحق بأفراد العائلة، تنشر عدوى الوباء بين الأشخاص على نطاق واسع.